قتل ستة عراقيين، على الأقل، في هجوم انتحاري وسط كركوك التي استعادتها القوات الاتحادية من الأكراد قبل نحو ثلاثة أسابيع، على ما أفاد مصدر أمني. وقال ضابط في الشرطة إن الهجوم كان «عبارة عن تفجيرين، يفصل بينهما ربع ساعة، الأول بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، والثاني ناجم عن تفجير انتحاري آخر حزامه الناسف» في شارع أطلس الرئيسي، حيث المباني الحكومية ومقار سابقة للحزب «الديموقراطي الكردستاني» الذي يتزعمه مسعود بارزاني. وأوضح المصدر أن الهجوم الذي أسفر أيضاً عن إصابة 12 شخصاً وقع «قرب المقر السابق لقيادة الشرطة الذي تشغله حالياً سرايا السلام»، وهو فصيل عسكري تابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، ويشكل جزءاً من قوات «الحشد الشعبي». وبدت الأضرار واضحة في المنطقة، خصوصاً إلى جانب حسينية تابعة للتيار الصدري. وكانت كركوك في قلب التوتر السائد بين حكومتي بغداد وأربيل، بعيد إجراء الإقليم استفتاء على الانفصال في الخامس والعشرين من أيلول (سبتمبر) الماضي. وفي غضون أيام، سيطرت القوات الاتحادية على كل محافظة كركوك، فضلاً عن مدن ومناطق في محافظة نينوى، حيث مدينة الموصل، على طول الحدود مع تركيا. وتواصل بغداد وكتل نيابية ضغوطها على الأكراد في إطار إجراءات عقابية بعد استفتائهم على الانفصال، وأفادت مصادر نيابية بأن «المؤسسات والدوائر الاتحادية والوزارات تلقت تعليمات لتدوين أسماء الموظفين المشاركين في الاستفتاء تمهيداً لمحاسبتهم، وستقدم اللجنة القانونية النيابية تقريرها وتطالب بتعليق عضوية النواب الأكراد المشاركين في الاستفتاء لإحالتهم على للقضاء». وعاد التوتر الأمني أمس إلى محافظة كركوك في ظل اتهامات كردية للتركمان بإهانة المحافظ والعمل على تغيير الأسماء الكردية للأحياء والشوارع إلى أسماء تركمانية، وأفاد مصدر أمني بأن «هجوماً انتحارياً بحزام ناسف استهدف مقر سرايا السلام (أحد فصائل الحشد الشعبي الشيعي) في شارع أطلس وسط المدينة، وأوقع قتيلاً وثلاثة جرحى، كما استهدف هجوم آخر تجمعاً للمدنيين خلف دائرة بلدية المحافظة وأوقع قتيلين وأربعة جرحى»، لافتاً إلى أن «القوات الأمنية أحبطت هجوماً ثالثاً وألقت القبض على انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً وسط المدينة». وجاء ذلك بعد ساعات على انفجار عبوة أمام منزل أحد عناصر الحزب «الديموقراطي»، بزعامة بارزاني، في قضاء داقوق جنوب كركوك، في حين أقر المحافظ بالوكالة راكان سعيد الجبوري بـ «العثور على جثث مجهولة تحمل آثار طلقات نارية». واتهم النائب عن كتلة «الاتحاد الوطني الكردستاني» عن كركوك شوان داودي مقرر البرلمان نيازي معمار أوغلو (تركماني) بإهانة «محافظ كركوك بالوكالة ومكونات المدينة، حين بث صوره خلال زيارته مبنى المحافظة وجلوسه على مقعد المحافظ، وهو بالأساس نائب عن محافظة صلاح الدين، ما يعد إساءة إلى كركوك وإدارتها ومخالفة للقانون». وهاجم الجبوري في بيان معمار أوغلو وقال: «يجب أن تحذف الصور لأنها لا تنفع المحافظة بشيء حتى وإن كانت شخصية وتذكارية، كي لا يخلق توتر لا حاجة لنا به». إلى ذلك، اتهم مسؤولون ووسائل إعلام كردية الجبهة التركمانية بتغيير اسم «حي الشهيد العميد شيركو شواني» (كردي)، الذي قتل في معارك الدفاع عن كركوك ضد «داعش» الإرهابي، إلى اسم شخص آخر من المكون التركماني، وقالوا إن «الحشد الشعبي وأنصار الجبهة قاموا خلال تظاهرة في المدنية بإنزال أعلام كردستان من المناطق التي مروا بها ومقرات الأحزاب الكردية، ووضعوا في مكانها أعلام الحشد والجبهة، ورددوا شعارات معادية للأكراد». وقطع أمس متظاهرون الطريق بين كركوك وبغداد، قرب قضاء طوز خورماتو، احتجاجاً على ورود أنباء تفيد بعودة قائمقام القضاء شلال عبدول (كردي) لمزاولة عمله.
مشاركة :