في ظل عجز الحلول الفردية للقضاء عليها أو الحد منها، واكتفاء من الحكومة بالمشاهدة «غزت» الفئران مخازن ومحال منطقة الشويخ مهددة بأعدادها التي وصلت إلى الآلاف بانتشار أمراض، ومقاسمة أصحاب الحلال الرزق، في مشكلة فاقت استيعاب العقل بالبشري بعد أن أحكمت قبضتها على مفاصل المنطقة التجارية التي تغذي الكويت بالمواد التموينية والفواكه والخضراوات، دون أن يكون هناك تحرك جاد وفعلي لمحاربتها. ومن دون الدخول في تفاصيل تسللها إلى البلاد والذي يرى البعض أنه تم عبر الناقلات التي تفرغ بضائعها وحاويتها في ميناء الشويخ، لم يجد التجار وأصحاب المحال سوى رفع راية الاستسلام أمام انتشار الفئران الكبيرة عدداً وحجما والتي تتزايد أعدادها يوماً بعد يوم بشكل مستمر، بعد أن عجزت كل وسائلهم وحلولهم الفردية لمواجهتها. «الراي» استجابت لنداءات عدد ممن استغاثوا بها كي تقف على أبعاد المشكلة التي باتت تقض مضاجعهم قبل أن تهدد موارد أرزاقهم، في زيارة للمنطقة المستهدفة بغزو الفئران «المتسلحة» بأنواع شتى من الأمراض وكانت البداية مع مهدي الصفار الذي قال إن «منطقة الشويخ أضحت مركزاً لتكاثر وتجمع الفئران وهي تنتشر فى أنحاء المحال والمخازن في ظل غياب حلول حكومية حقيقية للقضاء عليها أو على الأقل الحد من انتشارها»، مضيفاً أن «الجهود المتواضعة التي يقوم بها أصحاب المحال لا تكفي بسبب الانتشار الكبير للفئران بأعداد كبيرة جداً وأحجام مخيفة جعلت منها مصدر تهديد لنا بعد أن تفقدنا كثيراً من بضائعنا». وزاد الصفار أن «انتشار الفئران لا يقتصر على المخازن بل امتد إلى برادات الفواكه والخضراوات فاتخذت منها مرتعاً ، وحاضنات للتكاثر»، منوهاً إلى أنه بالإمكان مشاهدتها في النهار والمساء بشكل اعتيادي. من جانبه، قال نبيل المنصور «في أحد الأيام كنت جالساً في مطعم بمنطقة الشويخ وفجأة دخلت علينا مجموعة كبيرة من الفئران في هجوم مخيف فهرب الزبائن من المطعم وهم خائفون»، لافتا إلى أن انتشار الفئران بات يمثل مشكلة كبيرة، بعد أن وصلت إلى داخل المطاعم ومراكز التسوق الأمر الذي يتسبب في انتشار الأمراض فى حال لامست الأطعمة أو اقتربت منها. وأضاف أن «الفئران منتشرة لدرجة أنها بنت بيوتاً سمحت لها بالتكاثر بشكل كبير في ظل تلكؤ الجهات المختصة لمكافحتها». بدوره، قال عبدالهادي الوزان «بات انتشار الفئران أمراً لا يُطاق ولم نعد نحتمل تكاثرها، وتسببها في خسائر فادحة للتجار وأصحاب المحال»، مؤكداً على أن الفئران أحجامها كبيرة وشكلها مخيف ومقزز، وقد عجزنا عن مواجهتها بالطرق الاعتيادية في ظل غياب التحرك الحكومي. وأكد أن أصحاب المحال حاولوا مواجهة انتشار الفئران بالسم المستخدم والمواد اللاصقة ولكن أياً منها ليس فعالاً بسبب قوة الفأر الذي يتحمل السم ويخرج من الجحور على شكل عصابات ويهجم على المخازن والمحال، مبدياً تعجبه من الصمت الحكومي المطبق حيال هذه المشكلة على الرغم من أن منطقة الشويخ هي مصدر الغذاء والتموين لجميع مناطق الكويت لدرجة أن عدداً من أصحاب المحال بدأوا يفكرون جدياً في ترك المنطقة بسبب انتشار الفئران. وطالب الوزان الحكومة بإعلان حالة الطوارئ لمكافحة الفئران للحد من تفاقمها، وكذلك على الجهات المختصة العمل على وجه السرعة لشن حملة وطنية لمجابهتها والتدخل الفوري للتصدي لها. ومن ناحيته، قال جورج أبو إبراهيم الذي يعمل في الكويت منذ أكثر من 30 عاماً إن الفئران أصبحت تشكل مصدراً رئيسياً فى إتلاف الأطعمة بسبب دخولها إلى المخازن والبرادات والمطاعم مما يشكل خطراً على صحة الإنسان، كونها تحمل أمراضا وتتنقل بها بين المحال، ناهيك عن التسبب بالخوف والذعر نتيجة انتشارها بشكل كبير وهجومها في مجموعات في ظل ضعف المبيدات التقليدية لمكافحتها على وجه السرعة. وفي السياق نفسه، قال أحمد معرفي إن عدد المحال في منطقة الشويخ تزيد على 250 محلاً وكلها تعاني من مشكلة الفئران بلا استثناء، بما فيها برادات الاغذية التي تعد المكان المناسب لعيشها وتكاثرها، وهذا الأمر يسبب أمراضاً وأوبئة، مضيفا أن محال الدواجن تعاني من هجوم الفئران الكبيرة وتتسبب في قتل الدجاج وأحياناً إصابتها، مردفاً في إحدى المرات كنا جالسين في مطعم في منطقة الشويخ وتعرضنا لهجوم من الفئران. وتساءل معرفي عن السبب في عدم تجوال السيارات لمكافحة القوارض كما كان يحدث في السابق، حيث كان هناك فريق يدخل البيوت ويضع وسائل عدة للقضاء عليها أما في الوقت الحالي فلا يوجد غير السم يوزع علينا ولم يعد يجدي نفعاً أمام أعداد وأحجام تلك الفئران التي لم يرَ لها مثيلاً. حقائق تمكن الجرذ النرويجي من الانتشار في كل مناطق الكويت حيث يعني وجود جرذ واحد من هذا النوع في المنزل وجود خمسين جرذاً غيره في محيط المنزل. يمتاز الجرذ بالذكاء الشديد والدهاء لقدرته الكبيرة على التعرف على أنواع السموم فهو ممثل بارع فإذا شاهد طعاماً يقوم بإرسال متطوع صغير يقوم بأكل الطعم وينتظر فترة فإذا مات لا يقترب من الطعام وأحيانا يقوم بالتمثيل إذا تم اصطياده ويتظاهر بالموت وبعدما يتم رميه خارجاً يقفز هارباً.
مشاركة :