نوّه الكاتب الإمارتي ومدير عام مؤسسة "وطني الإمارات"، ضرار بالهول الفلاسي، بمتانة العلاقة بين السعودية والإمارات، والتي تجلت عبر التعاون المطلق في جميع القضايا التي تهم الطرفين. وقال "الفلاسي والمسعودي" خلال ندوة عُقدت بالجناح السعودي الذي تُنظمه الملحقية الثقافية بمعرض الكتاب الدولي بالشارقة، تحدثت عن العلاقات بين السعودية والإمارات، بحضور الملحق الثقافي مساعد الجراح، وجمع من الكُتاب والمثقفين من البلدين: هذا التآلف رسم خريطة جديدة للمنطقة وبات الصوت الخليجي والعربي الأقوى، ووضحت التوأمة والمصير الواحد بين الدولتين في مساندة الدولتين بعضهما البعض في التحالف لإعادة الشرعية. وأضاف: قيادة دولة الإمارات تؤكد دائمًا على دعم المملكة العربية السعودية وترى في قيادتها الحكمة والقوة المشتركة في استقرار المنطقة وازدهارها. وقال "الفلاسي": هناك إنجازات تحققت وشاهدنا نتائجها من هذا التعاون المشترك والتحالف ضد العدو ولكن بالجديد في قضايا شتى سواء في القرآن, أو اليمن، أو قضية الأحواز، وستقدم التوأمة بين السعودية والإمارات نموذجاً قويًا يرسم سياسة المنطقة ويجعل منها القوة الضاربة والحاجز لكل من يريدنا بسوء بل سنشاهد الإنجازات الكبيرة على جميع الأصعدة. من جانبه، قال "المسعودي": المحور الثقافي في العلاقة بين البلدين كان على مر التاريخ هو الأبرز من حيث شهد الساحل الرقعة الجغرافية للإمارات تدفق أفواج من العلماء والدعاة والشعراء الذين كانوا يأتون إما للدعوة وبث العلم بين قبائل المنطقة، مبينًا أن العلاقات بين البلدين قديمة قدم وجود بشر على هذه الأرض المتجاورة، ولعل رابطة الدين واحتياج الناس للذهاب سنوياً لحج بيت الله الحرام يؤكد عمق العلاقة وبعدها في التاريخ. وأضاف: بالنسبة للعلاقات الثقافية بين البلدين، فعلاوة على دور الحج في الجانب الثقافي، حيث يلتقي الحجاج من كل قطر في حلقات ذكر ودروس وعظ وتكون الفرصة أمامهم لشراء ما يصادفهم من كتب، تكون زادهم للإطلاع إذا عادوا . وأردف: قنوات التواصل بين البلدين في التعليم، وقال: في أواخر القرن "19" بدأ اتصال العلماء السعوديين بالإمارات، كمعلمين وقضاة، حيث بادرت المملكة بتأسيس معهدين دراسيين في رأس الخيمة وعجمان تابعين لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كما منحت السعودية أفواجاً من الطلاب من دبي ورأس الخيمة وعجمان. وتابع: وجود مثقفين إماراتيين في السعودية أتوا إليها للدراسة، ومنهم الشيخ محمد بن سعيد بن غباش الذي درّس في الأحساء والشيخ أحمد بن حجر وغيرهما، وكذلك قنوات الشعر وكتابات المؤرخين الإماراتيين عن السعودية، حيث تعرضوا لوقائع من التاريخ المشترك بين البلدين . وقال "المسعودي": هناك تشابه بين الخطط الثقافية والمؤسسات بين البلدين، كمظهر من مظاهر التقارب والتماثل في البنية والتفكير الثقافي سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي، مثل مركز زايد للتراث والتاريخ ودارة الملك عبدالعزيز، ومؤسسة الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض، ومؤسسة سلطان العويس الثقافية في دبي، ومركز جمعة الماجد في دبي، ومركز حمد الجاسر الثقافي في الرياض، وجائزة الملك فيصل العالمية وجائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، ومشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وأضاف: جميع هذه المشاريع تمثل نقاط إلتقاء تحقق أهدافاً بعيدة في إطار العلاقات الثنائية، ولعل منها أعمال مؤتمر الفهرس العربي الموحد الذي نظمته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وجامعة الإمارات . وأردف: مثقفو البلدين على تواصل في لقاءات مختلفة عبر هيئات الجوائز والتحكيم، والمؤتمرات، مثل سوق عكاظ ، والجنادرية، وفي السعودية، وشاعر المليون, وأمير الشعراء, والعديد من المهرجانات السينمائية والمسرحية والفنية التي تقام في الإمارات العربية المتحدة بمثابة بوابات جديدة وأساسية للمبدعين السعوديين. وتابع: حقق الفنانون السعوديون حضوراً لافتاً في كثير من هذه المناسبات، بالإضافة إلى وجود مجموعة الكتاب والمثقفين السعوديين المقيمين في الإمارات الذين يكتبون في صحف إماراتية . وقال "المسعودي": هناك أكثر من ثلاثة آلاف طالب سعودي يدرسون في الجامعات الإماراتية المتميزة وفي التخصصات النوعية، كما أن مشاركات الملحقية الثقافية الآن في جميع المناشط الثقافية في الإمارات هي رافد ثقافي مشترك مثل معرضي أبوظبي والشارقة والأيام الوطنية للبلدين. جاء ذلك خلال ندوة عقدت بالجناح السعودي الذي تُنظمه الملحقية الثقافية بمعرض الكتاب الدولي بالشارقة، تحدثت عن العلاقات بين السعودية والإمارات، بحضور الملحق الثقافي مساعد الجراح، وجمع من الكُتاب والمثقفين من البلدين.
مشاركة :