قال التحالف العسكري، الذي تقوده السعودية، اليوم الإثنين، إنه سيغلق جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية المؤدية إلى اليمن، لوقف تدفق السلاح على المتمردين الحوثيين من إيران. ومن المرجح أن تؤدي هذه الخطوة، التي تأتي في أعقاب اعتراض صاروخ قرب الرياض يوم السبت، إلى تدهور الأزمة الإنسانية في اليمن، التي تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنها دفعت نحو 7 ملايين يمني إلى شفا المجاعة، وتسببت في إصابة أكثر من نصف مليون بالكوليرا. وجاء في بيان للتحالف نشرته وكالة الأنباء السعودية، “قررت قيادة قوات التحالف الإغلاق المؤقت لكافة المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية مع مراعاة استمرار دخول وخروج طواقم الإغاثة والمساعدات الإنسانية وفق إجراءات قيادة قوات التحالف المحدثة”. بيد أن الأمم المتحدة قالت إنها لم توافق رسميا على رحلتين مقررتين اليوم تقلان مواد إغاثة إنسانية، وإنها تسعى للحصول على إيضاح بشأن إعلان التحالف. وكانت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية قد انتقدت التحالف مرارا بسبب تعطل المساعدات خاصة للمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في الشمال. وأوضحت السعودية وحلفاؤها من دول الخليج أنهم يعتبرون إيران المسؤول الأساسي عن الصراع الدائر في اليمن، الذي أودى بحياة أكثر من 10 آلاف شخص في العامين الماضيين. وقال عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، على حسابه على تويتر، اليوم الإثنين، “تحتفظ المملكة بحق الرد بالشكل والوقت المناسبين على تصرفات النظام الإيراني العدائية ونؤكد بأن لا تسامح مع الإرهاب ورعاته”. وكتب وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، على تويتر كذلك، “نعي تماما أن جمهورية إيران بحزبها وحشدها وعصائبها هي الخطر الحقيقي على المنطقة بأسرها، وأفعالها تؤكد ضرورة كبحها وإزالة خطرها”. وأمس الأحد، اتهم التحالف الحوثيين بالتسبب في “تصعيد خطير” جراء دعم إيران، مضيفا أن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون صوب العاصمة الرياض، وتم إسقاط الصاروخ قرب مطار الملك خالد الدولي في الرياض مساء السبت دون أن يسفر عن أي خسائر في الأرواح. جرائم حرب وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد وجه أصابع الاتهام أيضا في هذا الهجوم إلى طهران، غير أن قائد الحرس الثوري الإيراني نفى تلك الاتهامات أمس الأحد. ويستهدف التحالف بقيادة السعودية الحوثيين منذ سيطروا على مناطق واسعة في اليمن عام 2015، بما فيها العاصمة صنعاء وأجبروا الرئيس عبد ربه منصور هادي على الخروج من البلاد، وطلب المساعدة من السعودية. وفجر انتحاري نفسه أمس، الأحد، عند حاجز أمني بمدينة عدن الجنوبية فقتل 15 شخصا وأصاب 20 آخرين، على الأقل، حسبما قال سكان ومسؤول أمني، وعدن هي المقر المؤقت للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
مشاركة :