أكد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، سامي أبو زهري، اليوم الثلاثاء، أن الفلسطينيين لم يبيعوا أراضيهم لليهود، بداية القرن الماضي، كما يزعم البعض، وإنما أُخذت منهم بالقوة. جاء ذلك خلال ندوة في العاصمة التركية أنقرة، بمناسبة مرور 100 عام على وعد بلفور.و"وعد بلفور" هو الاسم الشائع للرسالة التي بعثها وزير الخارجية البريطاني الأسبق آرثر جيمس بلفور، في 2 نوفمبر 1917، إلى اللورد (اليهودي) ليونيل وولتر دي روتشيلد، ويعد فيها بأن تبذل حكومته أقصى جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وشدد أبو زهري على أن البريطانيين انتزعوا الأرض من الفلسطينيين بالقوة، وأعطوها لليهود. وتابع، "من المستحيل أن يهرب العرب (الفلسطينيون) ويتركوا أراضيهم أو يبيعونها لليهود، بل حدثت مواجهات قوية بين الجانبين". وقال إن "وعد بلفور هو أسس ضياع فلسطين، وقد سبقه دعوة القائد الفرنسي، نابليون بونابرت (1830-1893)، السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (1842-1918)، إلى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين". وزاد بأن اليهود عرضوا على السلطان عبد الحميد أن يسددوا كل الديون عن الدولة العثمانية مقابل الحصول على وطن، لكنه رفض. وعن أسباب وعد بلفور، قال أبو زهري إن "أوروبا عملت على إيجاد كيان إسرائيلي لإحداث انقسام في الأرض العربية، إضافة إلى التخلص من اليهود في الدول الأوروبية". وشدد على أن "حماس" أخذت على عاتقها تحرير مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك. ودعا الفلسطينيين إلى الاعتماد على الأمة الإسلامية لاستعادة أراضيهم، وأشاد بـ"الدور الكبير الذي تلعبه تركيا في هذا الاتجاه، ومحبة الشعب التركي لفلسطين". وبشأن المصالحة مع حركة التحرير الوطني الفلسطينية (فتح)، قال أبو زهري: "نحن في حماس معنيون بإنجاح جهود المصالحة.. جوهر الخلاف مع الإخوة في الضفة (الغربية) هو عدم تعاملهم مع قطاع غزة على أنه جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني". واعتبر أن البعض "يتعامل مع حماس على أنها ذهبت إلى المصالحة من منطق ضعف، لكن هذا وهم مطلق". ولفت إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي أعلن رفضه التعامل مع أي حكومة فلسطينية إلا بعد تنفيذ شروطه، ومنها اعتراف حماس بإسرائيل ونزع سلاحها". وختم أبو زهري كلمته: "نقول اليوم هنا في تركيا إن حماس لم ولن تعترف بإسرائيل في أي يوم من الأيام، ولا يمكن أن تتخلى عن سلاحها.. ندرك أن الظروف صعبة، ولكننا على يقين أن النصر من عند الله لهذه الأمة".;
مشاركة :