في وقت تعيش فيه المملكة منعطفًا تاريخيًّا، فقدت أمس أحد أهم دمائها الجديدة، التي بثّها الملك سلمان في عروق الإدارة المحلّية، بغية خدمة الوطن والمواطن، إنّه نائب أمير منطقة عسير، صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز، الذي توفيّ مساء الأحد الخامس من تشرين الأول/ نوفمبر 2017، وعدد من المسؤولين في منطقة عسير، إثر تحطم طائرة مروحية كانت تقلهم، في ختام زيارته التفقدية لمحافظة البرك. يد القدر اختارته، بعدما اشتهر بدماثة خلقه، وعمليّته، فضلًا عن دقّته. اقترب من المواطن، ووقف على سير مشاريع خدمته، فصار الأمير المحبوب منصور بن مقرن، ذي الـ43 ربيعًا، صاحب المسيرة والسيرة العطرة، أقسم فأوفى، عاهد وفعل، ليرحل اليوم عنا تاركًا في القلوب بعده فجوة من فقد. رحل الأمير الشاب، والإنسان الطموح، بعد زيارة تفقدية لمحافظة البرك، وعدد من المراكز الساحلية، بغية الوقوف على سير المشاريع، والاستماع لمطالب الأهالي، تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة. تفقد منطقة عسير اليوم، واحدًا من أنبل رجالاتها، كسب محبة الأهالي منذ مباشرته للعمل، وتأكيده أنّه سيسعى لتنفيذ مطالب الأهالي والنهوض بالمنطقة إلى جانب أميرها فيصل بن خالد. ولما يمتلكه من صفات قيادية ناجحة، عيّن نائبًا لمجلس إدارة جامعة الأمير مقرن (مؤسسة البيان للتعليم الخيرية سابقًا). ويفقد الوطن اليوم، صاحب الكلمة الشهيرة، بعد أن تم وضع إستراتيجية التعليم آنذاك، حين قال: “إن فكرة إطلاق مشروع الكليات في المدينة المنورة تعتمد وفق رؤية الأمير مقرن بن عبدالعزيز، أن تكون المدينة مصدرًا لطلب العلم كما كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم”. وينعى الوطن اليوم، ومعه صحيفة “المواطن“، رجلًا ، تفانى في خدمة الإنسان السعودي، منذ أن دخل معترك العمل الإداري، إلى جوار والده في إمارة منطقة المدينة المنوّرة، حيث نهل من نبع الخبرة والعطاء، ليكون خير خلف لخير سلف. ننعى الأمير المحبوب منصور بن مقرن ومرافقيه ، وقلوبنا تزفّه شهيدًا إلى الجنّة بإذن الله، سائلين المولى أن يلهم ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد و والد وأسرة الفقيد وذويه الصبر والسلوان. —————– رئيس تحرير صحيفة “المواطن” الإلكترونية
مشاركة :