أوجعت الفساد الذي أوجعنا يا محمد بن سلمان

  • 11/6/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

في سنة 2016 كتبت مقالاً عن زيارة صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان ولي ولي العهد حينها للصين، كان عنوانه دينج شياو بينج ومحمد بن سلمان في الصين، يومها كتبت المقال وكلي أمل في ليلة مثل ليلة 4 نوفمبر الذي جمع ولي عهدنا كل متهم بالفساد وألقى به للقضاء، تماما كما فعل دينج شياو بينج في مليون فاسد في الحكومة الصينية، وألقى بهم في السجون، ثم نهض بالصين النهضة المباركة التي جعلتها تتحول من بلد الجوع والفقر إلى بلد يتربع على عرش الاقتصاد العالمي. في الحقيقة أن التاريخ يذكر أن الملك سلمان في أول يوم تولى فيه الملك ،حفظه الله، أصدر قرارات تخص هيئة الفساد، وتغييرات مهمة تدل بوضوح على أن الملك يعلم يقينا بأهمية إيقاف الفساد وكبح قياداته، وما اختياره للأمير محمد بن سلمان لولاية العهد إلا ليقينه بقدرة هذا الشاب على أداء هذه المهمة لتكون كلمته التي قالها قبل أشهر قليلة إنه لن ينجو من الفساد أحد فعلا حقيقيا في 4 نوفمبر 2017. إن منظومة الفساد طغت وتجبرت وتباهت بسرقاتها، ولم تعد تبالي بآلام الشعب ومعاناته، بل وقادتنا نحو التخلف الاقتصادي والفكري، ونحن نملك أدوات التقدم، فاحتاج الأمر إلى عاصفة حزم تحفظ سماء المملكة من الأعداء، وتطهر الأرض من الفساد. إن مهام اللجنة العليا للفساد والتي ظهر أولها أول من أمس تحتاج من رجال هذه البلاد مساعدة الشعب السعودي في وصول صوته لها بأن تسهل وصول البلاغات، كما أن الفساد نفسه يحتاج إلى توصيف يفهمه المواطنون وتحديد ليشمل كل ما من شأنه هدر المال العام، والذي تفشى في الإدارات الحكومية والوزارات حتى اغتنى مسؤولوها وفقرت هي والشعب، وذلك يتطلب رقابة شديدة على الصرف، وعلى تنامي ثروات المسؤولين مع سؤال لكل حديث نعمة منهم: من أين لك هذا؟ كذلك يجب أن يشمل التوصيف أن من الفساد ممارسة الاستبداد ضد المواطن وانتهاك كرامته باستخدام السلطات بطريقة غير مشروعة. أيضا يجب أن يشمل القطاع الخاص وتصرفاته مثل المتاجرة بالفيز والتأشيرات وإغراق البلد بالعمالة، يجب أن يعتبر فسادا وعدم توطين الوظائف كذلك. أيضا لابد من تقنين وتوضيح للعقوبات والذي ظهر منها يوم 4 نوفمبر مصادرة الأموال والممتلكات، لكن أيضا السجن كعقاب تأديبي مطلب كبير، وسيكون رادعا حقيقياً لهذا الفساد الذي أرهق البلاد والعباد. إنه ولا شك أمام هذه اللجنة مهام عظيمة ومسؤولية كبيرة، لكن 20 مليون سعودي يقفون معها ومع ولي العهد في عملهم العظيم، وسيساندونهم حتى تنطلق هذه البلاد لتفوز في سباق التحول الاقتصادي.

مشاركة :