ذكرت هيئة الأركان المشتركة الأمريكية أن الغزو البري من قبل الجيش الأمريكي هو الطريقة الوحيدة المضمونة لتدمير الترسانة النووية لكوريا الشمالية بأكملها. جاء ذلك في رد هيئة الأركان المشتركة على استفسار من عضوي مجلس النواب بالكونجرس الأمريكي، تيد لو، وروبين جاليجو، حصلت عليه مجلة «نيوزويك» الأمريكية ونشرته في تقرير على موقعها الإلكتروني، أمس الأول الأحد.وأوضحت المجلة أنه في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، أرسل النائبان الديمقراطيان لو وجاليجو، وكلاهما من المحاربين القدامى في الجيش الأمريكي، خطاباً إلى وزير الدفاع جيمس ماتيس؛ لتسليط الضوء على مخاوفهم حول مشهد الحرب المحتملة مع كوريا الشمالية، مطالبين بتقرير مفصل حول التداعيات المحتملة لهذا النزاع.وأصدر ماتيس- من جانبه- رداً عبر مكتب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الذي تم إرساله إلى تيد لو يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.وذكر التقرير الذي كتبه نائب مدير البحرية الأمريكية في هيئة الأركان مايك دومونت، أن «الطريقة الوحيدة لتحديد أماكن كل مكونات برامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، وتدميرها تماماً بشكل مؤكد، هي من خلال غزو بري».ونوه تيد لو - حسب ما نقلته المجلة - بأن هذه هي أول مرة يدلي فيها الجيش الأمريكي بهذا التأكيد، مشيراً إلى قلقه من أن العديد من الأمريكيين لديهم انطباع بأن الولايات المتحدة يمكنها تحييد الترسانة النووية لكوريا الشمالية بسهولة عبر ضربة عسكرية مثل التي أمر بها الرئيس دونالد ترامب ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في إبريل/نيسان الماضي.وقال لو- في تصريحات للمجلة - إن «إحدى المشاكل في قضية كوريا الشمالية أن لدينا معلومات استخباراتية محدودة للغاية حول هذا النظام، ما يجعل تحديد أماكن أسلحتهم النووية، وأصولهم العسكرية الأخرى أمراً صعبا للغاية، ولهذا سيكون الغزو البري ضرورياً لإزالتها كاملة».في الأثناء، قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، إنه اتفق مع الرئيس الأمريكي على زيادة الضغط على كوريا الشمالية للتخلي عن برنامجها للتطوير الصاروخي والنووي. جاء ذلك في حديث آبي خلال مؤتمر صحفي مع ترامب بعد محادثاتهما على مستوى القمة في طوكيو.وحذر ترامب من أن زمن «الصبر الاستراتيجي» حيال كوريا الشمالية ولى، بعدما حظي بدعم اليابان لسياسته في طرح جميع الاحتمالات لكبح جماح بيونج يانج. ووصف ترامب برنامج كوريا الشمالية النووي بأنه «تهديد للعالم المتحضر، وللسلم والاستقرار الدوليين» في اليوم الثاني من جولته الآسيوية التي هيمنت عليها الأزمة الكورية. وردد آبي كلاماً قريباً من كلام ترامب، معرباً عن دعم اليابان لسياسة واشنطن «بإبقاء كل الخيارات على الطاولة» للتعاطي مع التهديد الكوري الشمالي، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية. وأعلن آبي الذي تقع بلاده في مرمى صواريخ بيونج يانج، عن عقوبات يابانية تستهدف أصول 35 منظمة وشخصية كورية شمالية. وجاء مؤتمر آبي وترامب الصحفي المشترك في ختام يومين وديين لعب فيهما الرجلان رياضة «الجولف»، وجلسا سوية على مأدبة عشاء غير رسمية، وطغت عليهما أجواء من الاسترخاء. وقال آبي إنهما استمتعا كثيراً برفقة بعضهما بعضاً خلال عشاء مساء الأحد، حتى إنهما فقدا إحساسهما بالوقت، فيما وصف ترامب علاقتهما بأنها «استثنائية». وسادت لحظات تميزت بخفة الظل خلال الزيارة، كتلك التي بدا ترامب فيها كأنه نفد صبره أثناء إطعام سمك الكوي مع آبي، حيث أفرغ كيس الطعام مرة واحدة في المستنقع، ما أضحك وزير خارجيته ريكس تيلرسون. وكان مساعدو ترامب قلقين من أن يرتكب الرئيس الخارج عن المألوف حماقة ما في الدولة التي يعرف عنها حساسيتها حيال الأعراف. ولكن ترامب تعامل بسلاسة مع البروتوكول خلال لقائه الإمبراطور، حيث سلم عليه بهزة رأس متجنباً بذلك الانتقادات التي واجهها الرئيس السابق باراك أوباما عندما انحنى كثيراً أمام الزعيم الياباني. وكانت هناك كذلك لحظة عاطفية حيث التقى ترامب بعائلات المدنيين الذين تعرضوا إلى الخطف في سبعينات وثمانينات القرن الماضي. وخطف عملاء تابعون لنظام بيونج يانج مواطنين يابانيين لتدريب الجواسيس على اللغة والثقافة اليابانيتين. في الأثناء، كشفت الشرطة الماليزية أسماء أربعة كوريين شماليين يشتبه في تورطهم في اغتيال كيم جونج نام شقيق الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون، وفروا من ماليزيا بعد الجريمة.(وكالات)
مشاركة :