باحثون يؤكدون أن الأغنام مخلوقات اجتماعية تستطيع التعرف بلا مشاكل على أعضاء آخرين داخل نفس القطيع وكذلك على البشر الذين يتعاملون معها.العرب [نُشر في 2017/11/08، العدد: 10806، ص(24)]الأغنام لديها قدرات متقدمة على التعرف على الأوجه لندن - قال باحثون من بريطانيا إن الخراف تمتلك القدرة على التعرف على الوجوه في الصور بنسبة كبيرة وإنها تعرفت على سبيل المثال على صور للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والممثلة إيما واتسون وصورة راعيتها. كما أن النعاج قادرة على التعرف على هذه الصور أيضا عندما تكون قد التقطت من زوايا، واستطاعت حسب الباحثين التعرف على ثلثي الصور التي التقطت من زوايا. وقال الباحثون تحت إشراف جنيفر مورتون من جامعة كامبريدج البريطانية في دراستهم التي نشرت الثلاثاء في مجلة أوبن جورنال التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا “تدل دراستنا على أن الأغنام لديها قدرات متقدمة على التعرف على الأوجه وأن هذه القدرات تشبه قدرات البشر والقردة”. وأوضح الباحثون أن الأغنام مخلوقات اجتماعية تستطيع التعرف بلا مشاكل على أعضاء آخرين داخل نفس القطيع وكذلك على البشر الذين يتعاملون معها. واعتمد فريق الباحثين في دراسته على صالة تدريب خاصة حيث أدخلت ثمانية أغنام بشكل عشوائي في صالة وعرض عليها صورا على شاشة الكمبيوتر. وكانت الأغنام أثناء مرحلة التدريب تحصل على غذاء شهي عندما تختار الصورة الصحيحة وتسمع صفارة عالية ولا تحصل على شيء عندما لا تصيب الهدف. وتعرفت الأغنام بهذه الطريقة على صور الممثلة إيما واتسون والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والممثلة جاك جيلينهول ومذيعة قناة بي بي سي فيونا بروس. وحدث ذلك في البداية بالمقارنة مع الصور الموجودة على شاشة أبيض وأسود ثم من خلال المقارنة بجسم شبيه بالرأس مثل كشاف الحظيرة. أما خلال الاختبار نفسه فكان على الأغنام اختيار وجوه المشاهير من بين صورتين بشريتين وكانت الصورة الثانية لوجه غريب شبيه بالوجه الأول. وكان اختيار الأغنام صحيحا في ثمان من عشر صور التقطت من الأمام مباشرة، حيث تعرفت الأغنام في 66 بالمئة من الاختبارات على صورة الممثلة واتسون وأوباما وغيرهما، بل واستطاعت ذلك عندما كانت الصور بشكل نصفي غير معروف للأغنام. كما اختارت الحيوانات وبعفوية الصورة الصحيحة لوجه الشخص الذي يقوم على رعايتها رغم أنها رأته سابقا بشكل حي فقط ولم تر صورته. ومن المهم هنا أن نعرف أن الأغنام لا تنتمي لسلالة تعرف بعيشها بالقرب من الإنسان أو بأنها أليفة بشكل خاص، وهي سلالة أغنام ويلز الجبلية والمعروفة بقدرتها على العيش اعتمادا على نفسها دون دعم بشري في ظروف طبيعية قاسية. وكانت دراسة قد أشارت بالفعل عام 2001 إلى القدرات المذهلة للأغنام على التعرف على الوجوه البشرية، وهي الدراسة التي انطلق منها فريق الباحثين في كامبريدج ووسعها لأهداف من بينها دراسة تأثيرات داء هنتنجتون على المخ لدى الخراف المعدلة وراثيا. ويترافق هذا المرض التنكسي العصبي لدى البشر مع عدة أعراض من بينها تراجع القدرة على التعرف على الوجوه مرة أخرى. ويمكن للأغنام التعرف على الوجوه البشرية الفردية، وتذكرها لسنوات طويلة، بالإضافة إلى أنه يمكنها التفريق بين الحالات العاطفية من خلال خصائص الوجه.
مشاركة :