مدير البحث العلمي في مؤسسة عبدالحميد شومان أن نجاح البحوث التطبيقية مرتبط بالتكاملية والتشاركية بين الباحثين والمؤسسات البحثية من جهة والصناعة ومؤسسات المجتمع المدني من جهة أخرى. كما تعتمد الابتكارات المجدية فنيا واقتصاديا على التنوع في الفريق البحثي الذي يفضي بدوره إلى مواءمة واقعية لاحتياجات السوق والمجتمع من خلال الفهم المتكامل للاحتياجات والتحديات على المؤسسات الداعمة والمحفزة مثل دور مؤسستنا ، ولكن أيضا على الباحثين دور كبير في فهم التحديات المحلية والمجتمعية ومن ثم المشاركة في وضع الحلول المناسبة وفي جذب وتطوير التكنولوجيات العالمية لتلائم الاحتياجات المحلية والاقليمية. وأضافت أن التنافسية الاقتصادية والتنمية المستدامة اليوم تعتمد إلى حد كبير على القدرة على الابتكار، ولا بد أن يستعد العالم العربي للعب دور في الثورة الصناعية الرابعة التي لا شك قادمة وبتسارع كبير. وأوضحت الزعبي أن البحث العلمي في كثير من دول الوطن العربي لا يعد أولوية، حيث يقل الاستثمار في البحث والتطوير عن 2,.% في بعض الدول، ورغم تواضع هذا الانفاق في الأردن إلا أن البحث العلمي يعد حاضرا، فكانت مؤسسة عبدالحميد شومان أول مؤسسة عربية تطلق جائزة له، جائزة لها مصداقيتها ووزنها في مجتمع البحث العلمي وأصداؤها قائمة في العديد من الدول العربية منذ انطلاقها قبل 35 عاما، وللحصول على الجائزة وزنه واعتباره في العديد من المؤسسات والجامعات العربية. ورأت أنه بعد 35 عاما وجدت المؤسسة أنها تركز على البحث العلمي الأساسي وتريد الآن التركيز على توجيه البحوث نحو البحث العلمي التطبيقي وصولا إلى الابتكار العلمي. فدون أن ننطلق إلى البحث العلمي التطبيقي، ومن ثم الابتكار القائم على البحث العلمي لن نستطيع أن نجد حلولا للمشاكل الموجودة في عالمنا العربي سواء الصحية أو الهندسية أو الحضرية وغيرها، وبالتالي لا نربط الربط الصحيح بالسوق والصناعة، إننا نحكي أن القطاع الخاص والصناعة ليس عندهما ثقة بالباحثين والبحث العلمي في الوطن العربي، وذلك نتيجة اشتغال الباحثين بالمختبر والأمور النظرية ونشر الأبحاث في المجلات العالمية ليتم ترقيتهم على أساسها، ومن جانب آخر ليس هناك حافز للباحث لينطلق ويربط عمله بالسوق. وقالت الزعبي إن المؤسسة انتبهت إلى هذه الفجوة، فهناك صناديق تدعم البحث العلمي، وجهات تدعم ما بعد أثبات جدوى المنتج، ويصبح قابلا للبيع، فنحن ننطلق الان إلى مساعدة الباحث ليطور ما يعرف بالنموذج الأولي، وهي مرحلة إثبات أن هذا الحل للمنتج مجدي اقتصاديا وفنيا. التقطت المؤسسة هذه الفجوة في السوق وتأمل أن تكون لها الريادة في تجسير هذه الفجوة وعدم التوقف عند البحث العلمي فقط بل العمل على استكمال الحلقة بالابتكار. نحن لدينا صندوق لدعم البحث العلمي منذ عام 1999 يعطي مبالغ بسيطة لكنها مهمة للباحثين، وسوف نقوم بربطه بالبحث العلمي التطبيقي والابتكار وتصبح الأولوية للأبحاث التطبيقية وليس الأبحاث الأساسية النظرية. ولفتت إلى أن هذا الأمر توجه عالمي، ولا بد للأردن أن تلحق بالركب، لأننا نمتلك أردنيا وعربيا الكثير من الباحثين والخريجين وحملة درجتي الماجستير والدكتوراه، ولدينا أيضا الشباب الذين يمتلكون أفكارا ويشعرون بالمشكلات التي تحيط بمجتمعاتنا، نحن نريد أن نربط الأمور ونوفر الدعم والتحفيز اللازمين. وأشارت الزعبي إلى أن جائزة شومان تطورت خلال الـ 35 عاما تطورا كبيرا، تطورت من 4 جوائز قيمة كل جائزة ثلاثة آلاف دينار، الآن لدينا 12 جائزة سنوية قيمة كل جائزة منها 20 ألف دينار في ستة حقول مختلفة: العلوم الطبية والصحية، والعلوم الهندسية والعلوم الأساسية والآداب، والعلوم الإنسانية والاجتماعية والتربوية والعلوم التكنولوجيا والزراعية والعلوم القانونية والاقتصادية والإدارية، إن فكرة الجائزة هي دعم الباحث وتحفيزه في ظل قلة وشح الأمكانيات المتوفرة للبحث العلمي. إن الباحث جدير بالتكريم، ومن هنا كان التطور من خلال الهيئة العلمية المشرفة وهي مشكلة من خيرة العلماء والأكاديميين، ومنوط لها اختيار لجان التحكيم سنويا، هذا العام كان لدينا 11 لجنة تحكيم (33 محكما) هي التي قدمت لنا الفائزين الذين سيتم تسليمهم الجوائز والدروع اليوم: د. سهى سامي كنج، ود. مرفت نبيل السباعي، ود. أمين محمد شعبان. ومن مصر: د. صبري محمد عطية، ود. محمد كمال خليفة، ود. وفاء محمد حجاج، ود. ياسمين محمد خضري. ومن الأردن: د. رامي فاروق ضاهر، ود. نداء محمد سالم، ومن الكويت: د.علي محمد الدوسري، ومن تونس: د. محمد سليم العلويني. وأكدت الزعبي أن الجائزة عربية تسعى للتواصل مع كافة المؤسسات البحثية العربية، فعلى مدار الـ 35 عام فاز 412 منهم 152 فائزا أردنيا و135 فائزا مصريا وتليهم الدول العربية الأخرى، بنسب أقل، وقد حجبنا هذا العام ثلاث جوائز لأن البحوث المقدمة لم تكن على المستوى المطلوب والذي ترتضيه اللجنة المحكمة، ومن جانب آخر الجائزة لا تريد أن تنزل بمستواها العلمي البحثي. ولفتت إلى أن أبرز التحديات التي تواجه الجائزة كل عام هي اختيار الموضوعات التي يمكن أن تنضوي تحت الحقول الستة، بحيث تواكب هذه الموضوعات البحث العلمي عربيا وعالميا، وفي نفس الوقت يصعب اختيار موضوعات ليس عليها أبحاث في الوطن العربي خلال الخمس سنوات الماضية. التحدي الآخر كما سبق وأشرت أن الاستثمار في البحث العلمي الأساسي والتطبيقي في عالمنا العربي ضئيلة جدا، وفترة ما يطلق عليه الربيع العربي تراجع الأمر إلى الأسوأ. كما أن المختبرات والتجهيزات التي يحتاجها الباحث ما زالت متواضعة أو غير مواكبة للتطورات السريعة في القطاعات التكنولوجية المختلفة. محمد الحمامصي
مشاركة :