قبل أن تصل إليه الكرة يكون قد انتهى من تحديد هدفه وهنا لا يحتاج للنظر إلى حارس المرمى؛ الذي يقف مشلولا فاشلا في التصدى لتسديدته. الأمر أكبر من مجرد امتلاكه لقدم يسرى يراها زين الدين زيدان بأنها الأكثر دقة على المرمى بعد ليونيل ميسي. عَرف ماركو أسينسيو عن نفسه في لقائه الأول مع ريال مدريد بأنه مسدد جيد خلال مباراة إشبيلية في بطولة السوبر الأوروبي. ولم يكتف بذلك فحسب بل بات يستعرض خصائصه العديدة في كل فرصة يحصل عليها مع الفريق. قال أسينسيو إن زيدان مدرب ريال مدريد أخبره أنه يمتلك قدم يسرى لديه دقة قريبة مثل دقيقة ميسي نجم برشلونة. ويبدو وأن أسينسيو لا يمتلك دقة ميسي فقط، بل بات يسجل مثله أيضا. لا خلاف على دقة قدم أسينسيو اليسرى وقدرته على وضع الكرة في المرمى وكأنه يضعها بيده، لكن الأمر لا يدور فقط حول الدقة. كيف؟ يوفر أسينسيو لنفسه الحصول على وقت كافي قبل تسديد الكرة لكي تخرج بأكثر دقة ممكنة، وذلك بالسطيرة على الكرة بأكثر عدد ممكن من اللمسات مع بقاء يبقى رأسه عاليا لكي يرى المشهد جيدا، وهذا ما يتيح له الوصول للمكان المناسب لتسديد؛ مستخدما مهاراته في الحفاظ على الكرة الأمر تماما مثل ميسي. هدفه أمام فالنسيا مثال على ذلك. طريقة فتح أسينسيو مرمى فالنسيا للتسديد قريبة من ما يفعله ميسي قبل التسديد من منطقة الجزاء. كذلك يسخر أسينسيو مهاراته لتواجد في موقف يتيح له خيارات عديدة للتصرف في الكرة قبل أن يختار خيار التسديد. هذا الهدف في مرمى منتخب مقدونيا خلال بطولة أوروبا للشباب دون 21 عاما مثال جيد لشرح تلك الخدعة. كان لأسينسيو أكثر من قرار لاتخاذه -وهذا جاء بمساعدة زملائه بفضل تحركاتهم- سواء بالتمرير لساندرو راميريز أقصى اليسار لينفرد بالحارس أو بالتمرير لتياجو ألكانترا المنطلق خلف المدافع في اليمين أو حتى لعب الكرة لهيكتور بيلليرين المتسلل بين قلبي الدفاع لكنه فضل أن يصوب. حتى في قرار التصويب كان لديه أكثر من خيار، سواء بوضع الكرة بأريحية على يمين الحارس في الزواية البعيدة أو التسديد بقوة في الزواية الضيقة وهو ما اختاره أسينسيو. ويعد عنصر المفاجأة هو سلاح أسينسيو الفتاك، وهنا يمزج صاحب الـ21 عاما بين الدقة والقوة قبل التسديد، كيف؟ حين يقرر أسينسيو أن يصوب من مسافة بعيدة وبقوة، مثلما سجل في إشبيلية في السوبر الأوروبي وفي برشلونة ذهابا وإيابا في سوبر الإسباني وفي لاس بالماس في الدوري؛ لا يرتكز أسينسيو على قدمه اليمنى أثناء التصويب وهذا ما يضيف قوة أكثر لقدمه أثناء التسديد لتخرج الكرة بقوة أكبر. وإذا فضل أسينسيو أن يصوب الكرة معتمدا على دقته و"ركنها" في المرمى فإنه يرتكز على قدمه اليمنى حتى تضيف له المزيد من التوازن أثناء التصويب. تسجيل الأهداف من تسديدات قوية أو متقنة من خارج حدود منطقة الجزاء أو من حافة المنطقة لا يعد سمة أسينسيو الوحيدة. استعرض أسينسيو مهاراته خلال التسجيل في مرمى بايرن ميونيخ في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي وفضل أن يراوغ دفاع الفريق الألماني قبل أن يضع الكرة بكل سهولة في مرمى مانويل نوير. نسخة قريبة من هدف ميسي في ريال مدريد في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2010-2011. ومثلما فعل أسينسيو وهو يسجل ف بايرن مقل ما فعله ميسي، كرر ما فعله ميسي في مرمى سرقسطة عام 2010 حينما سجل في شباك مقدونيا ببطولة أوروبا للشباب الصيف الماضي. مراوغة المدافع لفتح مساحة لتسديد بالقدم اليسرى كان القرار المشترك –فقط- بين الثنائي في الهدفين.
مشاركة :