عدن (أ ف ب) - تحتجز مجموعة من المسلحين في مدينة عدن اليمنية عناصر في القوات الحكومية بعدما هاجمت مقرا امنيا في العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها وقتلت ثمانية عناصر امن بينهم شرطيتان جرى اعدامهما بالرصاص. وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية الهجوم ضد مقر ادارة المباحث العامة في عدن. وقال ان انتحاريا يمنيا فجر نفسه في سيارة مفخخة عند مدخل المقر، ثم قام مسلحون اخرون من التنظيم بمهاجمة المبنى. وتتعرض معسكرات ومواقع لتنظيم الدولة الاسلامية الى ضربات جوية من قبل طائرات اميركية من دون طيار. كما يتعرض تنظيم القاعدة في جنوب البلد الفقير الى حملة عسكرية تقودها قوات نخبة مدربة على أيدي القوات الاماراتية نجحت في طرد عناصر الجماعة المتطرفة من العديد من معاقلها الرئيسية. وأكدت مصادر أمنية في عدن لوكالة فرانس برس ان انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه في مقدم موكب مدير أمن عدن العميد شلال شايع، أثناء دخوله مقر عمله، مضيفة ان مدير الأمن نجا من الهجوم. وأشارت المصادر الامنية ذاتها إلى مقتل ستة جنود يمنيين وجرح اخرين في الانفجار. وأضافت أنه عقب العملية الانتحارية تعرض المبنى والموكب لإطلاق نار كثيف من قبل مسلحين تمركزوا فوق أسطح مبان تقع في محيط مقر ادارة المباحث. واستمرت الاشتباكات لساعات فيما دفعت ادارة أمن عدن بتعزيزات أمنية من معسكر جبل حديد لتطهير المباني من المسلحين الذين تمكنوا من دخول مبنى ادارة المباحث في خضم الاشتباكات. وفي داخل المبنى، قام المسلحون بأخذ عناصر أمن لم يعرف عددهم بعد رهائن، بينهم شرطيتان قاموا باعدامهما بالرصاص، قبل ان يحرروا مجموعة من السجناء من مركز توقيف في المبنى ذاته. ولا تزال الاشتباكات مستمرة بحسب هذه المصادر، بينما يحتز المهاجون عناصر الامن. والعميد شايع من القيادات الأمنية البارزة في عدن ومدعوم من الإمارات العربية المتحدة ويعتبر الخصم اللدود لتنظيمي الدولة الاسلامية والقاعدة اللذين حاولا اكثر من خمس مرات استهداف موكبه، منذ استعادة القوات الحكومية بدعم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية مدينة عدن من المتمردين الحوثيين في صيف 2015. وشنت قوات الأمن بقيادة العميد شايع حملة ضد الجهاديين في عدن، التي لم تشهد هجمات كبيرة في الأشهر الأخيرة. - غارات على صنعاء - يشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين الشيعة والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين المتحالفين مع مناصري صالح في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية. وخلّف النزاع اليمني اكثر من 8650 قتيلا واكثر من 58 الف جريح بحسب ارقام الامم المتحدة. وقد تسبّب بانهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى. وينتشر المسلحون الجهاديون في اليمن منذ عقدين، واغتنموا الفوضى الناجمة عن الحرب بين الحكومة والمتمردين لتعزيز مواقعهم خلال السنوات الاخيرة خصوصا في جنوب البلاد. لكن قوات النخبة المدربة اماراتيا استعادت معاقل مهمة في الاسابيع الاخيرة، بينما قصفت الطائرات الاميركية معسكرات لتنظيم الدولة الاسلامية. ووقع هجوما اليوم بعيد تطور امني في النزاع بين الحوثيين والسعودية، بعدما استهدف صاروخ باليستي مطار العاصمة الرياض مساء السبت قبل ان يتم اعتراضه في الجو، الا ان شظايا منه وقعت في حرم المطار. والأحد اتهم الحوثيون الطائرات السعودية بشن غارات ضد مواقع في صنعاء بينها ساحة السبعين التي عادة ما تنظم فيها الاحتفالات الكبرى، ومقر وزارة الدفاع. وشاهد مصور فرانس برس دمارا واثار حرائق في موقع ساحة السبعين في جنوب العاصمة اليمنية. بو-فوم-ني-مح/مع/اا © 2017 AFP
مشاركة :