محمد الحمادي: البحث عن ناشر أمر مرهق

  • 11/7/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: نجاة الفارس محمد الحمادي كاتب إماراتي فاز بالمركز الثالث بجائزة الإمارات للرواية في دورتها الثالثة عن روايته «البحث عن مملكة الشمس»، كما فازت روايته «اليوم الأخير.. يوميات البروفيسور ماك آيدي»، بالمركز الأول في الدورة الثانية لجائزة الإمارات للرواية فئة الرواية الطويلة، تستهويه كتب العلوم كالذرّة والفيزياء والكيمياء، إضافة إلى التاريخ والسير الذاتية، يعمل حالياً على كتابة رواية تاريخية تحت عنوان «النخلة» تدور أحداثها في مصر الفرعونية والبتراء، ورواية أخرى بعنوان «لغز صورة من الكوكب الأحمر»، وهي جريمة ممزوجة بالخيال العلمي، كتبها تزامناً مع اهتمام الإمارات مؤخراً بالفضاء وكوكب المريخ تحديداً، ليقرب صورة المريخ وأجواءه للقارئ الإماراتي والعربي. وكان لـ«الخليج» الحوار الآتي معه: *كيف ومتى بدأت رحلتك مع الكتابة؟- بدأت الكتابة برواية «اليوم الأخير» وكانت تجربتي الأولى، وبعد فراغي منها بقيت الرواية فوق الرف لسنتين إلى أن شاهدت عرض جائزة الإمارات للرواية في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهناك قررت إرسالها، ولم أتوقع الفوز إطلاقا، كنت متشائماً بعض الشيء، لكن فوزها دون منافس منحني طاقة للإبداع أكثر، وعندها كتبت روايتي الثانية «بونغاني الشافي.. حكاية أم إفريقية»، وأعتبرها الرواية الأقرب إلى قلبي، وتلقفت العمل دار نشر «روايات» ولقيت الرواية نجاحاً طيباً. *ماذا عن مشروعك الأدبي القادم؟- مؤخراً بدأت بكتابة رواية تاريخية تحت عنوان «النخلة» تدور أحداثها في مصر الفرعونية والبتراء، في الأزمنة الغابرة حيث حدثت مجاعة كبرى دارت بعدها حروب طاحنة، تقود أحداث الرواية بطلتيها تويا وأختها باتويا إلا أنني توقفت عن كتابتها لأنني أنشأت حساباً في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وانشغلت بإعداده وتجهيزه فأخذ مني أغلب وقت فراغي، وأظن أنني سأتابع كتابتها في وقت لاحق لا أستطيع تحديده. *كيف تختار أبطال أعمالك الأدبية؟- أختار أبطال رواياتي من مخيلتي، لكن أحيانا أضطر للاستعانة بمعاجم الأسماء لاستنباط الاسم المناسب مثلما حدث مع رواية «بونغاني الشافي» ذات الأسماء الإفريقية، ورواية «لغز صورة من الكوكب الأحمر» ذات الأسماء الهولندية والروسية والهندية، فبونغاني اسم إفريقي أصيل ما زال مستخدماً حتى الآن ويعني الوفي المخلص، واسم الأم ماريت يعني لؤلؤة، وهناك الطبيب زايري أي نهر، ونومالاغا نور الشمس، وليسيدي امرأة من نور وهكذا دواليك. *ما هي طبيعة قراءاتك؟ ومن هو الكاتب المفضل لديك ولماذا؟- بالنسبة لقراءاتي نادراً ما أقرأ الروايات، إذ تستهويني كتب العلوم كالذرّة والفيزياء والكيمياء، إضافة إلى التاريخ والسير الذاتية، وإن كان هنالك كاتب أعشق كتبه فهو جول فيرن الملقب بأبي الخيال العلمي، وأميل أحياناً لقراءة أعمال جي كي رولنغ مؤلفة سلسلة هاري بوتر وبعض القصص الأخرى، إذ يعجبني أسلوبها المبهر جداً في الخيال، وقصة نجاحها الملهمة جداً بالنسبة لي، ومن الكتب العربية تستهويني كتابات جمال الشحي، إذ إن سطور كتاباته تحتوي على جمل فلسفية عميقة لها لذتها الخاصة في نفسي، فهو يستطيع أن يشاهد الأمور من زاوية مختلفة. *ما أهم التحديات التي واجهتك أثناء رحلتك مع الكلمة؟- التحديات التي تواجه الكاتب كثيرة، ففي البداية يترتب عليه أن يتغلب على نفسه، فالكتابة أمر مرهق ويتطلب مجهوداً فكرياً وحتى جسدياً كبيراً، فعليه أن يؤلف عالماً متكاملاً بكل تفاصيله ويتخيل كل ذلك، ثم إن الجلوس لفترات طويلة أمام الحاسوب أمر مرهق للعينين والظهر، أضيفي إلى ذلك التغلب على الأفكار السلبية التي تدعوه للراحة وترك العمل، فإن نجح في ذلك سيكون الباقي أسهل لكن لا يخلو من التحدي، فالبحث عن ناشر يقبل بنشر العمل أمر متعب، وإن قبل أحدهم بالعمل فإنه في الغالب يطلب الكثير من التصحيح والتغيير، ومنهم من يطالب الكاتب باستخراج الأوراق الرسمية للعمل بنفسه ما يجلب المشقة والعناء، وبعد كل ذلك يقوم الناشر بتجهيز النسخة للكتابة ويرسلها للكاتب ليراجعها مجدداً وللمرة الأخيرة ويمهله فترة لا تتعدى الخمسة عشر يوماً في أغلب الأحيان، وتكون هي الفرصة الأخيرة للكاتب لإجراء التغييرات، ما يدفعه للانشغال في هذه الفترة والغرق في عمله إلى جانب أعباء حياته اليومية من عملٍ وعائلة، وهذا في حد ذاته يشكل ضغطاً كبيراً عليه ومدعاة للتراجع، لكن ما أن يتم طباعة العمل ويمسكه الكاتب بين يديه حتى يتبدل التعب إلى سرورٍ غامر، هو شعور يشبه إلى حد كبير الشعور بولادة طفل.

مشاركة :