أكد الباحث الفلكي المشرف على جمعية آفاق لعلوم الفضاء، الدكتور شرف السفياني، أن من أبرز الاقترانات التي ستحدث بأمر الله عز وجل خلال شهر نوفمبر الحالي هو الاقتران الفلكي بين كوكبي المشتري عملاق نظامنا الشمسي وثاني ألمع كواكب نظامنا الشمسي، وكوكب الزهرة ألمع الأجرام الفلكية في القبة السماوية ليلاً. وقال لـ "سبق": يُناسب أن يُطلق على هذا الاقتران "اقتران اللامعين، حيث يعدُ الكوكبان ألمع الأجرام الكونية بعد الشمس والقمر. وبيّن الفلكي السفياني أنه بإذن الله تعالى يحدث هذا الاقتران المميز فجر الاثنين 13 نوفمبر الحالي 2017 م، ويُشاهد بالعين المجردة قبيل شروق الشمس باتجاه الشرق، حيث سيظهر الكوكبان بالقرب من بعضهما بعضًا ظاهريًا يفصل بينهما قرابة نصف درجة فلكية. وأضاف: في الحقيقة أنهما يبعدان عن بعضهما ملايين الكيلومترات لكن وقوعهما على خط استقامة ليست بالتامة جعلهما يظهران بجوار بعضهما بعضًا، وتعدُ الاقترانات الفلكية بين الأجرام السماوية من أبرز الظواهر الكونية التي تحدث بأمر الله وتكرر باستمرار بصور مختلفة سواءً بين الكواكب أو بين القمر والكواكب ، أو بين القمر والنجوم ، أو بين الكواكب والنجوم وهكذا ، ويقصد بالاقتران الفلكي وقوع جِرْمَيْن سماويين أو أكثر على خط مستقيم عند النظر إليهما من الأرض، ولا يُشترط في الجسمين أن يكونا على المسافة نفسها بل جميع الاقترانات تحدث ظاهريًا للراصد من الأرض بينما في الحقيقة أن هذه الأجرام الواقعة في الظاهرة تكون بعيدةً عن بعضها بعضًا بملايين الكيلو مترات. وتابع : نحن كمسلمين نعتقد أن مثل هذه الظاهرة وغيرها ليس لها تأثير على حياة الناس أو علاقاتهم كما يفعل المنجمون عندما يقولون إن اقتران الزهرة والمشتري مثلاً يجلبان الحظ المادي. وأكد الفلكي السفياني أن ما سيُعكر صفاء الاستمتاع بمشاهدة هذا الحدث الفلكي من السعودية أمران، الأول: ارتفاع الجرمين عن الأفق لن يكون بالعالي ليسمح بمشاهدة سهلة للجميع وهذا يتطلب على من يريد مشاهدة الحدث اختيار مكان أفقه الشرقي خالٍ من السواتر سواء كانت السواتر جبالاً أو بيوتًا وخلافه حتى لا تحجب الرؤية، والأمر الآخر الذي سيعكر المشاهدة بشكلٍ أجمل هو اقتراب الشمس من الشروق وبالتالي أسفار الصباح سوف يقلل من مستوى لمعان الجرمين. وبيّن أن مثل هذا الحدث يعدُ فرصة لهواة التصوير الفلكي وخصوصًا إذا استطاعوا التقاط صورة في إطارٍ واحد تجمع الجرمين معًا، كما أنها فرصة مناسبة للمعلمين لإرشاد الطلاب إلى مشاهدة الحدث بأعينهم كنشاط لا صفي يساعد في صقل المواهب والتعليم بأدوات محسوسة، وبالذات عندما يحث المعلم طلابه على مشاهدة الحدث والبحث عن معلومات إثرائية عن الكوكبين، كما يمكن للمعلم أن يستقبل الصور من الطلاب لهذا الحدث ويستمع لمشاهداتهم المختلفة. ولفت إلى أن تبني جمعية آفاق لعلوم الفضاء نشر مثل هذه الأخبار هو من باب بث الثقافة الفلكية في المجتمع وتفتيح مدارك الناس وحثهم على التأمل والتدبر في قدرة الخالق العظيم في تسيير هذا الكون وفق نظام محكم ودقيق لا يعتريه اللخبطة أو العشوائية "وكلٌ في فلكٍ يسبحون".
مشاركة :