«انتفاضة الكرامة» في لبنان تزلزل وكلاء طهران

  • 11/6/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وجه سياسيون ورجال دين وقيادات مجتمعية لبنانية انتقادات حادة لطهران ودورها المخرب في بلادهم والمنطقة جمعاء، معتبرين أن النظام الإيراني ووكلاءه في الداخل لا يريدون للبنان والمنطقة خيراً، ووصفوا استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من منصبه بأنها «انتفاضة لكرامة لبنان» ضد العبث الإيراني الذي بات الوقوف في وجهه ضرورة وطنية، مؤكدين مساندتهم له في القرار الذي اتخذه بالتنحي حتى لا يكون شاهداً على مرحلة خطيرة تخطط لها طهران ويستعد وكيلها حزب الله لتنفيذها، ولم يستبعد بعضهم أن يقوم الحزب بسلسلة اغتيالات جديدة للرموز اللبنانية التي ترفض هيمنته وتقف في وجه نفوذه المخرب. وذكرت مصادر في الرئاسة اللبنانية أن الرئيس ميشال عون لن يقبل استقالة الحريري إلى حين عودته إلى لبنان. وقالت المصادر إن عون «يتابع الاتصالات وعلم أن لا قرار ببت الاستقالة سلبا أو إيجابا قبل عودة الحريري وفهم الأسباب». وغرّد الحريري عبر موقعه على تويتر واضعاً صورة تجمعه مع السفير السعودي الجديد في لبنان وليد بن محمد اليعقوب، ارفقها بعبارة، «بعد أدائه للقسم أمام خادم الحرمين الشريفين، سررت بلقاء سعادة السفير السعودي وليد اليعقوب»، ما ينفي ترويج حزب الله، إلى أنه خاضع للإقامة الجبرية. وكشفت مصادر تيار المستقبل أنّ عودة رئيس الوزراء المستقيل إلى لبنان قد تكون في الـ 48 ساعة المقبلة. وقال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، فؤاد السنيورة، إن استقالة الحريري تعد تنبيهاً لما وصلت إليه التسوية السياسية في لبنان. وأضاف رئيس كتلة المستقبل النيابية: «يجب أن تكون الدولة صاحبة السلطة الوحيدة في لبنان»، مشيراً إلى أن «حزب الله والتيار الوطني الحر اعتبرا التسوية السياسية ضعفاً لتحقيق مكاسب سياسية». وأوضح السنيورة أن قرار الحريري، يجب أن يجعل لبنان ينظر إلى ما آلت إليه الأمور، وأن قرار الاستقالة جاء بعد شهور من محاولات تجنيب لبنان الانسياق إلى مشاكل نتيجة تدخل حزب الله بشؤون الدول العربية. وتابع السنيورة: «حزب الله يتصرف وفقاً لتعليمات إيرانية». حكومة ظل وفي الاتجاه ذاته ذهب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، مؤكداً أن الاستقالة خطوة في الاتجاه الصحيح. واستغرب كيف أن الحريري لم يستقل قبل هذا التاريخ، مشيراً إلى أن «ما حصل في الأشهر الأخيرة لا يمكن لأحد يحترم نفسه أن يبقى في الحكومة». ورأى جعجع أن الحريري استقال لأن هناك حكومة ظل تأخذ القرارات، وقال: «حزب الله صادر نتائج معركة فجر الجرود وفاوض داعش فكيف لرئيس حكومة أن يقبل ذلك؟»، وشدد جعجع على أن عدم وجود سلطة فعلية يجعل الأمور في لبنان تتدهور. وقال نحن نغرق بهموم يومية لكنها مفتعلة ونابعة عن عدم وجود دولة فعلية. اغتيالات متوقعة من ناحيته، شدد وزير العدل اللبناني السابق، اللواء أشرف ريفي على أن لبنان لن يقبل بهيمنة إيران عليه، مؤكداً أن مشروع إيران وهمي ولن يتحقق مهما كلف الأمر. وقال في حديث مع قناة الحدث، إنه لا يستبعد تنفيذ حزب الله اغتيالات جديدة، إذا تعثر مشروعه في لبنان، مشدداً على أن الحزب وإيران لن يستطيعا الهيمنة على لبنان. من جهته، اعتبر النائب عن حزب القوات اللبنانية في البرلمان اللبناني أنطوان زهر، أن لبنان لن يكون ممراً للعبث الإيراني بالأمن العربي. وأشار إلى أن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري بمثابة انتفاضة كرامة. أما رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، فقال: نؤيّد ما حصل وهو نتيجة ما كنّا نحذّر منه منذ فترة طويلة. تأيد ودعم وقال عبد اللطيف دريان، مفتى الجمهورية اللبنانية، إن استقالة الحريري، شكلت صدمة ولم تأت من فراغ ونحن نؤيده وندعمه. وأضاف في تصريح صحافي، عقب لقائه مع القائم بالأعمال السعودي في لبنان، الوزير المفوض وليد البخاري: «نتفهم الاستقالة وينبغي معالجتها بالروية والحوار». وفي السياق، قال أمين عام حزب النجادة، عدنان الحكيم، إن الاستقالة هي القرار الأمثل، حفاظاً على وجود لبنان داخل المنظومة العربية التي تواجه التدخلات الإيرانية في المنطقة. تعدد الخلافات وأوضح الحكيم بحسب موقع «بوابة العين»، أن الوضع في لبنان، لم يعد يتحمل حكومة متعددة الأطراف والآراء، في ظل وضع إقليمي يحتاج إلى موقف واضح وليس رمادياً، إما أبيض وإما أسود، وكان على الرئيس الحريري أن يرتبط بالوضع العربي في ظل تدخلات إيرانية مرعبة في البلدان العربية. وكشف الحكيم عن آخر مثال لتعدد الأطراف والآراء داخل الحكومة اللبنانية، بوجود وزراء ينفذون أجندة إيرانية، موضحاً أنه في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، خرج بعض الوزراء مصرين على عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وكان الخلاف والسؤال من جانب «الحريري»: «كيف يعودون وليس هناك مناطق آمنة لحمايتهم في سوريا؟»، المفهوم هنا أن هناك أوامر إيرانية بعودة هؤلاء لأغراض تتعلق بحرب «حزب الله» داخل سوريا. هيمنة أشار المحلل السياسي اللبناني علي ناصر، إلى أن حزب الله وحلفاءه العاملين لصالح إيران، وضع يده على كل مرافق الدولة دون النظر للشركاء الموجودين بالدولة، وإبعاد لبنان عن أي توافق مع قرارات عربية، ثم ميليشيات على أرض لبنان، تشد العصب المذهبي، كل ذلك تطلب اتخاذ موقف لمجابهة التدخل الإيراني، فكانت الاستقالة من الرئيس الحريري الذي أصبحت حياته في خطر، لكونه يعمل في سياق الحفاظ على عروبة لبنان.

مشاركة :