الارتفاع المتوقع في الصادرات من الزيت يعود إلى النقص الكبير في صابة الزيتون في إسبانيا أكبر منتج في العالم للزيت.العرب [نُشر في 2017/11/07، العدد: 10805، ص(4)]النفط الأخضر ينقذ الاقتصاد تونس – توقع الديوان الوطني لزيت الزيتون في تونس، الذي يعتبر أحد أهم المصدرين في العالم، موسما “استثنائيا” في 2018-2017 قد يصل فيه إنتاج زيت الزيتون إلى 280 ألف طن أي نحو ثلاثة أضعاف ما سجل العام الماضي. وصرح رئيس مجلس إدارة الجهاز الحكومي المكلف بهذا الإنتاج الاستراتيجي للبلاد شكري بيوض، الاثنين، أن “إنتاج زيت الزيتون استثنائي في الموسم الحالي وسيراوح بين 260 و280 ألف طن مقابل 100 ألف في موسم 2017-2016، و140 ألفا في 2016-2015”. وسيخصص ثلثا الإنتاج أي نحو 200 ألف طن للتصدير، ولا سيما إلى الأسواق الأوروبية والأميركية. ويتوقع أن يؤدي بدء موسم القطاف مع وفرة المحصول إلى انتعاش اقتصادي خصوصا في الأرياف التي تفتقر إلى الوظائف. كما قدر الديوان أن تتجاوز عائدات تصدير زيت الزيتون ملياري دينار (نحو 700 مليون يورو)، وهي أموال حيوية للاقتصاد التونسي المتعثر. وفي 2015-2014 تصدرت تونس لائحة الدول المصدرة بإنتاج قياسي بلغ 300 ألف طن عاد عليها بنحو مليار يورو. وأكدت الحكومة آنذاك أن هذا الأداء أتاح للاقتصاد التونسي “تفادي الأسوأ” في أوج فترة كساد شهدها نتيجة تراجع كبير في السياحة، القطاع الحيوي الآخر، بعد اعتداءات إرهابية أسفرت عن ضحايا أغلبهم من السياح الأجانب. ويتوقع، كذلك، أن يبلغ النمو في 2017 نسبة 2.3 بالمئة بعد سنوات من الجمود، بفضل قطاعات الزراعة والفوسفات والسياحة بحسب صندوق النقد الدولي الذي أوفد بعثة إلى البلاد الصيف الماضي. ورغم تراجع مردودية إنتاج زيت الزيتون في السنوات الأخيرة بسبب الجفاف، يبقى القطاع أحد القطاعات الاستراتيجية الداعمة لتونس. ويراهن المسؤولون والمختصون في المجال الزراعي على أن تغادر تونس منطقة الخطر قليلا من خلال خفض العجز التجاري الذي تفاقم بشكل كبير في السنوات السبع الماضية، مع تعافي قطاع زيت الزيتون الذي يذهب معظم إنتاجه إلى الخارج. وأرجع بيوض، في تصريحات إعلامية سابقة، تراجع الإنتاج إلى الجفاف الذي ضرب البلاد في المواسم الأخيرة، ما أدى إلى ارتفاع سعر زيت الزيتون في السوق المحلية. وليس الجفاف وحده الذي أثر على القطاع، بل شكل ارتفاع كلفة الإنتاج وتدهور سعر صرف الدينار أمام العملات الرئيسية أحد تلك الأسباب، وبالتالي فإن كل تلك العوامل مجتمعة كانت كفيلة بتدهور الإنتاج إلى مستوى لم تعهده البلاد من قبل. وتمر دول البحر المتوسط المنتجة لزيت الزيتون على غرار إسبانيا واليونان وتركيا وإيطاليا والمغرب بنفس المشكلة تقريبا. ويقول خبراء القطاع إن الارتفاع المتوقع في الصادرات من الزيت يعود إلى النقص الكبير في صابة الزيتون في إسبانيا أكبر منتج في العالم للزيت، علاوة على اقتحام المصدرين التونسيين أسواقا جديدة ولا سيما كندا والولايات المتحدة والصين واليابان والهند. وبلغ حجم الصادرات التونسية من الزيت منذ نوفمبر وحتى سبتمبر الماضيين نحو 81 ألف طن بقيمة 792 مليون دينار (نحو 319 مليون دولار).
مشاركة :