كيف تنام قرير العين؟

  • 11/9/2017
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

– تشاجرت معه، شتمته وكدت أقتله. – من؟ – زوجي – لماذا؟ – خانني – هل رأيته؟ – نعم، في الحلم. كدت أن أقتلها أنا، لكني حاولت أن أفهم مشكلتها. تقول: تشاجرنا على أمر بسيط يخص الأولاد قبل أن ننام، تفاقمت المشكلة وعلا صراخنا. رفضت الصلح، رغم تنبيهات أمي منذ عشرين سنة، «لا تنامي وأنت غاضبة من زوجك، ولا تدعيه ينام غاضبا منك». دخلت فراشي في قمة التوتر، حاولت أن أنام، بداية فشلت، ثم بعد مدة غفوت، وليتني لم أفعل. قضيت ليلتي، وأنا أتخانق مع اللحاف والمخدة ومع نفسي، أصحو متعرقة، متوترة، وأعود للنوم لأواصل الحفلة، إلى أن رأيته يخونني في المنام. كنت في حفرة عميقة أحاول الخروج منها، وأقنع نفسي أن هذا مجرّد حلم، لكني لم أستطع. قمت من نومي بهذا المزاج «الزفت» وكل ما أود فعله هو قتله. توجّهت لها بالكلام وأنا أغالب الضحك: بداية فلنعترف بأنك مجنونة. ما ذنب الرجل بأحلامك؟ إن رأيته يخونك فهذا ذنبك، وليس ذنبه. فكيف تحاسبينه على جرم لم يرتكبه، بل ارتكبتِه أنت في خيالك؟ ثم تأكيداً لنصيحة أمك ما حصل معك هو نتيجة نومك وأنت غاضبة. فكل الناس يعرفون أنه لا يجب التوجه إلى الفراش وأنت متوترة، فهذا الامر لن يؤثر في علاقتك بزوجك فقط، بل في نومك وصحتك. فالدراسات تؤكد أن مشاعر الغضب تؤدي إلى زيادة نشاط القلب والأوعية الدموية، مما يجعل من الصعب أن تغفي، وإن غفوت تقوم ذاكرتك بتخزين كل ما مررت به من أفكار سيئة ومشاعر سلبية، وتعود لتضخها لك في الحلم، الأمر الذي سيؤثر في صحتك النفسية والبدنية، ويعكّر صفو حياتك العائلية. بيد أن موضوع قلة وسوء النوم لا يقتصر على المشاحنات الزوجية والمشاكل العائلية، إذ تقول الدراسات إن الأشخاص الذين ينامون مباشرة بعد قراءة أخبار مزعجة، أو رؤية حوادث بشعة، تتخزن في أذهانهم صور عنها، بالإضافة الى المشاعر السلبية التي صاحبتها، مما يجعل النوم أكثر صعوبة، وأقل راحة، وبالتالي يصحون في اليوم التالي متعبين جسديا وبمزاج سيئ نفسيا. إذاً، ما علينا فعله هو محاولة الابتعاد عن التوتّر والغضب قبل النوم، تجنّب المشاحنات الزوجية وانتقاء مواضيع لطيفة للحديث عنها مع العائلة مساء. وبالنسبة الى من يعيش في منطقتنا، التي تغلي على صفيح ساخن، وخاصة هذه الأيام، علينا إلغاء المحطات الإخبارية من قنواتنا التلفزيونية، رمي كل الصحف في سلة المهملات، حذف كل وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت بؤرا للمشاكل والتوتر والصراعات، وإلغاء «الواتس أب» من هواتفنا، حتى لا تصل الينا إشاعات الأمهات التي يرسلونها لنا ليلا ونهارا. الأهم من كل ما سبق، الامتناع عن مناقشة أي قضايا إقليمية سياسية، واستبدالها بالغناء والرقص.. عندها ربما نستطيع أن ننام قريري العين، ونصحو في اليوم التالي من دون التخطيط لجريمة. دلع المفتيD.moufti@gmail.comdalaaalmoufti@

مشاركة :