الرئيس اللبناني ينتظر عودة سعد الحريري إلى بيروت للاطلاع منه على ظروف الاستقالة.العرب [نُشر في 2017/11/06، العدد: 10804، ص(1)]حزب الله يشكك بوجود أي تهديد للحريري بيروت - يدفع حزب الله وحلفاؤه باتجاه تحويل استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى تفصيل أمني متعلق بما ورد في خطاب الاستقالة عن مخاطر تستهدف حياته وتجريده من أي مضمون سياسي يتعلق بسلوك حزب الله في لبنان والنفوذ الإيراني المهيمن على البلد والمنطقة. وتشوّش أجهزة الأمن اللبنانية والجيش على حقيقة أن الحريري كان مهددا بالفعل، وفيما تسعى مصادر أمنية وعسكرية للتبرؤ من أي معلومات يتم تداولها عن أخطار أمنية رصدتها أجهزة مخابرات دولية ضد رئيس الحكومة اللبنانية، تشدد منابر تحالف 8 آذار القريبة من حزب الله على مسألة التشكيك بحوافز الحريري الأمنية وحصر النقاش حول هذه الفرضية وإهمال ما يستبطنه خطاب الاستقالة من موقف لافت من مرجعية حكومية ومن زعيم الطائفة السنية في لبنان ضد الوضع الحالي الذي يريد للبلد أن يكون بيدقا بيد الحاكم في طهران. فبعد إصدار قوى الأمن بيانا تعلن فيه عدم علمها بأي معلومات تفيد بأن هناك خططا لاغتيال الرئيس سعد الحريري، قال الجيش اللبناني الأحد إنه لم يتبين وجود أي مخطط لوقوع عمليات اغتيال في البلاد. إلا أن مصادر حكومية أشارت إلى تذبذب وضع شبكات الاتصالات في لبنان وهو الشيء الذي تمت ملاحظته مؤخرا، ما يشير إلى إمكانية العبث بها، بالإضافة إلى إصرار حزب الله الدائم على أن يبقى المسيطر المطلق على كل ما له علاقة بالاتصالات والرصد في لبنان. وقال مصدر سياسي لبناني “إن الحريري لا يحتاج إلى من يقول له إن الخطر ماثل دائما من حوله بحكم أن والده دفع شخصيا ثمن الاستهداف بالاغتيال السياسي”. وكان رفيق الحريري والد سعد رئيسا للوزراء بعد الحرب الأهلية التي شهدها لبنان بين عامي 1975 و1990 وتم اغتياله في تفجير سيارة مفخخة عام 2005. وشكك الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بوجود أي تهديد لحياة الحريري، وقال في كلمة تلفزيونية مباشرة إن استقالة رئيس الحكومة اللبنانية “قرار سعودي أملي عليه”. ولم ير نصرالله سببا لبنانيا لاستقالة الحريري عازيا الاستقالة إلى سبب سعودي داخلي على علاقة بما يجري حاليا هناك. وتساءل ما إذا كانت السعودية “ستسمح” للحريري بالعودة إلى لبنان. وحملت كلمة الأمين العام لحزب الله حالة من الترقب والانتظار فالحزب وإيران يحتاجان إلى المزيد من الوقت لفهم الحدث، لذلك لا يريد نصرالله الخروج بأي موقف قد يعطل أي مخارج لاحقة. وتساءل سياسي لبناني في تصريح لـ”العرب”، “كيف يطمئن الحريري إلى نيات نصرالله، بينما المتهمون الوحيدون في اغتيال رفيق الحريري عناصر في حزب الله يرفض الحزب تسليمهم إلى المحكمة الدولية؟”. ورأت مصادر سياسية لبنانية أن الحريري قدم مطالعة طويلة تشرح أسباب استقالته مهاجما إيران التي تعيث فسادا في كل بلد عربي تدخلت في شؤونه ومهاجما حزب الله الذي يقوم بدور مخرب ليس ضد لبنان فقط بل في مناطق أخرى نشط داخلها في المنطقة العربية. ولفتت المصادر إلى أن الأخطار الأمنية التي تناهى إليه أنها تتهدده أتى ذكرها في جملة عرضية في آخر الخطاب لتمثل إضافة لمطالعته السياسية وليس لتكون أساسا يبني عليها حزب الله وفريقه ردودهما. ولفتت مصادر دبلوماسية إلى أن حدث الاستقالة جاء خارج كل توقعات إيران وحزب الله، وأن طهران والضاحية تسعيان لإنتاج رد فعل متعجل على استحقاق أطلق من السعودية. واستنتج مراقبون لبنانيون صدمة أصابت النخبة السياسية اللبنانية التي تحاول إعادة التموضع وفق المعطى الجديد، وسط ترقب لرد الفعل الذي يتخذه حزب الله إزاء الحدث. ويتساءل هؤلاء عما إذا كان التقليل من شأن الخطر الذي يتهدد الحريري في لبنان هدفه تقديم تطمينات له للعودة إلى لبنان للتوصل إلى تفاهمات جديدة، خصوصا وأن فريق الرئيس ميشال عون آثر الصمت والتعليق الهادئ على خروج شريك العهد من السلطة. وذكر مكتب الرئيس اللبناني ميشال عون أن الرئيس ينتظر عودة الحريري إلى بيروت “للاطلاع منه على ظروف الاستقالة”. ورأت مصادر دبلوماسية غربية أن استراتيجية نفي مسألة محاولة اغتيال الحريري من قبل المؤسسات الأمنية اللبنانية قد تمثل سببا آخر للأجهزة الدولية لاعتبار الأجهزة اللبنانية جزءا من المنظومة الأمنية لحزب الله في لبنان. بالمقابل لفتت مصادر سعودية إلى أن استقالة الحريري لا تمثل انسحابا سعوديا من لبنان بل مقاربة سياسية جديدة هجومية وفاعلة في هذا البلد. ولفت هؤلاء إلى إعلان وسائل الإعلام السعودية الأحد عن أن السفير السعودي الجديد لدى لبنان وليد بن محمد اليعقوب قد أدى اليمين أمام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في السعودية.
مشاركة :