استعادة 68 قطعة أثرية بعد سرقتها من متحف ملوي جنوب مصر

  • 8/26/2013
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: وليد عبد الرحمن قالت وزارة الدولة لشؤون الآثار في مصر أمس، إنها بدأت ترميم متحف ملوي في محافظة المنيا (جنوب القاهرة) تمهيدا لإعادة افتتاحه بعد استعادة 68 قطعة أثرية من بين نحو 1040 قطعة فقدت في 14 أغسطس (آب) الجاري عقب اقتحامه من قبل أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، بعد فض قوات الأمن اعتصامي في القاهرة والجيزة لمؤيدي الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، الذي عزله الجيش في الثالث من يوليو (تموز) بعد احتجاجات حاشدة على سياساته. وقال الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار المصري، إن إعادة افتتاح المتحف هي رسالة بفشل محاولة الجماعات الإرهابية طمس هوية مصر التاريخية والحضارية، كما أنها رسالة للعالم باستعادة مصر لأمنها واستقرارها، خاصة أن اقتحام المتحف، أسفر عن تدميره بالكامل وتحطيم وإتلاف ما تبقى من القطع مثل التوابيت والمومياوات. وأكد الوزير، أن استعادة الوزارة للقطع الأثرية، جاءت نتيجة استجابة الأهالي للدعوة التي أطلقتها الوزارة بأن كل من يحوز على آثار تخص متحف ملوي عليه إعادتها للمتحف دون مساءلته قانونا، وصرف مكافأة مالية له. وكانت الوزارة أعلنت عن عدم المساءلة القانونية وصرف مكافأة مالية لمن يعيد أي قطع أثرية تخص المتحف الذي نهبت أغلب محتوياته خلال اقتحام أنصار المعزول. وقال أحمد شرف رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار أمس، إن القطع المستعادة نقلت إلى المخزن المتحفي «تحت حراسة مشددة». وأضاف شرف، من القطع المستعادة تمثال من البرونز وآخر من الحجر ويمثلان المعبود «أوزوريس» في الوضع واقفا، وقطعة حجرية تحمل نقشا للطائر أبيس على هيئة أبي قردان، وريشة المعبودة «ماعت» إلهة العدالة في مصر الفرعونية، وتمثالان من البرونز للمعبود «تحوت» إله الحكمة الذي ينسب إليه اختراع الكتابة قبل نحو ستة آلاف عام واتخذته جامعة القاهرة شعارا لها. وتابع: «من القطع المستعادة لوحات من الرخام ترجع للعصر اليوناني الروماني وقطعتان من البردي من العصر نفسه وتحملان كتابة باللغة الديموطيقية، إضافة إلى عملات فضية وبرونزية وآنية فخارية وزجاجية وحلي من الفيروز الأزرق». وقال الأثري أسامة إبراهيم، إن باقي القطع المسروقة مسجلة دوليا ولا يمكن التصرف أو الاتجار فيها في مصر أو خارجها، وتم إرسال تقرير موثق بالصور إلى المجلس الدولي للمتاحف (الايكوم) لوضعها على «القائمة الحمراء على وجه السرعة» حيث تهدف قائمة الطوارئ الحمراء إلى مساعدة رجال الجمارك والشرطة على التعرف على القطع المسروقة، كما تمنع المتاحف وقاعات المزادات وتجار وجامعي القطع الفنية من حيازة أي قطعة أثرية مسروقة. وقال إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تم إبلاغ الإنتربول الدولي ورجال الجمارك بهذه القائمة لنشر بياناتها في المزادات والمتاحف والمعارض الدولية لعدم التعامل مع تلك الآثار»، مضيفا: أن «متحف ملوي يضم 1089 قطعة أثرية، فقدت منه 1040 قطعة خلال اقتحامه من قبل أنصار الرئيس المعزول». من جهته، قال الأثري أحمد عبد الصبور مدير متحف ملوي، إن «تاريخ افتتاح متحف آثار ملوي الإقليمي يرجع إلى 23 يوليو عام 1963. حيث افتتحه الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، ويضم في قاعاته الأربعة الآثار المستخرجة من مناطق تونا الجبل والأشمونيين، ويعتبر مرآة صادقة تعكس صورة ما كانت عليه هذه المنطقة في العصرين اليوناني والروماني، وكذلك بعض القطع الأثرية من عصر الدولة القديمة وعصر العمارنة. وأضاف عبد الصبور، أن المتحف يتكون من طابقين على مساحة نحو 600 متر مربع، بهما أربع قاعات عرضت بها الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية وآثار تونا الجبل والأشمونيين وتل العمارنة وآثار مصر الوسطى، وتتنوع القطع الموجودة به ما بين تماثيل حجرية وخشبية مختلفة الأحجام وغيرها من نفائس وكنوز الحضارة الفرعونية، ورغم مرور مدة كبيرة على تعرضه للسرقة فإنه لم تجر وزارة الآثار أي حصر له لمعرفة المسروقات حتى الآن. وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) والمجلس الدولي للمتاحف (آيكوم) أدانا تخريب وتدمير متحف ملوي في محافظة المنيا التي كانت مقرا لعاصمة مصر في عصر الملك إخناتون الملقب بفرعون التوحيد والذي تولى الحكم بين عامي 1379 و1362 قبل الميلاد وغير ديانة آمون إلى ديانة آتون.

مشاركة :