أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موعد انعقاد مؤتمر «الحوار الوطني السوري» سيعلن قريباً والتحضيرات له جارية بالتنسيق مع الأطراف السورية والدولية. وذكر لافروف، خلال مؤتمر صحافي أمس في موسكو مع نظيره الموريتاني إسلكو ولد أحمد إزيد بيه، رداً على سؤال حول صدقية أنباء عن تأجيل المؤتمر، أن هذا المؤتمر «لا يمكن أحداً تأجيله لأن موعد انعقاده لم يعلن رسمياً بعد». وزاد: «نعمل الآن على تنسيق أجندة المؤتمر والمواعيد وغيرها من المسائل المتعلقة بتنظيمه مع شركائنا في مفاوضات آستانة، وبالدرجة الأولى تركيا وإيران». وشدد لافروق على أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا على اتصال وثيق مع الطرف الروسي في مسألة تحضير المؤتمر المقبل، مشيراً إلى أهمية التنسيق مع الشركاء الإقليميين في هذا الموضوع. وأضاف «نأمل بأن يسهم عقد المؤتمر والعمل الذي انطلق الآن في تفعيل دور الأمم المتحدة أيضاً، ولا يزال المبعوث الخاص ستيفان دي ميستورا على اتصال وثيق معنا، وهو مطلع على سير العمل الجاري من أجل تحضير الفاعلية، وكذلك شركاؤنا في أوروبا والولايات المتحدة وأيضاً في المنطقة، وهذا أمر مهم». وأوضح لافروف أن موسكو تطلع شركاءها الدوليين، وبخاصة دول الخليج وتركيا وإيران، على الخطوات المتخذة في هذا المجال وردود الأفعال من قبل المدعوين، والمسائل الواجب تحضيرها كي يكون المؤتمر مثمراً ويساعد على المضي قدماً في إطلاق الإصلاح الدستوري وتحضير الانتخابات الجديدة في البلاد. وأشاد لافروف بردود الأفعال الإيجابية من قبل المدعوين للمشاركة في المؤتمر، مشيراً في الوقت ذاته إلى وجود أطراف في المعارضة ترفض عقده. وتابع موضحاً: «الاتصالات مستمرة مع جميع القوى السورية، سواء كانت الحكومة أو الفصائل المعارضة داخل البلاد أو خارجها، وردود الأفعال إيجابية إلى حد كبير، لكن بطبيعة الحال، هناك من يرفض قطعياً التفاوض مع الحكومة، مطالباً من جديد بتغيير السلطة». وأشار إلى أن هذه الدعوات تأتي، بالدرجة الأولى، من قبل المعارضة الخارجية. وذكر وزير الخارجية الروسي أن أهمية العملية السياسية في سورية تتزايد في وقت تشرف فيه الحرب على الإرهاب داخل البلاد على النهاية. وحذر لافروف المجتمع الدولي من التوقف عن دعم المساعي المبذولة في هذا المجال، مشدداً على ضرورة تفعيل الجهود بزخم بغية تهيئة الظروف الملائمة لإطلاق حوار شامل بين السوريين. وبحث لافروف أمس، مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، هاتفياً، التطورات الأخيرة للأزمة السورية. وأصدرت الخارجية الروسية بياناً بهذا الصدد قالت فيه إن المحادثات «تناولت القضايا الملحة للتعاون الثنائي في الساحة الدولية، في ظل نتائج زيارة العمل التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى طهران، يوم 1 تشرين الثاني (نوفمبر)» الحالي. وأوضح البيان أن «الوزيرين تبادلا آراءهما في شأن عملية التسوية السورية». في موازاة ذلك، أعلنت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي أن القوات الروسية في سورية اختبرت عملياً كل أنواع الأسلحة الحديثة. وقال رئيس الأركان العامة الروسية، فاليري غيراسيموف، في اجتماع لهيئة الرئاسة بوزارة الدفاع الروسية أمس، إن القوات الروسية قامت خلال عملياتها في سورية باختبار صواريخ مجنحة بحرية وجوية وأحدث الطائرات والمروحيات وصواريخ جوية حديثة ومنظومات استطلاعية وغيرها من أنواع الأسلحة. وأكد المسؤول العسكري الروسي أن «استخدام وسائل استطلاعية قتالية على أساس منظومات استطلاع وإدارة واتصالات على نطاق واسع سمح بتطبيق مبدأ «هدف واحد– قنبلة واحدة». وقال غيراسيموف إن قصف مواقع «داعش» جرى حسب بعد المناطق المستهدفة، فالمناطق الواقعة على بعد حتى 4 آلاف كلم تم استهدافها بصواريخ مجنحة بحرية من نوع «كاليبر» وصواريخ بحرية من نوع «X-101» وقاذفات بعيدة المدى من نوع «تو- 22 ام 3». وأضاف أن قاذفات من نوع «سو- 24» ومقاتلات من نوع «سو-33 « زودت بمنظومات حسابية عالية الدقة استخدمت في استهداف المناطق الواقعة على بعد حتى 500 كلم. وأشار إلى أن استهداف المناطق القريبة تم باستخدام منظومات استطلاع واتصالات من نوع «ستريليتس» وقاذفات من طراز «سو- 24 ام».
مشاركة :