أصدرت دار روزا للنشر -ضمن سلسلة إصداراتها الإبداعية- رواية «آذار» للكاتبة الشابة منال اليافعي. «یُقال أن أمي غلفت سعادتها بورقة صغیرة، أودعتها أمانة بساق حمامة، وھمست لها: تلك أمنيتي». هكذا بدأت قصة آذار، عبر خمسة فصول تحكيها عن وطن ظن فيه طائر الحمام أنه سيُخلَّد بهديله المعتاد، وعن أسوارٍ زَيّنت الشام بالياسمين، وعن حضن ارتوى بالأمومة ورُوي بالصِّبا والسعادة، حتى تحط عاصفة الثورة السورية وبين يدي آذار آخر زهرة تُروى في سوريا. ثم تتوالى الأحداث لتسقط المنازل، ويبقى القليل في انتظار الإبادة، حتى يحط ديسمبر بشتائه القارس ليتعارك مع ألهبة النيران وبقايا الصواريخ والأسلحة المحظورة، ثم يسقط بيت آذار، ويختارها القدر لتغادر سوريا، تاركة خلفها والدتها، على أمل العودة، وقد سرقت شريطة حمراء من ضفائر فتاة صغيرة غادرت كباقي الزهور حلب الشهباء. خلال رحلتها كانت بصحبة طفلين غريبين تعلقا بها. وفي تركيا تعيش قصصاً كثيرة، آخرها غُلفت بالحب، فخاضت آلام الحب والحرب معاً ولكنها تشتاق لوطنها، وفي عهدتها طفلان لا تعرف عنهما شيئاً. فمن هما الطفلان؟ وأين والداهما؟ وهل سيعودان لسوريا، أم يظلان بين أيدي الأطباء النفسيين لنسيان ما حدث؟ وماذا عن قصة الحب؟ هل ستتوج بالزواج ؟ تقول الكاتبة عن عملها الإبداعي الأول: «بدأت حروف هذه الرواية العام الماضي في شهر ديسمبر إثر المجزرة الرهيبة لأبناء الشعب السوري». وتضيف: «كنت حينها في متحف الفن الإسلامي، أنهيت للتو إحدى الورش التصويرية، ولم أعد للمنزل فوراً بل فضلت قضاء بعض الوقت للبكاء أمام ذاك الصرح التاريخي الذي يحتضن الكثير من التحف التاريخية من أرض الشام الدامية! ثم عزمت أن تكون «آذار» حاضرة في العام المقبل لتروي للعالم أجمع هذه الفصول». وهذه أولى الأعمال الروائية للكاتبة، بعد كتابة عدة قصص قصيرة لم يُكتب نشرها ضمن مجموعة. وتقدمت منال اليافعي بالشكر لدار روزا للنشر لإتاحة هذه الفرصة لها، وأنها سعيدة بإصدار هذا العمل من دولة قطر التي ترعى إنسانياً الملف السوري منذ بداية الثورة.;
مشاركة :