عون لن يوقع استقالة الحريري قبل عودته إلى بيروت

  • 11/6/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن باتت الكرة في ملعبه للعودة إلى أسس التسوية التي أدت إلى انتخابه رئيساً للبنان، بدا أن العماد ميشال عون يحاول استيعاب صدمة استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة، وكسب الوقت لدراسة خياراته القليلة، وسط تحركات لرفض تسمية شخصية جديدة لرئاسة الحكومة لا تحظى بدعم سني. ألقت استقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بظلالها على مجمل الوضع السياسي في لبنان. وقالت مصادر متابعة لـ "الجريدة"، أمس، إن "رئيس الجمهورية ميشال عون تلقى اتصالا من رئيس مجلس النواب نبيه بري أطلعه فيه على نتائج اجتماعه مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة، وتداولا في التطورات التي أعقبت إعلان الرئيس الحريري استقالته". وأضافت المصادر ان الرئيسين اتفقا على عدم توقيع عون استقالة الحريري قبل عودته الى بيروت". البخاري وكان لافتا، أمس، تحرك القائم بالأعمال في سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان الوزير المفوض وليد البخاري باتجاه دار الفتوى اللبناني ولقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان. واعتبرت خطوة البخاري رسالة سياسية إلى جميع من يظن أنه قادر على الالتفاف وراء المرجعية السنية الرسمية وتقديم "أوراق اعتماده" إلى "حزب الله"، ظنا منه أنه مرشح محتمل إلى رئاسة الحكومة. ولاقى البخاري كلام دريان الذي اعتبر أن "ما تشهده الساحة اللبنانية اليوم هو أمر خطير يتطلب مزيدا من الوعي والحكمة والوحدة الوطنية بين اللبنانيين"، مشدداً على أن "استقالة الرئيس سعد الحريري من الحكومة شكلت صدمة ولم تأت من فراغ، ونحن نؤيده وندعمه ونتفهم هذه الاستقالة، وينبغي أن نعالجها بالروية والحوار"، وختم: "السعودية حريصة على أمن واستقرار لبنان، وتريد للبنان الخير، كما تريده لسائر البلدان العربية التي تربطها علاقات أخوية مع لبنان واللبنانيين". كما زار دار الفتوى، أمس، رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الذي طرح مبادرة لكيفية الخروج من هذه الأزمة. وقال بعد لقاء دريان: "أردنا أن تبقى المبادرة في عهدة المفتي، لكي يطرحها في الوقت المناسب، وهي تقدم حلا للخروج من الأزمة الحالية". وردا على سؤال عما اذا كان مرشحا لرئاسة الحكومة، قال: "هذا الموضوع ليس واردا، لا من قريب ولا من بعيد، والمبادرة التي طرحتها على صاحب السماحة، ولا أريد الإفصاح عنها كاملة، لا تتضمن أن أكون مرشحا لرئاسة الحكومة في الوقت الحاضر، لأنني سأكون مرشحا للانتخابات النيابية المقبلة في مدينتي طرابلس". في موازاة ذلك، قال رئيس كتلة "المستقبل" النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أنه على "تواصل مع الحريري والحديث عن توقيفه هو من الخيال الجموح للذي فبركه". الراعي وأسف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لـ "استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وللظروف التي قادته إليها"، معبّراً عن خشيته "من تداعياتها على الاستقرار السياسي وما يرتبط به من نتائج". وقال خلال ترؤسه القداس الإلهي في كنيسة السيدة في بكركي أمس: "يجب التنبه، بالوعي الكامل، إلى أي مكيدة أو أي مخطط تخريبي يهدف إلى ضرب الاستقرار في الوطن، أو إلى استدراجه للانخراط في محاور إقليمية أو دولية، لا تتلاءم وطبيعته وقيمه ودوره كعنصر تعاون واستقرار وعيش مشترك في محيطه الشرق أوسطي". جعحع واستغرب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع كيف أن "الرئيس الحريري لم يستقل قبل هذا التاريخ"، مشيرا الى أن "ما حصل في الأشهر الأخيرة لا يمكن لأحد يحترم نفسه أن يبقى في الحكومة". ورأى جعجع خلال عشاء لهيئة المتن في القوات، مساء أمس الأول، أن "الحريري استقال لأن هناك حكومة ظل تأخذ القرارات"، وقال: "حزب الله صادر نتائج معركة فجر الجرود وفاوض داعش، فكيف لرئيس حكومة أن يقبل ذلك؟". وأكد أن رئيس الجمهورية ميشال عون وحده قادر على إنقاذ الوضع من خلال جلسة حوار جدية ببند واحد هو قيام دولة فعلية. اغتيال الحريري في السياق، أشارت قيادة الجيش في بيان، أمس، إلى أنه "نتيجة التوقيفات والتحقيقات والتقصيات التي تجريها باستمرار، إضافة إلى المعطيات والمعلومات المتوافرة لديها، لم يتبين لها وجود أي مخطط لوقوع عمليات اغتيال في البلاد". كما أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أمس، أن "الأمن العام لم يكن على علم بتحضير أي محاولة اغتيال لشخصيات سياسية في لبنان". وكان مدير الأخبار في تلفزيون "المستقبل" نديم قطيش كشف أمس الأول عن تعرض موكب الحريري لعملية تشويش على شبكة الاتصالات في 3 مناسبات، آخرها منذ أيام. وكشف قطيش أن الحريري الغى زيارته المرتقبة الى منطقة بيت مسك لأسباب أمنية، بعد ثبات محاولات تشويش على شبكة الاتصالات قبل شهر. وكان وزير شؤون الخليج السعودي ثامر السبهان أكد، أمس الأول، أن حرس الحريري يملك معلومات مؤكدة حول محاولة اغتيال. سلامة في غضون ذلك، أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة "استقرار سعر صرف الليرة تجاه الدولار". وقال في بيان أمس: "يمر لبنان بأزمة سياسية وحكومية تسببت باستفسارات عن مستقبل الليرة".

مشاركة :