وسط الحرب والصراع والقتل والدمار كان اسمه يتردد في أرجاء العالم، من إنجلترا لفرنسا للولايات المتحدة وباقي دول الحلفاء، أما في دول المحور فكان هدفًا لأحد أهم قادتهم، إرفين روميل، حتى أنه اختار غرفته فيه حتى قبل دخول القاهرة. «شيبرد» قاعدة عسكرية للحلفاء كان فندق «شيبرد» بالقاهرة عام 1942 أشبه بثكنة عسكرية، أو قاعدة لجيش الحلفاء الذي يخوض الحرب العالمية الثانية ضد جيوش المحور وعلى رأسها ألمانيا، ولا يمكن التجول بداخله دون ملاحظة اكتساءه بألوان الملابس العسكرية، ففي البار يمكن رؤية الأمريكان والإنجليز معًا يتجاذبون أطراف الحديث حول كؤوس الخمر، كما جمعتهم قاعات الطعام ومناقشات التراس، أما ليلًا فكان الرقص في الحديقة الخلفية يكسر أجواء الحرب والحديث عنها. ولعب الفندق نفسه دور الحاضن للمصابين العائدين من جبهة العلمين، ويظهر في الصور التي التقطتها مجلة «لايف» الأمريكية في عددها الصادر بتاريخ 14 ديسمبر 1942، بعض الجنود الفرنسيين المصابين، ومنهم واحد بترت ساقه، على سلم الفندق. وكانت تكلفة الغرفة التي لا تحتوي على حمام في فندق «شيبرد» 2 دولار، أما أبواب الغرف فكانت لا يمكن إغلاقها من الداخل، كما أن الغرف غير مرقمة، «ومن شبه المستحيل أن تعثر على غرفتك، إلا أن هناك دائمًا العمال الذين يساعدونك على الوصول إليها». «روميل» اختار جناحه في «شيبرد» وفي المقابل، كان الفندق ذو شهرة في أركان الجيش الألماني، حتى أن نائب ثعلب الصحراء إرفين روميل، الذي قاد الألمان في شمال إفريقيا، الجنرال لودفيج كروفيل، طلب رؤيته بعد وقوعه في الأسر تحت يد الإنجليز. وقال «كروفيل» للبريطانيين إن «روميل» كان قد اختار بالفعل جناحه في فندق «شيبرد». ولم يحظ الجنرال «روميل» بالفرصة لتحقيق ما أراده بالوصول لجناحه بفندق «شيبرد» بعد هزيمته في معركة العلمين وخسارة بلاده الحرب، ليبقى مجرد حلم لم يكتمل لأحد أشهر القادة العسكريين في التاريخ.
مشاركة :