عواصم - وكالات - فجّر الصاروخ البالستي، الذي أطلقه انقلابيو اليمن باتجاه السعودية مساء أول من أمس واعترضته منظومة «الباتريوت» لتسقط شظاياه شرق مطار الملك خالد في الرياض، موجة إدانات خليجية وعربية وإسلامية واسعة تنديداً بـ «العمل العدائي الذي استهدف أمن وسلامة (المملكة)». وبعث سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد برقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أعرب فيها سموه عن استنكار الكويت وإدانتها الشديدة لعملية إطلاق صاروخ بالستي فوق شمال مدينة الرياض، قادماً من اليمن، والذي قامت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي باعتراضه من دون وقوع إصابات. وأشار سموه إلى أن هذا العمل العدائي الذي استهدف أمن وسلامة المملكة وشعبها، يتنافى مع كافة الشرائع والقيم والمبادئ الدولية، مؤكداً سموه تعاطف الكويت مع البلد الشقيق، وتأييدها لكل ما يتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنه، سائلاً المولى تعالى أن يحفظ المملكة العربية السعودية وشعبها الكريم من كل مكروه، ويديم عليها نعمة الأمن والأمان والرخاء والازدهار، في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين. من جهته، أعرب سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، في برقية إلى خادم الحرمين الشريفين، عن استنكار الكويت وإدانتها الشديدة للعملية. بدوره، أبدى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، في برقية إلى رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله بن محمد آل الشيخ، شديد الاستنكار لاطلاق الصاروخ. كما بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، برقية مماثلة إلى خادم الحرمين. وتوازياً، أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن الكويت «تابعت بقلق واستياء بالغين الأنباء المتعلقة بإطلاق جماعة الحوثي و(الرئيس اليمني السابق) علي عبدالله صالح صاروخاً بالستياً باتجاه مدينة الرياض، مستهدفا أمنها واستقرارها وترويع الآمنين فيها». وأضاف أن «الكويت تستنكر وتدين بأشد العبارات هذا الاعتداء الغاشم الذي يعد تطوراً خطيراً وإمعاناً من تلك الجماعة في تحدي إرادة المجتمع الدولي، وتجاهل المساعي الرامية للوصول إلى الحل السياسي المنشود الذي ينهي هذا الصراع الدامي ويخلص اليمن وأبناءه من استمرار تداعياته الخطيرة، بما يمثله من تهديد للامن الاقليمي والدولي». وأكد «وقوف الكويت التام والمطلق إلى جانب المملكة العربية السعودية ودعمها لكافة اجراءاتها المتخذة للحفاظ على أمنها واستقرارها». وفي المنامة، أعرب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة عن إدانة بلاده واستنكارها الشديدين لاطلاق الصاروخ الحوثي نحو الرياض، مؤكداً موقوف البحرين مع السعودية. وقال، في برقية بعثها إلى الملك سلمان، إن «هذا الاعتداء الغاشم الذي استهدف أمن وسلامة المملكة العربية السعودية وشعبها الشقيق يتصادم مع الشرائع والقيم والمبادئ الدولية». إلى ذلك، استنكرت الإمارات إطلاق الصاروخ الحوثي نحو الرياض، مشددة على وقوفها إلى جانب السعودية في مواجهة كل التحديات التي تستهدف أمنها. وأكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد أن «دولة الإمارات تقف بكل قوة وحسم» مع السعودية في «مواجهة كل التحديات»، لافتاً إلى أن «يد الشر المستطير لن تنال من عزيمة أشقائنا في المملكة»، ومشيراً إلى أن «دار الحرمين يحميها رب العالمين، وأن دولة الإمارات تقف قلباً وقالباً مع المملكة في العسر واليسر». بدوره، ندد مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية بإطلاق الحوثيين للصاروخ، مؤكدين تضامنهم المطلق مع المملكة. وفي عمّان، دان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الهجوم الحوثي، مشدداً على وقوف بلاده وتضامنها مع السعودية في الحفاظ على أمنها. كما أعلنت مصر، في بيان لوزارة للخارجية المصرية، إدانتها لعملية الحوثيين ضد السعودية، مؤكدة «تأييدها لكل ما تتخذه حكومة المملكة من إجراءات من أجل الحفاظ على أمنها». وسط هذه الأجواء، شنّت مقاتلات التحالف غارات جوية على معسكرات ومواقع للميليشيات في صنعاء، ومنها وزارة الدفاع التي يسيطر عليها الانقلابيون. وأشارت مصادر إلى احتمال تواجد بعض قيادات الانقلابيين أثناء الاستهداف داخل مقر الوزارة.
مشاركة :