وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إلى بروكسل الأربعاء حيث يجري مشاورات لمدة يومين حول ملفات ساخنة مثل أفغانستان وكوريا الشمالية وروسيا وسوريا مع نظرائه من حلف شمال الأطلسي ثم مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي يحارب تنظيم الدولة الاسلامية. ومن المقرر أن يلتقي ماتيس بعد ظهر الخميس في مقر الحلف الأطلسي نحو 60 وزيرا وممثلا عن الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية من أجل تقييم الوضع بالنسبة إلى الحملة العسكرية في سوريا والعراق. وقال ماتيس لصحافيين على متن الطائرة في طريقه إلى أوروبا إنه بعد استعادة السيطرة على الموصل في العراق والرقة، أبرز معاقل التنظيم في سوريا حان الوقت للتفكير في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة الاسلامية. وأوضح أن "غالبية الأسئلة التي تُطرح علي الآن تتعلق في المرحلة التالية إذ لم يعد الأمر يتعلق بـ: هل سنوقف توسع تنظيم الدولة الاسلامية ونتغلب عليه بل ماذا سيحصل بعدها؟". وتدعم دول الغرب المفاوضات من أجل تسوية النزاع في سوريا والتي تتم تحت اشراف الأمم المتحدة في جنيف، فيما تقود ايران وروسيا حليفتا النظام السوري وتركيا المتحالفة مع فصائل مقاتلة، محادثات في استانا تركز على الوضع الأمني. وخسر تنظيم الدولة الإسلامية الذي لم يتم اشراكه أبدا في هذه المحادثات ويصنف "ارهابيا"، غالبية الأراضي التي سيطر عليها في سوريا. ويقتصر وجوده على منطقة محدودة في محافظة دير الزور تقع فيها مدينة البوكمال، آخر المدن التي يسيطر عليها في سوريا، فضلا عن جيوب أخرى صغيرة ومتفرقة. وأعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الثلاثاء أنه تم "تحرير غالبية الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية"، مضيفا "لكننا مدركون أن ذلك ليس معناه انتهاء الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية لأنه لا يزال يشكل تهديدا شاملا، فنحن نراه في شوارعنا حيث يخطط ويجند لشن هجمات". من المقرر أيضا أن يلتقي ماتيس في بروكسل نظيره التركي نور الدين جانكلي. وتشهد العلاقات بين تركيا وواشنطن توترا نتيجة الخلافات حول قيام الولايات المتحدة بتدريب وحدات حماية الشعب الكردية وتزويدها بالأسلحة ضد تنظيم الدولة الإسلامية فيما تعتبرها أنقرة مجموعة "ارهابية". وتأتي زيارة ماتيس إلى بروكسل في وقت يقوم فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بجولة طويلة في آسيا وعلى خلفية تصعيد في التوتر مع كوريا الشمالية منذ الصيف بعد قيامها بتجارب صاروخية ونووية. وسيكون "التهديد العالمي" الذي يشكله نظام كيم جونغ اون بحسب قول ترامب، في صلب لقاء على مائدة العشاء يحضره ماتيس ونظراؤه الـ28 في مقر الحلف في بروكسل. وقال الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبورغ الأربعاء إن "كل الحلفاء اتفقوا على ضرورة ممارسة ضغوط قوية على كوريا الشمالية حول سلوكها المتهور". كما سيتم التباحث حول روسيا التي تراجعت العلاقات معها إلى أدنى مستوى بسبب الأزمة الأوكرانية وتواجه اتهامات بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة لصالح ترامب. ودعيت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أيضا لحضور العشاء. من المقرر أن يعلن وزراء دفاع الحلف الخميس تعزيز مهمتهم "الدعم الحازم" في أفغانستان التي تعد حاليا 13 ألف جندي في مبادرة تهدف إلى دعم "الاستراتيجية الجديدة" التي أعلنها ترامب في هذا البلد. ومن المفترض أن تساهم الولايات المتحدة في المهمة بـ2800 جندي إضافي على أن تكون حصة شركائها نحو 700 جندي إضافي، بحسب مصادر دبلوماسية. وكانت واشنطن طلبت من شركائها ارسال نحو ألف جندي اضافي إلى أفغانستان حيث تصّعد حركة طالبان من وتيرة هجماتها ضد الجيش واعتداءاتها بما في ذلك في العاصمة كابول. وبعدما دعا ترامب لمدة طويلة إلى الانسحاب من أفغانستان، تم اتخاذ القرار بشأن السياسة الأميركية الجديدة في اغسطس/اب بعد تقييم طويل للوضع على الأرض حيث يسيطر متمردو طالبان على مساحات متزايدة من الأراضي باتت تقارب 40 بالمئة من مساحة البلاد.
مشاركة :