كثيراً ما يتخذ رجل الأمن من ذاكرته المدربة قبضة إضافية للإيقاع بالهاربين من الأحكام! وفي سياق هذه القاعدة عاد وكيل ضابط من مرتبات قصر العدل، أول من أمس، بذاكرته إلى نحو شهرين، لينجح في القبض على مواطن محكوم بالحبس 15 سنة، كان قد تمكن من الهروب لحظة النطق بالحكم في أواخر سبتمبر الماضي بعد إدانته مع ضابط يحمل رتبة كبيرة بقضية ابتزاز محققة وتلفيق تهمة. وتتمثل تفاصيل الواقعة في أن الضابط الذي حُكم عليه بالحبس خمس سنوات في القضية ذاتها أُودع السجن المركزي، بينما المواطن المحكوم بالسجن 15 سنة استطاع الفرار من قصر العدل لحظة النطق بالحكم، متوارياً عن الأنظار، تاركاً خلفه تعميمات بسرعة القبض عليه من قبل الأجهزة الأمنية التي استنفرت للبحث والتحري من المكان الذي يمكن أن يكون لاذ به. وأفاد مصدر أمني بأن «المتهم قصد المحكمة ظهر أمس لينجز معاملة خاصة به، ولم يكن ليتبادر إلى ذهنه أن ذاكرة عسكري برتبة وكيل ضابط يعمل في قصر العدل ستتحول إلى أغلال ستساعد وكيل الضابط إلى إسقاطه في شرّ أعماله، إذ لم يكد العسكري الذي كان يزاول مهام عمله يشاهد المحكوم يدخل إلى قصر العدل، حتى عادت ذاكرته بسرعة فائقة إلى لحظة وقوع الحدث الذي مضت عليه قرابة شهرين، مسترجعاً مشهد الهروب، وتأكّد أنه هو المحكوم الهارب فبادر بالإمساك به». وزاد المصدر: «بعد التدقيق على بياناته من خلال جهاز الحاسب الآلي اكتملت الرؤية، حيث تحفظ عليه الأمنيون وأحالوه إلى إدارة التنفيذ الجنائي لتنفيذ الحكم الصادر بحقه».
مشاركة :