هل سبق وأن سألتم أنفسكم عن السبب من وراء إنجاب الأطفال؟ بالنسبة للكثير من الآباء والأمهات والأهل المحتملين، قد يبدو السؤال غريبا أو بسيطاً إلى حد كبير، ما يجعله سؤالاً مهماً يجب معالجته. وقد تقول إحدى الإجابات بأننا كأنواع، لدينا غريزة للتكاثر، وقابلية لاستمرار الحمض النووي لدينا للأجيال المقبلة، فيما قد ترتبط إجابة أخرى بالعوامل الاجتماعية والثقافية.  ورغم أن غالبية البشر يُنجبون الأطفال، إلا أن سؤالاً نادراً يُطرح، حول السبب من وراء شعور الأشخاص بالحافز لإنجاب الأطفال، ما يفرض الحاجة لشرح هذا السلوك النموذجي والمتوقع، وخصوصاً أن الضغوط الاجتماعية وعوامل التطور في المجتمعات، لا تفسر وحدها العوامل الشخصية والفريدة من نوعها التي تقود الناس إلى الرغبة بإنجاب الأطفال. ولكن حتى مع الضغوط الاجتماعية والتطور، فهذا لا يفسر وحده العوامل الشخصية والفريدة التي تقود الناس إلى الرغبة بإنجاب الأطفال. ومهما تعددت الأسباب، فإنها تشرح أمراً مهماً عن الرغبة بإنجاب الأطفال، ونوعية الأبوة والأمومة التي سيكون الأشخاص عليها، وهو ما يستحق الاكتشاف. فالإجابة حول حافز كل شخص على حدة بإنجاب الأطفال يرتبط بالرغبات الشخصية، والتاريخ، والتأثيرات، والمعتقدات التي تؤدي إلى اتخاذ مثل هذا القرار الأساسي في الحياة، ما قد يفسر لماذا الرغبة بإنجاب الأطفال، وقضاء الوقت والمال، وتحمل الجهد، والشعور بالقلق والمسؤولية. وتاريخياً، كان الناس ينجبون الأطفال بسبب الضرورة الاقتصادية، والعمل في المزرعة. ويمكن أن يمثل الأطفال رمزاً للازدهار، أو أداة لرغبات الأهل وأهدافهم لدى البعض. وإذا قمت بسؤال الأهل والأصدقاء من حولك، عن السبب من وراء إنجابهم الأطفال، ستجد أن الإجابات تتنوع وتتعدد وفقاً لكل شخص على حدة. ومن بين هذه الإجابات الرغبة بتبادل الحب العائلي، وأن يجعل الأشخاص من أنفسهم أشخاصاً أفضل من خلال إنجاب الأطفال، وإضافة معنى أعظم إلى هدف الحياة، والرغبة بقبولهم في المجتمع، وجعل العالم مكاناً أفضل، أم رغبة منهم بأن يربوا أطفالهم بطريقة أفضل من الطريقة التي حُظيوا بها، وان يسدوا الدين لما فعله أهلهم معهم. وقد تكون النقطة الأهم في مناقشة كل ذلك، هي "الوعي بتربية الأطفال" وفهم دوافع ومشاعر الأهل خلال تأديتهم لدورهم بالاهتمام بأطفالهم، ما قد يساعدهم على معرفة الرغبة الحقيقية التي دفعتهم إلى إنجاب الأطفال، ورسم خريطة حياتهم بشكل أكثر وضوحاً.