دبي: «الخليج» شهدت ندوة الثقافة والعلوم محاضرة بعنوان «فقه العمران - إعادة اكتشاف تراثنا» للدكتور خالد عزب رئيس قطاع المشروعات في مكتبة الإسكندرية، وبحضور محمد المر رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة ود. صلاح القاسم وعبد الغفار حسين ونخبة من المهتمين والمتخصصين.قدمت للندوة الدكتورة رفيعة غباش رئيسة متحف المرأة في دبي، مؤكدة على حالة الزخم الثقافي التي تعيشها الدولة، وأضافت غباش أن مكتبة الإسكندرية من أهم المؤسسات الثقافية في الوطن العربي، ليس لما تحتويه من مخطوطات فحسب، ولكن لما لها من تراث حضاري وإنساني يشهد له الجميع، فمكتبة الإسكندرية تمثل عالماً لا محدود من الثقافة.وأكد عزب على أن للبناء والعمران في التشريع الإسلامي مفهومين، الأول: القوة: وهذه الصفة من صفات الإسلام فكل عمل يقوم به المسلم ينبغي أن يكون متقناً، والقوة أساس الإتقان، ففي المعاملات بين الناس ينبغي أن يكون العمل متقناً فمن يصنع لآخر شيئا يجب عليه أن يتقن صنعته ولا يتأتى الإتقان إلا من قوي في عمله وخبرته. الثاني: البناء للجمال: فيفترض في المسلم أن يهتم بمظهره وملبسه لأن الإسلام دين جمال، ودين طهارة، فالمسلم يعبد إلهًا واحدًا ومن أسمائه الحسنى الجميل، ويدل ما سبق على أن الجمال مطلوب في البناء والعمران كما هو مطلوب في الثياب وغيرها، وجمال البناء يبدو في تناسقه وترتيبه حسب عرف الزمان والمكان ما دام أنه محمود في ذاته وغاياته.وقد ارتبط فقه العمران بإطارين حاكمين له من الناحية الفكرية، الأول: هو السياسة الشرعية، وهي السياسة التي يتبعها الحاكم في المجال العمراني، سواء كانت تتعلق بالأمور السياسية العامة، أو بالعمران مباشرة وكلاهما يترك أثره على العمارة. وتقوم السياسة على الفاعلية الحركية للحاكم والتي يسعى من خلالها إلى تحقيق مصالح المحكومين، وتنبه فقهاء السياسة الشرعية إلى ذلك، فذكروا أن «للسلطان سلوك سياسة، وهي الحزم عندنا، ولا تقف على ما نطق به الشرع».ولفت عزب إلى أن الإطار الثاني يتمثل في فقه العمارة، والمقصود بفقه العمارة مجموعة القواعد التي ترتبت على حركية العمران نتيجة للاحتكاك بين الأفراد ورغبتهم في العمارة وما ينتج عن ذلك من تساؤلات، يجيب عنها فقهاء المسلمين، مستنبطين أحكاماً فقهية من خلال علم أصول الفقه. ويمتد ذلك إلى فقه المياه في الحضارة الإسلامية.
مشاركة :