قال وزير الطاقة التركي تانر يلدز اليوم الثلاثاء إنه من المستبعد أن توقع بلاده أي اتفاقات في مجال الطاقة مع إسرائيل لإنشاء خط أنابيب غاز يمتد إلى تركيا بسبب الخلاف السياسي المتفاقم الناجم عن الهجوم الإسرائيلي على غزة. وتضررت العلاقات بين الجانبين بشدة عقب هجوم دموي شنته قوات إسرائيلية خاصة على سفينة تركية تحمل نشطاء متضامنين مع الفلسطينيين يتحدون حصار غزة في عام 2010. غير أن شركات إسرائيلية أجرت في الآونة الأخيرة محادثات مثمرة مع عدد من شركات القطاع الخاص ومسؤولي الطاقة في تركيا في إطار تقارب هش. لكن الهجوم الذي شنته إسرائيل على غزة في يوليو تموز وأسفر عن مقتل أكثر من ألفي شخص قوض تلك الجهود وأثار غضب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي شبه تصرفات إسرائيل بتصرفات هتلر. وتحولت إسرائيل إلى مصدر محتمل للغاز بين عشية وضحاها مع اكتشاف حقلي تمار ولوثيان وهما اثنان من أكبر اكتشافات الغاز خلال السنوات العشر الأخيرة. وبدأ الإنتاج بحقل تمار في مارس آذار 2013 ووقع الشركاء فيه بالفعل عددا من الصفقات المربحة في إسرائيل. وشهدت المحادثات بين اتحاد شركات حقل لوثيان والجانب التركي تقدما بطيئا خلال العام الماضي ودائما ما كان الحل السياسي شرطا لإبرام اتفاق نهائي. وقال يلدز للصحفيين في أنقرة "كي تمضي مشروعات الطاقة قدما يتعين وقف المأساة الإنسانية في غزة ويجب على إسرائيل تحقيق سلام دائم هناك مع جميع الأطراف." وأضاف "لا مجال للمضي قدما في أي مشروعات طاقة ما لم يتم إرساء سلام دائم بإسهام من جميع الأطراف وبالشروط الضرورية." وتركزت المحادثات بين إسرائيل وتركيا على بناء خط أنابيب بحري بطاقة عشرة مليارات متر مكعب وبتكلفة متوقعة تصل إلى 2.2 مليار دولار يتيح لإسرائيل دخول سوق ناشئة كبرى وإحدى أكبر أسواق الطاقة في أوروبا بحلول عام 2023. ورغم ما يلقاه المشروع من معارضة داخل الدوائر السياسية والتجارية في تركيا لا يزال رجال الأعمال الإسرائيليون يأملون بالتوصل لاتفاق في الوقت المناسب. وقال الملياردير اسحاق تشوفا صاحب مجموعة ديليك الشريك الرئيسي في لوثيان لرويترز هذا الأسبوع إنه ما زال متفائلا بخصوص التوصل لاتفاق مع تركيا فور انتهاء حالة الفتور السياسي الراهنة.
مشاركة :