الخوف من الهجمة المرتدة للفساد!!

  • 11/7/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أنسانا دوي الحملة الأكبر على الفساد في بلدنا ،دوي الصاروخ المعتدي الذي وجه بأيدي أعدائنا ،حزب الله والحوثي وإيران، الحدثان اللذان تزامنا في ليلة واحدة ،لم يكن ليعلو صوت أي انفجار على صوت الإصلاح ساعتئذ ، ولم تشهد بلادنا منذ تأسيسها أن يوقف ما يمكن ان يشكل منه مجلس وزراء كامل بتهم فسادية ،ومن سخرية الاقدار أننا قبل شهر من هذه الحملة كنا كسعوديين نتغنى باحتجاز رجل أعمال شهير في الشرقية ،ونقول في مجالسنا وحساباتنا التواصلية :عصر الحصانات قد ولى ،ثم تقع الواقعة على رأس الفساد ليلة الرابع من نوفمبر ليوقف أعداد كبيرة ،ذات  حجم أكبر بكثير من حجم رجل الاعمال آنف الذكر.وعلى نحوٍ لا أعتقد أن أحد تطرق إليه من قبل ،أستطيع ان أقول :أنه من ضمن ثمرات هذه الحملة التاريخية ،أننا  اصبحنا في منأى عن أي “ويكيليكس” ممكن أن يحدث دوي في بلدنا ، وفي مأمن عن أيٍ من مبتزين الفضائح ومحرضي الشعوب ،ما حدث في ليلة القبض على الفساد هو أنّا قطعنا الطريق على عدد من المتربصين يقبعون بجوارنا ،أو قريب منّا ،يتحينون الساعات المناسبة لتسليط الضوء على سرقات من الحجم الثقيل ،وعلى فضائح يسهل لهم الوصول لها عن طريق عملائهم ومصادرهم .فكان قرار مداهمة الفساد ،وكشفه ، والشروع في استعادة ما نهب من خزينة الدولة قرار في منتهى الدهاء والشجاعة .هذه الثورة العارمة على الفساد قد طالت قمة الهرم ، وما كنا نسميهم سابقا بالبطانة ، ونعزو كل خيباتنا بسببهم ،وأعتقد ان ضررهم كان على خزينة الدولة ، وسيعود النفع على الخزينة ذاتها –  والتي هي قوة الدولة وحصنها من الازمات – بعوائد قد تغنينا عن النفط لسنوات ،كذلك فما سرق من أراضٍ في أماكن استثمارية هامة ،سيعود بالنفع على اقتصادنا لفترات لا نهائية اذا ما استثمرت لصالح الخزينة، وما أتمناه أن لا يفلت الفاسدون من قبضة العدالة ،وأن لا تعد هذه القضايا من القضايا الاعتيادية التي تعامل وفق القانون القائم ،بل تعامل كوضع طارئ وحساس ، إن لم يكن ذلك فقد يكون للفساد هجمة مرتدة تقضي على كل نشوتنا السابقة وتعيدنا إلى أسوأ مما كنا فيه.أخيرا، أتمنى أن تشمل خطوات الإصلاح الحازمة ،فساد الشركات الكبرى والبنوك ووكالات السيارات التي افقرت ،واثقلت ،وقصمت الظهور ،من استغلال حوائج الناس ،والانفراد بهم بشروط قاهرة ،وارباح مضاعفة ،وخدمات هزيلة ،وضياع لحقوق المستفيدين. هذه الشريحة ان طالتها خطوات الإصلاح فسيمس ذلك بشكل مباشر حياة ورخاء الناس ،وسيكون فرحهم بها أكبر !.الرأيغانم محمد الحمركتاب أنحاء

مشاركة :