أوراق الجنة تكشف عن تضارب مصالح في الملاذات الضريبيةفجّر تحقيق جديد للتحالف الدولي للصحافيين الاستقصائيين مفاجآت كبيرة في عمليات التهرب الضريبي، أبرزها استثمار أموال تعد لملكة بريطانيا في ملاذات ضريبية وعلاقات استثمارية بين وزير التجارة الأميركي ومقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.العرب [نُشر في 2017/11/07، العدد: 10805، ص(10)]شبح التهرب الضريبي يصل إلى استثمارات ملكة بريطانيا واشنطن - كشف تحقيق صحافي دولي في عدد هائل من الوثائق المسربة عن مفاجآت كبيرة في نشاطات استثمارية، تفاصيل نشاط دوائر عالمية للتهرب الضريبي تشمل مسؤولين وشخصيات في مراكز عالمية حساسة. وتم الكشف عما يعرف الآن بوثائق بارادايس (أوراق الجنة) من قبل التحالف الدولي للصحافيين الاستقصائيين، الذي يضم 96 وسيلة إعلام في 67 بلدا، وهي تأتي بعد 18 شهرا على عاصفة “وثائق بنما” المتعلقة بالتهرب الضريبي. وكشفت المعلومات استنادا إلى 13.5 مليون وثيقة مالية قادمة خصوصا من مكتب دولي للمحاماة مقره برمودا ويحمل اسم “ابلباي”. وقد حصلت على هذه الوثائق صحيفة “سوددويتشه تسايتونغ” الألمانية. ومن المفاجآت التي كان لها وقع كبير في بريطانيا، الكشف عن استثمار 10 ملايين جنيه إسترليني (13.1 مليون دولار) من أموال الملكة إليزابيث الثانية في ملاذات ضريبية. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) وصحيفة الغارديان المشاركتان في البحث الاستقصائي أن أموال الملكة استُثمرت في جزر كايمان وبرمودا من قبل “دوقية لانكاستر” وهي صندوق استثماري خاص مسؤول عن إدارة أموال الملكة وعائداتها. وتتيح تلك العملية للاستثمارات التهرّب من الضريبة دون مخالفة القانون، لكن وقع التسريبات كان كبيرا لأنه يتعلق بالملكة، رغم أن حجم الاستثمار كان ضئيلا نسبيا. وقالت بي.بي.سي إن مثل هذه المشروعات قانونية ولكن “التساؤلات يحتمل أن تدور حول ما إذا كانت الملكة يمكنها أن تستثمر في الخارج”.نحو 10 ملايين جنيه إسترليني من أموال ملكة بريطانيا تم استثمارها في ملاذات ضريبية ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى متحدثة باسم دوقية لانكاستر قولها “نقوم بعدد من الاستثمارات بما فيها استثمارات في صناديق في الخارج”، وأن الاستثمارات المذكورة في التحقيقات لا تشكل أكثر من 0.3 بالمئة من القيمة الإجمالية لاستثمارات الدوقية. وتشير الوثائق في أكبر المفاجآت السياسية إلى أن وزير التجارة الأميركي وليبور روس أبقى على مساهماته في شركة نافيغيتور هولدينغ للنقل البحري، التي لها علاقة وثيقة مع صهر للرئيس الروسي ومع ثري روسي فرضت عليه عقوبات أميركية، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”. وقالت الصحيفة التي شاركت في التحقيق إن روس خفّض مساهمته الشخصية في الشركة بعد تسلم مهامه الوزارية في فبراير، لكنه مازال يمتلك 31 بالمئة من أسهمها بواسطة شركات أوفشور. وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية التي شاركت في التحقيق أن من أبرز زبائن نافيغيتور، شركة سيبور الروسية للغاز والمنتجات البتروكيميائية والتي بلغت قيمة تعاملاتها المالية مع شركة النقل البحري نحو 23 مليون دولار في 2016. ومن بين مالكي “سيبور” كيريل شامالوف المتزوج من صغرى بنات الرئيس الروسي وغينادي تيمتشينكو الملياردير المقرب من بوتين والذي يخضع لعقوبات أميركية منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم العائدة لأوكرانيا. وردا على هذه المعلومات قالت وزارة التجارة الأميركية في بيان إن “الوزير روس لم يشارك في قرار نافيغيتور القيام بأعمال مع سيبور التي لم تكن خاضعة لعقوبات يومها ولا هي كذلك اليوم”. وأضاف البيان أن روس “لم يلتق أبدا المساهمين في سيبور المذكورين” في التحقيق، مشددا على أن الوزير الأميركي يحترم المعايير الأخلاقية الحكومية المتبعة في الولايات المتحدة. وتأتي هذه التسريبات في وقت مازالت فيه التحقيقات مستمرة بشأن احتمال تواطؤ روسي مع فريق الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، وهو ملف لا يزال يسمم ولاية الرئيس الأميركي منذ بدايتها. وبين الزبائن الآخرين لشركة نافيغيتور هولدينغ، مجموعة النفط الفنزويلية العملاقة التي فرضت عليها واشنطن عقوبات منذ منتصف العام الماضي. ومن الملفات الأخرى التي تم الكشف عنها وجود استمارات كبيرة في ملاذات ضريبية يديرها اللورد مايكل أشكروفت النائب السابق لرئيس الحزب المحافظين الذي تتزعمه رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وهو من أكبر مقدمي الدعم المالي لحزب المحافظين. وطالب حزب المعارضة الرئيسي في بريطانيا أمس بتحقيق رسمي باستثمارات الملكة واللورد أشكروفت. وقال وزير الخزانة في حكومة الظل العمالية جون ماكدونيل “رغم أن الحكومة تقول إنها تضيق الخناق على المتهربين من الضرائب، تؤكد أوراق الجنة أن التهرب الضريبي مستمر بشكل واضح”. وطالب رئيسة الوزراء بتقديم تفسير لكيفية السماح لهذه الفضيحة بالاستمرار لفترة طويلة وتوضيح الإجراءات التي سوف يتم اتخاذها الآن. ومن الملفات الأخرى اللافتة الكشف عن أن أحد كبار المستثمرين في نادي أرسنال الإنكليزي وهو الملياردير الروسي أليشير أوسمانوف، لديه استثمارات سرية في نادي إيفرتون الذي ينافس أيضا في الدوري الممتاز الإنكليزي وهو ما يعد مخالفة كبيرة لقواعد المنافسة.
مشاركة :