الائتلاف الحكومي قائم رغم استقالة الحريري بنظر بري

  • 11/8/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الأربعاء أن الحكومة لا تزال قائمة رغم استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري المفاجئة. وأضاف بري في بيان لمكتبه الإعلامي أن الاستقالة التي أعلنها الحريري من السعودية "بهذا الشكل، لن تغير من كامل أوصاف الحكومة". ولفت إلى أن "اللبنانيين رغم كل الأزمات التي واجهتهم استطاعوا تجاوز كل الصعاب متسلحين بوحدتهم وتحصين ساحتهم الداخلية". وقال إن "ما يواجهنا اليوم يفترض منا جميعا أن نحصن هذه الوحدة". وكان بري استقبل في اطار لقاء الأربعاء عددا من النواب كما استقبل لاحقا السفير الفرنسي لدى بيروت برونو فوشيه واستعرض معه الأوضاع في لبنان والمنطقة. والسبت الماضي، أعلن الحريري استقالته أثناء زيارة للسعودية، قائلا في خطاب متلفز إنه يعتقد بوجود "مخطط لاغتياله". وأرجع قراره إلى "مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه بعد تمكن حزب الله من فرض أمر واقع بقوة سلاحه". وفي أعقاب ذلك قال الرئيس اللبناني ميشال عون إنه لن يقبل استقالة الحريري حتى يعود إلى لبنان ليفسر موقفه. وجدد الاتحاد الأوروبي الأربعاء مساندته لاستقرار لبنان ووحدته بعد الأزمة التي فجرتها استقالة الحريري وذلك بعدما أعلنت الولايات المتحدة مساندتها للحكومة اللبنانية التي اتهمتها السعودية بإعلان الحرب عليها. وتختلف بيانات التأييد للبنان التي أعلنها سفراء الاتحاد الأوروبي الأربعاء ووزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء اختلافا حادا عن موقف السعودية التي وضعت لبنان بكامله في سلة واحدة مع جماعة حزب الله المدعومة من إيران كطرف معاد لها. ودخل لبنان في أزمة حادة منذ أن أعلن الحريري المتحالف مع الرياض، استقالته السبت في كلمة ألقاها من السعودية اتهم فيها حزب الله وإيران بإثارة الفتنة في العالم العربي. وأثارت الملابسات المحيطة بالاستقالة المفاجئة تكهنات في لبنان بأن الحريري ربما أجبر على الاستقالة واحتجز في إطار حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد في السعودية حيث جمعت أسرته ثروتها، وهي ادعاءات روج لها حزب الله. لكن السعودية نفت نفيا قاطعا صحة تلك الادعاءات، مضيفة أن الحريري استقال لأن حزب الله أصبح هو المهيمن على الحكومة. وأعادت الخطوة لبنان إلى واجهة الصراع في الشرق الأوسط بين السعودية وإيران والذي ظهر كذلك في سوريا والعراق والبحرين واليمن. ودعا سفراء الاتحاد الأوروبي في بيان كافة الأطراف إلى "مواصلة الحوار البناء" والعمل على تعزيز المؤسسات اللبنانية والإعداد للانتخابات البرلمانية في بداية 2018 التزاما بالدستور. والثلاثاء قالت وزارة الخارجية الأميركية إن لبنان شريك قوي للولايات المتحدة. وقالت هيذر نويرت المتحدثة باسم الوزارة "الولايات المتحدة تدعم بقوة المؤسسات الشرعية في دولة لبنان". وأضافت "نتوقع من جميع أعضاء المجتمع الدولي احترام هذه المؤسسات وسيادة لبنان واستقلاله السياسي". وتصنف الولايات المتحدة حزب الله جماعة إرهابية، لكنها راع رئيسي للجيش اللبناني الذي يتلقى الدعم من بريطانيا أيضا. وتلقى لبنان مساعدات غربية كبيرة كذلك لمساعدته على استضافة 1.5 مليون لاجئ سوري أي ما يعادل ربع عدد سكانه. وحزب الله الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني في العام 1982 هو أقوى جماعة في لبنان إذ يفوق تسلحيه تسليح الجيش الوطني كما أنه يتمتع بنفوذ كبير في الحكومة. ولم يرد حزب الله أو الحكومة اللبنانية على الاتهامات التي وجهها وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان بأن لبنان وحزب الله أعلنا الحرب على المملكة. ورفض الرئيس ميشال عون المتحالف مع حزب الله والذي تولى السلطة العام الماضي، قبول استقالة الحريري قائلا إنه يريده أولا أن يعود إلى لبنان ليجتمع معه شخصيا ليفهم منه أسباب استقالته.

مشاركة :