في الأشهر الأخيرة سجل تصاعد لافت لمحاولات اختراق الأراضي الأردنية من قبل عناصر متشددة وأخرى متورطة في شبكات تهريب.العرب [نُشر في 2017/11/06، العدد: 10804، ص(2)]اجراءات أمنية مشددة عمان - لا يكاد يمر يوم إلا ويعلن الجيش الأردني عن إحباطه محاولة اختراق جديدة لحدوده خاصة من الجارة الشمالية، الأمر الذي بات يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة للجيش الذي يكابد منذ نحو ست سنوات لتأمين المملكة من الصراعات الدائرة على جنباتها. ومنذ تمدد الصراع المسلح في سوريا إلى الجنوب في العام 2012 تحمل الجيش الأردني بمفرده مسؤولية حماية الحدود، وقد دعم خلال السنوات الأربع الأخيرة بعض الجماعات التي تنتمي في معظمها لعشائر من المنطقة لمساندته، بيد أن قواته ظلت على استنفارها الدائم على هذا الشطر. وسجل في الأشهر الأخيرة تصاعد لافت لمحاولات اختراق الأراضي الأردنية من قبل عناصر متشددة وأخرى متورطة في شبكات تهريب، الأمر الذي شكل عامل استنزاف بالنسبة للجيش. وأعلن مصدر مسؤول في القوات المسلحة الأردنية الأحد عن إحباط محاولة جديدة لاختراق الحدود من الجهة الشمالية. وقال المسؤول “إن المنطقة العسكرية الشمالية وعلى واجهة إحدى وحداتها وبالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات والأمن العسكري تمكنت من إحباط عملية تهريب كمية كبيرة من المخدرات”. وبحسب المصدر فقد “شوهد عدة أشخاص في المنطقة الفاصلة بين الحدود الأردنية السورية، ينوون التسلل من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، حيث تم تطبيق قواعد الاشتباك، مما أدى إلى تراجعهم باتجاه العمق السوري، وبعد تفتيش المنطقة تم العثور على أكياس تحوي بداخلها نحو 15 ألف حبة ترامادول مخدر، وتم تحويلها إلى الجهات المختصة”. ويعتبر الأردن أحد أبرز المتضررين من الصراع الدائر في سوريا، فإلى جانب التهديد الذي تشكله له جماعات سنية متشددة، وشبكات تهريب الممنوعات التي انتعشت بفعل الحرب في هذا البلد، يخشى الأردن أيضا من تسرب عناصر تابعة لإيران. وهذا الوضع بات بالواضح يشكل هاجسا للقيادة الأردنية التي لا تترك مناسبة أو لقاء دوليا إلا وتطالب بضرورة إيجاد حل للصراع السوري، فاستمراره سيعرض الأردن لمخاطر كبيرة تبعاتها لن تؤثر فقط عليه بل وعلى المنطقة بأكملها.
مشاركة :