تمضي المملكة العربية السعودية قدماً في حربها على الفساد والقضاء عليه، إذ جمّدت البنوك السعودية أكثر من 1200 حساب مصرفي، وفيما أكدت المملكة التزامها بحماية حقوق الأفراد والكيانات الاقتصادية مؤكدة أن الشركات التابعة للمتهمين بالفساد ستواصل أنشطتها بشكل اعتيادي، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ثقته الكبيرة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان، مشيراً إلى أنّ بعض الموقوفين حلبوا ثروات بلادهم على مدى سنوات. وأكد مجلس الشؤون الاقتصادية أن حكومة المملكة العربية السعودية ملتزمة بحماية حقوق الأفراد والمؤسسات والشركات. وأعلن أن الشركات التابعة للمتهمين بالفساد ستواصل أنشطتها بشكل اعتيادي. وكلف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال ترؤسه مجلس الشؤون الاقتصادية، أمس، الوزراء المعنيين باتخاذ كل ما يلزم لتمكين الشركات المملوكة كلياً أو جزئياً للأفراد الموقوفين من مواصلة كافة أنشطتها. وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن المجلس استعرض «عدداً من الموضوعات الاقتصادية والتنموية، وعلى رأسها مقتضى الأمر الملكي الكريم بتشكيل لجنة عليا لحصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام، واستدعاء عدد من الأشخاص للاستجواب والتحقيق». وأوضح المجلس أن «تعزيز النزاهة ومنع هدر المال العام يصب في مصلحة النمو المستدام للاقتصاد الوطني، ويزيد من عدالة الفرص بين منشآت القطاع الخاص والشركات والمؤسسات المحلية والأجنبية، وأن تلك الإجراءات التي اتخذتها الدولة ذات أهمية في ضمان الاستقرار وحماية الفرص الاستثمارية، وتحقيق المناخ العادل لكل المستثمرين المحليين والدوليين». وأكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «ملتزمة التزاماً تاماً بحماية حقوق الأفراد والمؤسسات الخاصة والشركات الوطنية ومتعددة الجنسيات داخل وخارج المملكة، بما في ذلك القطاعات التجارية والمالية والاقتصادية المملوكة جزئياً أو كلياً لبعض المتهمين والموقوفين». وكلف ولي العهد «الوزراء المعنيين باتخاذ كل ما يلزم لتمكين الشركاء والإدارات التنفيذية في تلك الشركات والمؤسسات من مواصلة أنشطتها الاقتصادية ومشروعاتها ومعاملاتها المالية والإدارية في ضوء أنظمتها ولوائحها الداخلية والمحافظة على حقوق كافة الأطراف ذوي العلاقة». ونوه المجلس بأن «استمرار عمل تلك الكيانات يشكل دعماً للاقتصاد الوطني، ويحافظ على جاذبية المناخ الاستثماري بالمملكة، ويسهم في خلق فرص وظيفية، بما يعزز حماية الحقوق ويضمن التنافس العادل». تجميد حسابات على صعيد متصل، قال مصرفيون ومحامون، إن البنوك السعودية جمّدت أكثر من 1200 حساب مصرفي لأفراد، وشركات، في المملكة في إطار الحملة على الفساد، تنفيذاً لقرارات البنك المركزي. وكشف مصرفي في المنطقة، طلب التحفظ على هويته لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام، أنّ البنك المركزي السعودي يوسّع منذ الأحد الماضي قائمة الحسابات التي يُلزم البنوك بتجميدها، على أساس كل ساعة تقريباً. ولم يذكر المصدر أسماء الشركات المعنية، إلّا أنّه قال إنها تشمل شركات مدرجة، وأخرى غير مُدرجة، في قطاعات شتى. وأكّد أحد المصرفيين لوكالة رويترز، أنّ البنك المركزي، طمأن البنوك الأجنبية هذا الأسبوع، وأكد أنّ تجميد الحسابات يستهدف أفراداً، وأن الشركات المرتبطة بهم لن تتضرر. حلب ثروات بدوره، أعلن الرئيس الأميركي، أنّ لديه ثقة كبيرة بحملة مكافحة الفساد التي أطلقتها السعودية. وقال في تغريدة على موقع «تويتر»، «لدي ثقة كبيرة بالملك سلمان وبولي العهد السعودي، فهما يدركان بالضبط ما الذي يفعلانه»، مؤكداً أنّ بعضاً من الموقوفين حلبوا ثروات بلدهم على مدى سنوات. تثمين إجراءات على صعيد متصل، ثمّن مجلس الوزراء السعودي، أوامر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لحصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام. وأكّد المجلس أن هذا الأمر الكريم يأتي انطلاقاً من مسؤوليته تجاه الوطن والمواطن، واستشعاراً لخطورة الفساد وآثاره السيئة على الدولة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وأمنياً. وأشار مجلس الوزراء إلى أنّ الأمر الملكي سيعزّز برامج التنمية الوطنية المستدامة، ويكرس المنهج الإصلاحي الذي تتبناه حكومة خادم الحرمين الشريفين في اجتثاث الفساد، ويسهم في تعزيز المنظومة الرقابية ومبادئ الحوكمة والمحاسبة والعدالة، وحماية حقوق الأفراد والشركات، بما يدفع عجلة التنمية الوطنية ويعزّز الاقتصاد ويحفز الاستثمار في بيئة صحية عادلة، وكل ذلك سيصب في ضمان حقوق الدولة وحماية المال العام. قرقاش: التقارير الغربية بشأن السعودية مضطربة أكّد وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي د. أنور قرقاش، أنّ العديد من التقارير الغربية التي تتناول المملكة العربية السعودية هذه الأيام مضطربة ومتسرعة، وأنّ بعضها كاذب. وشدّد معالي د. أنور قرقاش على أنّ بلاد الحرمين مطمئنة في توجهها واثقة في اتجاهها. وقال معالي د. أنور قرقاش في تغريدة على موقع «تويتر»: «العديد من التقارير الغربية التي تتناول السعودية هذه الأيام مضطربة ومتسرعة وبعضها كاذب، بلاد الحرمين مطمئنة في توجهها واثقة في اتجاهها».
مشاركة :