أسفرت الجولة السابعة من دوري نجوم «QNB» عن تنافس مثير على الصدارة، يتمثل في نقطة واحدة بين الأول الدحيل والثاني والثالث الريان والسد، وأربع نقاط بين الرابع السيلية والمتصدر، وثلاث نقاط تفصل الرابع نفسه عن المركزين الثالث والثاني؛ ولكن الجولة نفسها كشفت عن فارق كبير بين الخامس والسادس وهي ست نقاط. والجولة ذاتها قدمت منافسة شرسة بين ثلاثة أندية تتساوى في المراكز الثامن والتاسع والعاشر وبينها وقبل الأخير والأخير نقطة ونقطتين؛ مما يعني أن ملامح المنافسة لم تتضح حتى الآن وقد تكشفها الجولات المقبلة التي تنطلق في 18 نوفمبر، وفي هذه المساحة نتطرق لملامح الجولةعاد الدحيل مجدداً لصدارة دوري نجوم «QNB» بعد ساعات فقط من تخليه عنها لفريق الريان الذي كان يسبقه في اللعب بمواجهة القطراوي، ليجدد الدحيل تفوقه والتقاطه لزمام الدوري بجدارة برباعية في شباك فريق الخور مقابل هدفين، بعد مباراة مثيرة من الفريقين في شوطها الثاني الذي ارتفعت فيه حدة المنافسة واقترب به صاحب الأرض من التعادل إثر تسجيله لهدفين دفعاً بالنتيجة إلى فارق هدف (3-2). ولكن شخصية البطل كانت حاضرة في المباراة وأعادت البطل لمكانه الطبيعي متصدراً ومستعيداً نغمة الانتصارات بعد نقطة التعادل مع الغرافة في الجولة الماضية، ليتربع من جديد على القمة برصيد 19 نقطة ودون أن يعرف طعم الخسارة ويؤكد مرة أخرى أنه الفريق المتميز في كل التفاصيل والقادر على الإمساك بزمام المباردة في المنافسة. وتفوق الدحيل في العودة بالنقاط من أرض الفرسان نتيجة التركيز العالي الذي لعب به الفريق في المباراة، في ظل وجود لاعب كبير يمثل القيمة المهمة في صفوف الفريق وهو التونسي يوسف المساكني الذي كان له القدح المعلى في تربع فريقه على القمة بسرعته الكبيرة ومهارته في الحسم. ورغم أن الدحيل دفع بمجموعة من العناصر التي تمثل مزيجاً بين الطموح والثقة والخبرة، إلا أن الفريق لم يعانِ في الوصول للنقاط الثلاث أمام منافس قوي وشرس افتقد لتركيزه في الكثير من المواقف في المباراة. أسلوب ثابت وراء النجاح وتميز فريق الدحيل في المباراة بأسلوب ثابت في التعامل مع المباريات، وهو اللعب السريع والتنوع في الهجوم وفقاً للمستوى المهاري العالي الذي يمتاز به لاعبو الفريق، فكانت لمسات الدحيل في المباراة كما هي رغم صمود المنافس في أكثر من مناسبة في المباراة. وبرع التونسي يوسف المساكني في ترجمة الفرص والحسم مستفيداً من هفوات الدفاع الأزرق ليسجل اللاعب هدفين في المباراة أكد بهما على قدرته الكبيرة وتميزه باعتباره واحداً من أفضل المحترفين في الموسم الحالي. في الوقت الذي استعاد فيه لويس مارتن قدرته التهديفية التي ظهر بها في مواسم سابقة ولم يظهرها في الموسم الحالي وسجل هدفاً رائعاً، في الوقت الذي كشفت فيه المباراة عن موهبة واعدة هي عبدالله الأحرق الذي سجل هدف الحسم في توقيت كانت فيه المباراة تتجه لإثارة وصعوبة، ولكن شخصية البطل قضت على آمال الفرسان الذين برع فيهم -كعادته- البرازيلي ماديسون بتسجيله لهدفين. الرهيب بخطى ثابتة ولاحق فريق الريان الصدارة بفوز صعب على الملك القطراوي ليبقى في المركز الثاني بفارق نقطة عن الدحيل وله 18 نقطة. ونجح الريان بهويته المعروفة في الوصول للنقاط بهدوء كبير رغم صعوبة المنافس القطراوي الذي تأثر كثيراً بتهور محترفه النيجيري مايكل باباتوندي الذي تلقى بطاقة حمراء بسرعة فائقة بعد الإنذار بالصفراء، ليضطر القطراوي للعب ما يقارب الساعة في المباراة وهو منقوص العدد. وغرد الرهيب في المباراة مرتين مستفيداً من جهد لاعبيه وأسلوب الفريق الذي بدأ يتضح شيئاً فشيئاً، لينجح الفريق في الخروج بالنقاط وهو في كامل أريحيته الفنية والنفسية، ومواصلة السباق على الصدارة والضغط على الدحيل. وبالنظر للمباراة، فإن هوية الريان في الوصول للمرمى تواصلت بالأسلوب المهاري والسريع نفسه، رغم غياب النجاعة الهجومية في تسجيل الفرص خصوصاً من المهاجم عبدالرزاق حمدالله الذي أهدر أكثر من فرصة في المباراة ولم يكن في يومه، ولو كان في تركيزه المعروف لرفع الريان غلة الأهداف لعدد كبير. وكشفت المباراة ارتفاع درجة الفعالية والسرعة في الهجوم، وهو أمر يعتبر نقطة قوة للريان تشير إلى أن الفريق سيكون في أفضل وضع فني له في قادم المباريات، خصوصاً في ظل استعادة عدد من اللاعبين لمستواهم الفني المعروف وفورمة المباريات مثل اللاعب أحمد عبدالمقصود. الزعيم بمن حضر وفي مواجهة السد والأهلي جسّد الزعيم القطري (نادي السد) مقولة السد بمن حضر وجعلها واقعاً ملموساً في المباراة أمام الأهلي وحقق فيها الفوز بجدارة ليحصد النقاط. ورغم أن السد لعب المباراة وهو منقوص من أربعة عناصر مهمة على رأسها العقل المفكر للسد تشافي هيرنانديز، واللاعب «الجوكر» خوخي بوعلام، والمدافع بيدرو ميجويل، والخطير حمرون يوغرطة؛ إلا ان الفريق لعب بمجموعة من الشباب حصلوا على ثقة المدرب ونجحوا في إعادة الفريق للانتصارات بعد خسارة كلاسيكو قطر أمام الريان في الجولة الماضية، وبرع الهداف الجزائري بغداد بونجاح في المباراة وقدم مستوى مميزاً كعادته وكان النجم الأبرز والأفضل في الملعب من واقع قيادته لعناصر صغيرة في السن. ورغم أن الجميع تنبأ بخسارة السد نتيجة الغيابات المؤثرة وارتفاع مستوى الأهلي إلا أن الزعيم أكد أنه الكبير بأي عدد من اللاعبين وأي أسماء، وخرج بالنقاط الكاملة محتفظاً بالمركز الثالث برصيد 18 نقطة خلف الريان المتفوق بالأهداف؛ ليبقى صراع المقدمة ثلاثياً بين الدحيل والريان والسد والفارق نقطة واحدة قد تقلب الموازين في أية جولة من الجولات المقبلة. السيلية يدخل الصراع وأسفرت الجولة عن تفوق وثبات لشواهين السيلية في المنافسة من خلال نجاح الفريق في احتلال المركز الرابع في الترتيب العام، بتحويله خسارته من أم صلال إلى فوز مستحق بثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد مباراة مثيرة جدد فيها الشواهين العهد مع التألق، ليبرع السيلية ولاعبوه في تحقيق الفوز بجدارة رغم تقدم الفريق بهدف ثم تأخره بهدف لهدفين، ولكنه آمن بحظوظه كما هي العادة لدى التونسي سامي الطرابلسي وهي اللعب حتى الأنفاس الأخيرة من المباراة بحثاً عن الفوز ليخرج بالنتيجة المطلوبة وهي الفوز بثلاثة أهداف لهدفين في واحدة من أروع مباريات الجولة، لما فيها من إثارة كبيرة وقدرات فنية عالية ظهرت في المباراة وبرع فاجنر في إعادة فريقه بتسجيله لهدفين مهمين بجانب التألق لعبدالكريم سالم العلي والقيادة الراقية للمخضرم نذير بلحاج في المباراة، ليدخل السيلية الصراع مرتفعاً بنقاطه إلى 15 نقطة، في الوقت الذي بقي فيه أم صلال في نقاطه الـ 13 متلقياً الخسارة الثانية في مسيرته للموسم الحالي في المركز الخامس. الفارق التنافسي في منطقة الخطر وبفارق ست نقاط عن الخامس احتل فريق الغرافة المركز السادس برصيد 7 نقط، رغم تعادله للمرة الرابعة في الموسم الحالي وخروجه بنقطة أمام المرخية، ليؤكد أن فراغاً كبيراً وبوناً شاسعاً بين صراع القمة ومنطقة الوسط في الدوري، في الوقت الذي يشتعل فيه التنافس في منطقة الخطر وهي المراكز الأربعة الأخيرة التي تنافس فيها ثلاثة فرق برصيد خمس نقاط بجانب فريق واحد بأربع نقاط وهو الخور، وقد تساوت أندية الأهلي والعربي والمرخية في عدد النقاط وهي تمتلك خمس نقاط فقط. في الوقت الذي ابتعد عنهم الخريطيات صاحب النقاط الست، وفي المركز قبل الأخير فريق الخور بأربع نقاط، ثم الملك القطراوي الأخير في الترتيب. نسر قرطاج المساكني يضع بصمته شهدت الجولة السابعة تسجيل المهاجم التونسي يوسف المساكني هدفين مهمين في مرمى الخور، كفلا للفريق السيطرة على المباراة قبل أن يأتي الحل الآخر، لتأمين الانتصار عن طريق الواعد عبدالله الأحرق، ويمر التونسي يوسف المساكني بأفضل فتراته الفنية مع فريقه الدحيل هذا الموسم، حيث يمثل عاملاً مهماً للفريق في تحقيق الانتصارات، وقد قاده لحسم أهم المواجهات في الموسم الحالي، عندما قاده للفوز بالديربي أمام الريان، وواصل التألق حتى وصل للقمة، ويبدو المساكني في أفضل حالاته للموسم الحالي، حيث يتألق مع الدحيل ومع منتخب بلاده الذي قاده للوصول عملياً لمونديال روسيا فقط تبقى التأمين، والتأكيد على وصول نسور قرطاج لروسيا بعد أيام. ويبدو أنه لا خوف على الدحيل في ظل تألق نسر قرطاج يوسف المساكني في المباريات وتسجيله الأهداف، التي ترجح كفة فريقه، حيث يضع اللاعب بصمته على انتصارات الدحيل من مباراة لأخرى. اليعقوبي ضحية الجولة السابعة مثلما شهدت الجولة قبل الماضية إقالة نادي الخور للمدرب الفرنسي لوران بانيد، شهدت الجولة الماضية إقالة العربي للتونسي قيس اليعقوبي، والسبب في الحالتين النتائج التي لم تخدم طموحات الناديين، ويبدو أن الدوري دخل مرحلة الإطاحة بالمدربين، فبانيد كان ضحية الجولة السادسة، واليعقوبي ضحية السابعة، وقد يكون الإسباني كاباروس مدرب الأهلي ضحية الجولة الثامنة، إذا لم تتحسن نتائج الفريق، وربما آخر في الجولات المقبلة، فالمدرب هو الضحية الدائمة في طريق التغيير لوضع الفرق. القطراوي يدفع ثمن تهور باباتوندي تسبب المهاجم النيجيري مايكل باباتوندي في خسارة فريقه أمام الريان، وذلك بعد أن فرض على زملائه إكمال المباراة منقوصي العدد، الأمر الذي كلفهم جهداً إضافياً في مواجهة الريان، وتعرض باباتوندي للطرد بإنذارين في دقيقة واحدة، ليغادر بالبطاقة الحمراء، وأظهرت المباراة أن الريان كان سيعاني لو أكمل القطراوي المباراة كامل العدد، ولكن المهاجم النيجيري تهور، ودفع فريقه ثمن التهور الذي كلفه الخسارة في المباراة والدخول لنفق الأزمة، خصوصاً وأن اللاعب صعّب على مدربه الخيارات خلال المباراة في وقت كان فيه الفريق يعاني أصلاً من المردود الاحترافي لعناصره، ليدفع الملك ثمن تهور مهاجمه. المسحة السوداء في الجولة ورغم أن الجولة السابعة من الدوري حفلت بالكثير من الإثارة والأهداف، وتقلب النتائج، خصوصاً لفريق الريان، الذي واصل الضغط على المركز الأول، فإن الجولة نفسها حملت مسحة سوداء، وهي إصابة اللاعب الواعد في صفوف الريان أحمد السعدي بقطع في الرباط الصليبي، وهي إصابة مؤثرة ستحرم مايكل لاودروب من جهود اللاعب الواعد، الذي يدرجه المدرب في العديد من المراكز، كما أنها ستدفع المدرب لتجهيز لاعب آخر تحت سن 23 سنة، ليكون في التوليفة الريانية، ومثلت إصابة السعدي مسحة سوداء في أفراح الريانية، لما يتميز به اللاعب من خلق حسن ومستوى طموح. الهدف الأروع لهارون ورغم أن الجولة شهدت سباقاً من أجل ارتفاع عدد الأهداف فإن الهجوم لم يقل كلمته في جميع المباريات، وكان النصيب الأكبر من الأهداف للاعبي الوسط المهاجمين أو أصحاب الصفة الفنية (9.5) كما يسمونهم، وهو وصف للاعب ليس مهاجماً صريحاً، وإنما يلعب خلف المهاجم الصريح، ولكن من بين الكم الكبير من المهاجمين في الدوري التقط مدافع الريان موسى هارون القفاز وسجل أروع الأهداف لفريقه في مرمى قطر بمقصية رائعة، أنست الريانية قدرات موسى هارون الدفاعية، وصورته كمهاجم قناص وماهر في طريقة تسجيل الأهداف، مسجلاً أروع هدف في الجولة. العربي وحمدالله أبرز غيابات التهديف أسفرت الجولة السابعة من دوري QNB عن غياب اثنين من الهدافين عن ممارسة هوايتهما التهديفية، وهما المغربيان يوسف العربي مهاجم الدحيل، وعبدالرزاق حمدالله قلب هجوم الريان، وكلاهما عرف بالحاسة التهديفية العالية في مواجهة المرمى، لكنهما لم يوفقا في ممارسة هوايتهما المحببة بمعانقة الشباك، وأهدر العربي أكثر من فرصة أمام مرمى الخور، بينما لم يجد عبدالرزاق الطريق سالكاً لمرمى القطراوي في مباراة فريقه، وهي جولة تعتبر غريبة على هذين اللاعبين اللذين عرفا بتسجيل الأهداف في كل الظروف. العربي يدخل فصلاً من المعاناة للمرة السابعة يخفق العربي في تحقيق هدفه، ويهدر النقاط أمام الخريطيات بعد أن كان متفوقاً بهدف، فلم ينجح أبناء العربي في الحفاظ على التقدم، الذي استثمر فيه حامد إسماعيل قدراته الكبيرة في رفع الكرات، وهو يهدي المهاجم مارديكيان فرصة ثمينة للوصول للشباك، ليقع الفريق في فخ التعادل الذي أطاح بالنقاط، وأطاح معها بالإدارة الفنية للفريق، التي يقودها التونسي قيس اليعقوبي، ليبدأ العربي فصلاً جديداً من المعاناة في التغيير الأطر الفنية للفريق، كما جرت العادة في المواسم الماضية. هدف الخريطيات يقتل الفرحة العرباوية الهدف القاتل الذي سجله محترف الخريطيات موي، في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع في مرمى العربي، يعتبر أغلى أهداف الجولة، وذلك بسبب توقيته، وبسبب مراهنة العربي على الدفاع، وائتمانه لنتيجة التقدم بهدف، وهو هدف كلف الفريق خسارة لنقطتين أكثر قيمة للعرباوية من الجانب المعنوي على أقل تقدير، نظراً لأن الخروج بثلاث نقاط يعني الخروج من عنق الزجاجة، والتنفس بسهولة، لكن العربي خرج بنقطة أجبره عليها الخريطيات، الذي لعب مدافعاً عن حظوظه حتى الثانية الأخيرة من اللقاء. وهو هدف سيكون له تأثيره الكبير على صواعق الخريطيات بمرور الأيام، لأنه جنب الفريق الخسارة، وقتل الفرحة في شفاه العرباوية. آدم بدأ حملة التصحيح بعد عودة المدرب الوطني يوسف آدم لتدريب المرخية من جديد، بدأ يقوم بعملية تغيير فني في أسلوب الفريق، وغيّر ثقافته بمفهوم لا للاستسلام حتى النهاية، ونجح المدرب في تحقيق التعادل أمام الغرافة بهدف لهدف بعد مباراة قوية برع في إدارتها يوسف آدم من خلال العناصر الجديدة، وأبرزها لورانس كوي القادم من الغرافة، في الوقت الذي تألق فيه مهاجم الفريق كوامي كاريكاري، الذي بدأ يعرف طريق الشباك، ويكتسب الثقة، وخرج يوسف آدم بفريقه من المركز الأخير إلى المركز الثامن، مما يعني أن عملاً كبيراً يقوم به المدرب، وسيظهر في الجولات المقبلة بعد الإضافات الفنية التي قام بها الفريق بتسجيل عناصر مهمة في صفوفه مثل لورانس، وفي الطريق سيكون عبد القادر إلياس بجانب بلال محمد القائد المميز في الدفاع.;
مشاركة :