شهدت الدقائق الـ15 الأخيرة، من مباريات دوري الخليج العربي لكرة القدم، أعلى معدلات تسجيل في الجولات السبع المنقضية من المسابقة، بنسبة قاربت 33% من عدد الأهداف. واستقبلت تلك الدقائق 42 هدفاً، من أصل 128 هدفاً شهدتها 42 مباراة جرت حتى الآن في دوري المحترفين، من بينها 11 هدفاً تم تسجيلها بعد الدقيقة 90، وخلال الوقت المُحتسب بدل الضائع. وعلّق رياضيون على هذه الإحصائية لـ«الإمارات اليوم»، مؤكدين أن قلة التركيز وضعف اللياقة البدنية وتفوق اللاعبين الأجانب والأخطاء البدائية وتقدم بعض المدافعين في السن، أهم أسباب الأهداف القاتلة. ويعد الوحدة هو أكثر فرق الدوري تسجيلاً في الدقائق الـ15 الأخيرة من المباريات، بسبعة أهداف من أصل 14 هدفاً سجلها حتى الجولة الماضية، بينما كان عجمان هو أكثر من استقبلت شباكه أهدافاً في تلك الأوقات من المباراة، سبعة أهداف من إجمالي 12 هدفاً، سُجلت في مرماه. وجاءت الدقائق الـ15 في نهاية الشوط الأول هي الأقل تسجيلاً للأهداف في تلك الأوقات من زمن المباريات، إذ شهدت تسجيل 13 هدفاً. وتم تسجيل 19 هدفاً في الربع الأول من بداية المباريات، بينما شهدت الدقائق من 15 إلى 30 تسجيل 15 هدفاً، في حين شهد الربع الأول من الشوط الثاني تسجيل 22 هدفاً، والربع الثاني تسجيل 17 هدفاً. وتفوق الشوط الثاني في عدد الأهداف المسجل، إذ شهد 81 هدفاً، بينما سُجل 47 هدفاً فقط في الشوط الأول، ومازالت الجولة الرابعة تتصدر النسبة الأعلى في عدد تسجيل الأهداف، بـ25 هدفاً، وحلت خلفها الجولة السادسة بـ24 هدفاً، ثم الجولة الأولى بـ23 هدفاً، ثم الجولة الثالثة بـ22 هدفاً، ثم الثانية بـ17 هدفاً، ومن بعدها الجولة الخامسة بتسعة أهداف، بينما كانت الجولة السابعة والأخيرة هي الأقل تسجيلاً في عدد الأهداف بثمانية أهداف فقط. وبرز الشوط الثاني للجولة الرابعة، والذي شهد تسجيل 17 هدفاً، كأعلى معدل تهديف بين هذه الأشواط في الجولات السبع. وخيم التعادل على ست مباريات، كان بطلها فريق شباب الأهلي - دبي، الذي تعادل سلباً مع الشارقة في الجولة الخامسة ومع الوحدة في الجولة السادسة، ثم مع الجزيرة في الجولة السابعة، وتبعه الشارقة في عدد المباريات السلبية إذ تعادل مع النصر في الجولة الأولى، ومع شباب الأهلي - دبي، وكان التعادل السلبي الأخير بين الظفرة وعجمان في الجولة المنقضية للدوري. من جانبه، أكد لاعب فريق الشباب والمنتخب الوطني السابق، بخيت سعد، أن حالة التركيز التي ظهر بها اللاعبون في الجولات المنقضية بالدوري بشكل عام، هي حالة تركيز «هواة»، وليست لاعبين محترفين. مضيفاً: «تسجيل كل هذه النسبة من الأهداف في الأوقات الحرجة، يؤكد ضعف حالة التركيز لدى اللاعبين، خصوصاً المدافعين، وهناك أكثر من مباراة في الجولة الأخيرة من دوري المحترفين، تؤكد أن بعض الفرق تعاني قلة التركيز بسبب تصرفات لاعبيها». وبين: «لو استعرضنا الهدف الأول، الذي سجله مهاجم الوصل ليما في شباك النصر، نجد أن تركيز المدافعين في تلك اللعبة لم يكن حاضراً، إذ ليس من المنطق أن يتركوا لاعباً بخطورة ليما دون رقابة ليتسلم ويسدد من دون مضايقة، والأمر نفسه ينطبق على هدف لاعب العين محمد أحمد في مرمى الوحدة، إذ توغل لمسافة طويلة دون تدخل من لاعبي الوحدة، ما يعني أن تركيزهم كان غائباً في تلك الدقيقة». وأضاف: «من بين السلبيات التي كشفت عنها تلك الإحصائية، هو المخزون البدني الذي دائماً يتراجع في تلك الدقائق، ويتسبب في أخطاء يستفيد منها اللاعبون المحترفون الذين هم أفضل بلاشك من الناحية البدنية ومن ناحية التركيز، ومن ناحية المهارة، فمعظم الأجانب الذين يأتون إلى الدوري الإماراتي، يتعاملون في بداية قدومهم على وجه الأخص بنظام الاحتراف الذي تعودوا عليه في الدوريات التي يأتون منها، وبعضهم ينجح في الحفاظ على مستواه، رغم نظام الحياة المختلفة من حيث المعيشة والتدريب، والذي أرى أن نظامهما خاطئ ولا يتواكب مع الاحتراف المعمول به في الدوريات المتقدمة». من ناحيته، أكد اللاعب الدولي السابق، خليل غانم، أن معظم اللاعبين المواطنين يعانون بصورة واحدة عدم توزيع الجهد على مدار الـ90 دقيقة، وهذا ما يتسبب في تراجع مستواهم في الأوقات الأخيرة من عمر المباريات وتلقي أهداف بهذه الكمية الكبيرة. وقال: «نشاهد في بداية المباريات تركيزاً عالياً من اللاعبين يتراجع تدريجياً ليصل في النهاية إلى أقل معدلاته، وهذا الأمر متعلق بانخفاض معدلات اللياقة البدنية وتفاوتها من فريق إلى آخر». مضيفاً: «في بعض الأوقات تتفوق المهارات والقدرات وكذلك عامل الخبرات، والمثال على ذلك فريق مثل عجمان، إذ أدى ست مباريات بمستويات عالية، وكان نداً قوياً للفرق التي لعب أمامها، إلا أنه لم يستطع أن يُكمل كل هذه المباريات بالقوة نفسها التي بدأ بها، لأن خبرات لاعبيه لم تساعده في الحفاظ على نسق الأداء التي ظهره عليه في بداية المباراة، وحتى أوقات متأخرة من الشوط الثاني». وبرأ خليل غانم بداية فترة الإعداد التي اشتكت ضعفها معظم الأندية، قائلاً: «لعبنا سبع جولات من بطولة الدوري، وجولتين من كأس المحترفين، ويفترض بالفرق أن تكون قد وصلت إلى قمة مستوياتها، ولكن مع الأسف الأخطاء تتكرر من جولة إلى أخرى، ما يؤكد أن العمل في بعض الأندية بحاجة إلى المراجعة والمزيد من الإتقان، لتفادي مثل هذه السلبيات التي يقعون فيها». وأشار إلى أن «أفضلية تسجيل الأهداف في الشوط الثاني مقارنة بنظيره الأول أمر طبيعي، نظراً لحالة التحفظ التي تبدأ بها الفرق المباريات، ورغبة المدربين في القراءة الجيدة لخصومهم، وتعديل بعض الأمور الفنية التي تساعد على تحسن المردود الهجومي لهم». ولفت إلى أن تفوق المحترفين الأجانب على المواطنين أمر ليس بدعة في دوري الخليج العربي، ولكنه يحدث في كل الدوريات، موضحاً: «فرق مثل برشلونة وريال مدريد وأخيراً باريس سان جيرمان لم تتفوق بتلك الصورة الكبيرة بسبب لاعبيها المحليين وإنما للفوارق التي صنعها اللاعبون القادمون من خارج تلك الدوريات، ومن الطبيعي أن يتفوق الأجانب على المواطنين، ولكن هذا الأمر يجب أن يكون بنسب بسيطة، وليس تفوقاً مطلقاً». في حين اعتبر اللاعب الدولي السابق، فهد عبدالرحمن، أن ذكاء المدربين يلعب دوراً مهماً في تغيير النتيجة، خصوصاً في الشوط الثاني. وقال: «لدينا مدربون أذكياء يتدخلون في توقيتات مهمة، سواء بعملية التغيرات أو التبديلات داخل تشكيلة الفريق، هذا الأمر يصنع الفارق لدى البعض، ويضر بالآخر، ما ينتج عنه دخول أهداف في تلك التوقيتات الصعبة». وأشار: «لو كانت هناك إحصائية عالمية عن توقيتات الأهداف في معظم الدوريات، سنجد أنها تُسجل في أول 15 دقيقة أو آخر 15 دقيقة من المباريات، وهذا أمر أتصور أن به إيجابيات أكثر من سلبيات، لكن هذا لا يخفي أن في دورينا أخطاء متكررة تحدث من اللاعبين، خصوصاً في الخط الخلفي نتيجة خلل في المنظومة الدفاعية بشكل عام، وعدم قدرة الفريق على تصحيح الأخطاء التي تحدث في الخط الخلفي، ما يتسبب في استقبال أهداف سهلة بعض الشيء». 11.5% نسبة الأهداف من ضربات الجزاء شهدت الجولات السبع 15 هدفاً من ركلات الجزاء، من أصل 128 هدفاً بنسبة 11.5%، من عدد الأهداف التي تم إحرازها منذ انطلاق الدوري. ويتصدر دبا الفجيرة، والظفرة، الأندية التي سجلت من ضربات الجزاء، إذ أحرز لاعبوهما ثماني ضربات جزاء، بواقع أربع لكل منهما، وسجل الشارقة من ثلاث ضربات جزاء، وحصل شباب الأهلي على ضربتي جزاء، وواحدة لكل من الوصل والإمارات. للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.
مشاركة :