استقالة أعضاء رابطة الأدباء الكويتيين تتأرجح بين التصادم الإداري وعدم التوافق على المهام. لم يكن بوسع أعضاء رابطة الأدباء الكويتيين المستقيلين المضي قدماً في مجلس الإدارة، فكانت ثمة أمور تدور في أروقة الرابطة لم تحظ بقبولهم، بل كانت تسبب لهم هاجساً وأرقاً. وحيال هذا الوضع الذي يضع الرابطة على مفترق طرق فالتصادم، لم يجد المستقيلون مناصاً من تقديم استقالاتهم في منتصف سبتمبر الماضي، لوضع حد لما يدور في بيت الأدباء، رغبة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولاسيما أن الأعضاء الثلاثة المستقيلين دعوا، في بيان نشروه قبل أيام، إلى ضرورة الاستعجال في تحديد موعد الانتخابات للمدة المتبقية، مستغربين من أعضاء الهيئة الإدارية المؤقتة حاليا ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عدم تحديد موعد الدعوة إلى الجمعية العمومية لانتخاب هيئة إدارية جديدة، برغم مضي شهرين على استقالاتنا، كما أنهم يردون على من يطلق الشائعات، مشددين على أهمية تنقية الساحة الأدبية والثقافية من الأقاويل والإشاعات التي لا تليق بأدباء الكويت كلما طالت مدة تعطيل الحق النقابي في تغيير مجلس إدارة الرابطة". ما بين السطور وجاء بيان المستقيلين مضمرا بالرسائل المباشرة والمبطنة، لينم عن تصادم إداري بين أعضاء القائمة الواحدة، وأولى هذه الرسائل اعتراضهم على سير العمل في المجلس الحالي، لاسيما أنهم ينتمون إلى قائمة واحدة جاءت بالتزكية لا بالانتخاب، بمعنى أن التوافق يجب أن يكون متوافرا، أما الرسالة الثانية فأبدوا فيها استغرابهم عدم تحديد موعد للانتخابات، حرصاً منهم على خدمة الأدب، فهم لا يريدون أن تسير الأمور على عواهنها وبلا تخطيط، أما الرسالة الثالثة، فتتلخص في مَن يتفرغ إلى إثارة الأقاويل وإطلاق الشائعات. إعادة تدوير وضمن إطار البحث عن الأسباب التي دعت أعضاء مجلس الرابطة إلى تقديم استقالاتهم، علمت "الجريدة" من مصادر موثوقة أنه عقب إقدام أمل عبدالله ومحمد البغيلي ود. نواف الجحمة على الاستقالة، أخبرهم الأمين العام للرابطة، طلال الرميضي، أنه لن يدعو إلى اجتماع طارئ قبل استنفاد كل المحاولات لثنيهم عن هذه الخطوة، كما أخبرهم أنه سيقدم استقالته معهم إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لتكون هناك دعوة إلى انتخابات جديدة، ووعدهم بأنه سيكون هناك إعادة تدوير لمناصب المجلس الحالي في شهر يناير المقبل، مشترطا سرية الأمر، لكن عقب هذا الحديث سافر الرميضي إلى الإمارات لحضور اجتماع الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، وعقب ذلك بأيام سافر إلى ملتقى الراوي في الشارقة، وخلال هذه الفترة لم يخبر الرميضي الجمعية العمومية باستقالة الأعضاء، ومضت الأيام إلى أن عقد محمد البغيلي بصفته ممثلا للمستقيلين والرميضي جلسة ودية بمعية طرف محايد في أحد المقاهي بمنطقة البدع، وجرى الاتفاق على 3 أمور؛ أن تسند أمانة السر إلى محمد البغيلي، في حين تكون رئاسة تحرير مجلة البيان إلى أمل عبدالله أو الجحمة، علما بأن هذه المقترحات قدمها الرميضي. لكن أياً من بنود الاتفاق لم يحدث، ولم يتصل البغيلي بالرميضي أو العكس، بل اتصل البغيلي بأحد أعضاء مجلس الإدارة الآخرين، فكان رده أن الانتخابات هي الحل الأنسب. كيان المجلس الحالي وعقب فترة وجيزة، جاءت مبادرة أخرى مع إجراء تعديل طفيف على تسمية بعض المناصب، وأيضا تكرر ما حدث مع الاتفاق الأول. وأكدت المصادر لـ "الجريدة" أنه عقب ما حدث، جلسنا في الاجتماع الطارئ الذي تأخر كثيراً، حينها تدخل أحد أعضاء الرابطة بوساطة للمحافظة على كيان المجلس الحالي، وكانت جلسة مصارحة وجرت تفاصيل كثيرة وتعهدات جديدة لم تر النور أيضا. نهايات مفتوحة ما يحدث في رابطة الأدباء الكويتيين أشبه بحكاية أو قصة قصيرة، لكن تفاصيلها لا تليق بصرح أدبي كبير، الأحداث لا تشبه مواقف الأدباء الكبار، والمضمون يخجل منه الصغير قبل الكبير، فهو حكاية لم نعتد عليها، وتجب إعادة النظر في ما يجري، فالأمر بحاجة إلى تدخل يحسم الأمور، فلسنا ضد أحد أو مع طرف ضد آخر، بل نحن مع ازدهار المشهد الثقافي لا أكثر ولا أقل، ولا أعرف لو أن كاتبا أراد أن ينسج حكاية كهذه، فأي نهاية يختار، أم أنه سيترك النهاية مفتوحة للتأويل؟
مشاركة :