هاري كين (المجلة) لندن: ميساء خضرة* هداف الدوري الإنجليزي في الموسمين الماضيين بدأ في أكاديمية آرسنال ليتم الاستغناء عنه قبل انتقاله للغريم التقليدي توتنهام * استمر تأرجح اللاعب بين عدد من الأندية حتى بلغ عامه الحادي والعشرين ليسجل عودة قوية إلى صفوف فريقه في موسم 2014-2015. الحكم بالفشل من البعض في الخطوات الأولى لأي مسيرة احترافية بملاعب المستديرة لا يعني الاستسلام أو الاحتكام لواقع الحال الذي قد تحكمه عوامل يصعب تحليلها… هذا ما أثبته نجم نادي توتنهام هوتسبير والمنتخب الإنجليزي هاري إدوارد كين، الذي ولد في الثامن والعشرين من يوليو (تموز) عام 1993 في والثامستو كبرى مناطق مقاطعة والثام فوريست إحدى ضواحي شرق العاصمة الإنجليزية لندن، حيث بدأ مسيرته في سن السابعة مع الغريم التقليدي لنادي توتنهام والجار اللدود آرسنال، عندما التحق من خلال أحد كشافي الجنرز إلى أكاديمية النادي اللندني لمدة عام واحد فقط ليتم الاستغناء عنه بعد ذلك بحجة ضعف إمكانياته البدنية إلا أنه لم يقف عند هذا الحد وقرر تسجيل انطلاقة جديدة يثبت من خلالها موهبة حقيقية في سماء الكرة الإنجليزية والعالميةالبداية الحقيقية للمسيرة الاحترافية بدأ هاري كين صفحة جديدة في مسيرته الاحترافية عندما بلغ الحادية عشرة من عمره بالتحاقه بنادي توتنهام هوتسبير ليتدرج في الفئات السنية المختلفة لأحد قطبي شمال لندن حتى تم تصعيده للفريق الأول مسجلا اسمه كبديل في البداية قبل إعارته في منتصف موسم 2010-2011 إلى نادي ليتون أورينت أقدم الأندية اللندنية الذي كان يلعب حينها ضمن أندية دوري الدرجة الثانية في إنجلترا لتبدأ انطلاقته الحقيقية كما أشار رغبة منه في إثبات نفسه في تلك المباراة التي يتذكرها جيداً وأبهر من خلالها جماهير نادي ليتون بتحركاته وبحثه المتواصل عن الكرة لإثبات موقع له في تلك التجربة ليضيف أن مسيرته الكروية بدأت في تلك المباراة.مواسم الإعارة وصقل الهوية التهديفيةهاري كين يحتفل بتسجيله هدفا لفريقه توتنهام هوتسبر أمام ليفربول في ملعب ويمبلي 22 أكتوبر 2017 (غيتي) عاد المهاجم الشاب إلى ناديه الأم توتنهام مع بداية موسم 2011-2012 وشارك مع فريقه في المباريات التأهيلية للدوري الأوروبي إضافة لعدد من اللقاءات المحلية في البريميرليغ ليقرر الانتقال مجددا على سبيل الإعارة مطلع عام 2012 إلى نادي ميلوال أحد أندية الدرجة الأولى ثم ليعود مجددا في الموسم الذي يليه إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بإعارة أخرى لصفوف نادي نوريتش سيتي إلا أنه تعرض لإصابة حادة عطلت من مشواره الذي بدأ صفحة جديدة بإعارته إلى نادي ليستر سيتي في فبراير (شباط) من عام 2013، حيث كان قريبا جدا من قيادتهم إلى صفوف البريميرليغ لكنهم سقطوا في مباراة الملحق أمام نادي واتفورد. استمر تأرجح اللاعب بين عدد من الأندية على سبيل الإعارة حتى بلغ عامه الحادي والعشرين ليسجل عودة قوية إلى صفوف فريقه بموسم 2014-2015 مسجلا واحدا وعشرين هدفا في أربعة وثلاثين مباراة خاضها بقميص السبيرز ليحجز موقعا أساسيا للمرة الأولى في موسم كامل ليأتي في صدارة هدافي الموسم خلف دييغو كوستا، وسيرجيو أغويرو، وتشارلي أوستن، ليثبت أنه مهاجم هداف من العيار الثقيل وليبدأ بكتابة أسطر حافلة بالإنجازات الفردية في مسيرته الاحترافية.مواسم الحصاد بلغت الحاسة التهديفية لدى هاري كين حد التميز في الموسمين الماضيين، حيث تخطى كل المحترفين الأجانب في البريميرليغ من أصحاب الخبرة التهديفية الأطول ليتربع على عرش هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسمين الماضيين بداية بموسم 2015-2016 الذي شارك به في كل دقائق مباريات توتنهام الثمانية والثلاثين في الموسم، مسجلا خمسة وعشرين هدفا ليسهم في احتلال فريقه المركز الثالث ومقعدا في دوري أبطال أوروبا، ليعود مجددا في الموسم الماضي لتكرار ذات الإنجاز وحصد جائزة الحذاء الذهبي بعد تسجيله 29 هدفا رغم غيابه في ثماني مباريات على مستوى البريميرليغ للإصابة ليؤكد أنه الهداف الأول في إنجلترا والرقم الصعب الذي يخشاه خطوط دفاع الخصوم من الأندية والمنتخبات كذلك، حيث حجز هاري كين شارة القيادة في منتخب الأسود الثلاثة وأكد أحقيته بمركز أساسي يصعب تجاوزه في فريقه الوطني… وعلى الرغم من بدايته المتأخرة نسبيا مع الفريق الأول للمنتخب الوطني في سن الحادية والعشرين مقارنة بالهداف التاريخي حاليا لمنتخب إنجلترا وين روني بعد تدرجه بمراحل الفئات السنية للمنتخب، إلا أن توقعات المراقبين تشير إلى إمكانية تخطيه حاجز الثلاثة والخمسين هدفا الذي حققه روني بعد 119 مباراة دولية بعدما سجل بقميص المنتخب عشرة أهداف في إحدى وعشرين مباراة، مساهما بوصول إنجلترا لنهائيات كأس العالم في روسيا صيف العام القادم.خيارات المستقبل في تصريح لمجلة «المجلة»، أشار هاري كين إلى تطلعاته لتخطي حاجز الثلاثين هدفا، في الموسم الإنجليزي الحالي مع فريقه توتنهام بحثا عن مواصلة الحفاظ على لقب الحذاء الذهبي، وقبل ذلك المساهمة بصعود فريقه إلى منصات التتويج التي افتقدها نادي توتنهام، منذ تحقيقه لقب كأس رابطة المحترفين عام 2008. وذكر الهداف الأبرز للكرة الإنجليزية أنه يرغب بصناعة أسطورة تحمل اسمه في النادي الذي احتضن موهبته رغم العروض المتوقعة التي بدأت تنهال عليه، ومن أبرزها الأحاديث حول اهتمام نادي ريال مدريد الإسباني باستقطابه ليكون بديلا لمهاجمه الحالي كريم بنزيما في الموسم القادم وبلغت تلك الشائعات ذروتها بعد مواجهة الفريقين في مرحلة المجموعات للنسخة الحالية في دوري أبطال أوروبا، وفي تصريح لمدرب نادي توتنهام ماوريسيو بوكتشينو الذي ساهم بصقل موهبة كين واستثمارها كما يجب ذكر المدرب الأرجنتيني أن العقلية التي يتمتع بها مهاجمه تقترب من عقلية اللاعب الأفضل في العالم حاليا، البرتغالي كريستيانو رونالدو وأن العمل الجاد الذي يقوم به في الحصص التدريبية والمباريات التي يخوضها في مختلف المنافسات تسهم في تطوير أدائه شيئا فشيئا ليستحق الوجود ضمن قائمة أفضل اللاعبين… ورغم إعلان اللاعب المرتبط مع نادي توتنهام بعقد يمتد لعام 2022 عن رغبته بالاستمرار مع فريقه لعشرة أعوام قادمة وتطلعاته بحصد البطولات بقميص توتنهام فإن الإغراءات المالية التي قد تصل إلى مائتي مليون جنيه إسترليني القيمة الافتراضية لهاري كين حاليا قد تغير الكثير من الرؤى والتطلعات سواء للاعب أو ناديه الحالي لا سيما في ظل استمرارية تألقه ومواصلة ماكينة أهدافه التي اقتربت من حاجز المائة هدف منذ ارتدائه قميص النادي اللندني بشكل منتظم في موسم 2013-2014 ليضع اسمه ضمن قائمة أبرز هدافي العالم.هاري كين وخطيبته كاتي غودلاند خلال حضورهما حفل جوائز فيفا لكرة القدم الذي عقد في لندن بالاديوم 23 أكتوبر الماضي (غيتي).
مشاركة :