الرباط - أ ف ب، الأناضول - أكد ملك المغرب محمد السادس رفضه أي حل لقضية الصحراء الغربية «خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه ومبادرة الحكم الذاتي». وفي خطاب، ليل أول من أمس، بمناسبة الذكرى 42 لـ «المسيرة الخضراء» التي شهدت ضم المغرب الصحراء الغربية بعد انسحاب الاحتلال الإسباني العام 1975، وضع العاهل المغربي 4 ثوابت لديبلوماسية المملكة لحل قضية الصحراء، مؤكداً أن بلاده ملتزمة بـ «الانخراط في الدينامية الجديدة» التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وبالتعاون مع مبعوثه الشخصي للصحراء هورست كولر، شرط «احترام المبادئ والمرجعيات الثابتة، التي يرتكز عليها الموقف المغربي». وقال: «لا لأي حل لقضية الصحراء خارج سيادة المغرب الكاملة عليها، ومبادرة الحكم الذاتي، التي يشهد المجتمع الدولي بجديتها ومصداقيتها». وشدد على أن «الاستفادة من الدروس التي أبانت عنها التجارب السابقة، بأن المشكل لا يكمن في الوصول إلى حل، وإنما في المسار الذي يؤدي إليه، لذا يتعين على جميع الأطراف، التي بادرت إلى اختلاق هذا النزاع، أن تتحمل مسؤوليتها كاملة من أجل إيجاد حل نهائي له». وجدد «الالتزام التام بالمرجعيات التي اعتمدها مجلس الأمن، لمعالجة هذا النزاع الإقليمي المفتعل، باعتباره الهيئة الدولية الوحيدة المكلفة رعاية مسار التسوية». وأعلن «الرفض القاطع لأي تجاوز، أو محاولة للمس بالحقوق المشروعة للمغرب، وبمصالحه العليا، ولأي مقترحات متجاوزة، للانحراف بمسار التسوية عن المرجعيات المعتمدة، أو إقحام مواضيع أخرى تتم معالجتها من طرف المؤسسات المختصة». ولفت إلى أن «الصحراء كانت دائما مغربية، قبل اختلاق النزاع المفتعل حولها، وستظل مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، مهما كلفنا ذلك من تضحيات». وتابع «لن نقف مكتوفي الأيدي، في انتظار إيجاد الحل المنشود، بل سنواصل عملنا من أجل النهوض بتنمية أقاليمنا الجنوبية، وضمان الحرية والكرامة لأهلها»، مضيفاً أن «المشاريع التي أطلقناها، وتلك التي ستتبعها، ستجعل من الصحراء المغربية قطباً اقتصادياً مندمجاً، يؤهلها للقيام بدورها، كصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، وكمحور للعلاقات بين دول المنطقة». وكان نحو 350 ألف مغربي لبّوا في 6 نوفمبر 1976 نداء الملك الراحل الحسن الثاني بالسير الى الصحراء الغربية التي كانت تحت الاستعمار الاسباني للتأكيد على مغربية هذه الأرض، ومنذ ذلك الحين، يسيطر المغرب على قسم كبير من المستعمرة السابقة التي تغطي منطقة صحراوية شاسعة تبلغ مساحتها 266 ألف كلم مربع، فيما تطالب «الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب» (البوليساريو)، المدعومة من الجزائر، باستفتاء لتقرير المصير، في حين تقترح الرباط منح الصحراء الغربية حكما ذاتياً تحت سيادتها. من ناحية ثانية، يبدأ العاهل المغربي، اليوم، جولة خليجية تشمل الإمارات «في زيارة عمل وصداقة»، ومن ثم يجري زيارة رسمية إلى قطر. وأوضحت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، في بيان، أن الملك محمد السادس سيقوم بزيارة رسمية إلى قطر اعتباراً من الأحد المقبل.
مشاركة :