كان الفلسطينيون في كلّ وقت عاجزين عن الذهاب الى النهاية في أي مسار ذي طابع سلمي قرروا انتهاجه. هذا لا يعني في ايّ شكل تجاهل السياسة العدوانية لإسرائيل التي تكشفها الرغبة في متابعة سياسة الاستيطان في الضفّة الغربية من جهة وعزل القدس الشرقية عن محيطها من جهة أخرى. قالت احدى الصحف البريطانية النافذة في ذكرى وعد بالفور ان الحرب العالمية الثانية انتهت، لكن الحرب العالمية الاولى لم تنته بعد، اقلّه في منطقة الشرق الاوسط. ولد سايكس – بيكو (1916) ووعد بالفور (1917) من رحم الحرب العالمية الاولى التي تخللها تقاسم القوى الاستعمارية، في ضوء انهيار الدولة العثمانية، لمناطق نفوذ في الشرق الاوسط الذي رسمت خريطته الجديدة بين البريطانيين والفرنسيين. بعد مئة عام على وعد بالفور، لا يزال عدد الأسئلة اكبر بكثير من عدد الأجوبة. لا يزال السؤال الكبير ما العمل بالشعب الفلسطيني الذي لا يزال حاضرا على الخريطة السياسية للمنطقة. هل يمكن الغاء شعب موجود لمجرّد ان وعد بالفور تحدّث عن "وطن يهودي في فلسطين" في حين لم يأت على ذكر الفلسطينيين، كشعب، بايّ شكل، مكتفيا بالإشارة الى "عدم الإساءة الى الحقوق الدينية والمدنية للمجموعات غير اليهودية الموجودة في فلسطين". لم تلغ كلّ التطورات التي شهدها الشرق الاوسط منذ 1917 الشعب الفلسطيني. لم تستطع اسرائيل التخلّص من هذا الشعب الذي ذهب ضحيّة الاوهام التي زرعها العرب في رأسه، وهي أوهام ارتدت في نهاية المطاف على العرب انفسهم، خصوصا بلدين هما سوريا والعراق ذهبا ضحيّة عقدة جمال عبدالناصر التي تحكّمت بحافظ الأسد وصدّام حسين ووريثتهما التي اسمها حاليا "جمهورية ايران الإسلامية". في 2017، بعد مئة سنة على وعد بالفور، لا تزال الحرب العالمية الاولى مستمرّة. مع توسّع إسرائيل وايران ومع انهيار الكيانين السوري والعراقي، لا تزال المنطقة في حاجة الى ملحق لاتفاق سايكس – بيكو وآخر الى الكلمات الـ67 في وعد بالفور عن "وطن قومي للشعب الفلسطيني في فلسطين"... متى يصلح الخطأ ويعلن رسميا عن انتهاء الحرب العالمية الاولى؟ خيرالله خيرالله
مشاركة :