قال الكاتب والمحلل ريتشارد سيلفرشتاين إنه على مدار الساعات الماضية، قرعت طبول الحرب في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الرياض أثارت أزمات داخلية وخارجية تسمح لولي العهد بتحقيق رؤيته وأهدافه مستعيناً بتحالفه مع إسرائيل.وأضاف الكاتب في مقال نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، أن بن سلمان بعد خسارته في اليمن وسوريا، يبدو أنه على استعداد لمحاولة ثالثة، بتحويل لبنان إلى ملعب للسياسة. ويبدو أنه حريص على تصعيد الصراع مع إيران. ويبدو أنه مثل حليفه الجديد، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مستعد لاستغلال العداء مع عدو أجنبي لتعزيز مكانته داخل المملكة. ولفت الكاتب إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أرسلت الاثنين رسالة عاجلة، إلى جميع الدبلوماسيين تطالبهم بموقف مؤيد للسعودية بشأن استقالة الحريري. وهذا في رأي الكاتب يدل على أن إسرائيل والمملكة العربية السعودية تطوران علاقتهما الخفية، ويمكن أن تشكل هاتان الدولتان، إلى جانب قوتهما العسكرية وثرواتهما النفطية معاً، تحالفاً قابلاً للاشتعال في المنطقة. وتابع الكاتب القول إن بن سلمان تعلم أيضاً درساً آخر من إسرائيل: إنه لا جدوى من طلب المساعدة من القوى الخارجية في شن مثل هذه الصراعات. ورأى أن نتنياهو يمضي سنوات دون جدوى في التسول لرئيسين أميركيين للانضمام إليه في مغامرة عسكرية تهاجم إيران. ورأى أن تحالفه الجديد مع السعودية قد يشكل الدفعة العسكرية التي يحتاجها لصياغة سلسلة ناجحة من الهجمات على الأعداء الإقليميين. وأشار إلى أن السعوديين والإسرائيليين غضبوا بسبب الاتفاق النووي الإيراني السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي تم التفاوض عليه على الرغم من معارضة نتنياهو الصاخبة، والذي حرم السعوديين والإسرائيليين من بطاقة شن الهجمات. وكان نتنياهو قد لعب بهذه البطاقة منذ سنوات في مواجهة البرنامج النووي الإيراني المزعوم. ولفت إلى أنه قبل سنوات قليلة، انضم نتنياهو إلى السعودية للتدخل في سوريا، ومهاجمة المنشآت العسكرية المرتبطة بإيران أو حزب الله. وقد اتبع هذه السياسة كوسيلة للردع، لتقليل الترسانة المتاحة لحزب الله خلال الحرب المقبلة مع إسرائيل. ولكن مع انهيار الحرب الأهلية وفشل الوكلاء السعوديين الإسرائيليين، لم يعد بإمكان نتنياهو أن يعرض على الناخبين الإسرائيليين «البعبع» السوري، ولديه أربع فضائح فساد كبرى وهو بحاجة ماسة إلى إلهاء، والحرب ضد لبنان ورقة ستوحد الإسرائيليين لفترة طويلة حتى يتم نسيان التهم الموجهة إليه. ورأى الكاتب أنه سيكون هناك اختلاف كبير في هذه الحرب القادمة: المملكة العربية السعودية ستنضم إلى هذه المعركة لتهديد إيران، لذلك فإن مهاجمة لبنان لن تكون إلا جزءاً من أجندتها، في حين أن مهاجمة إيران مباشرة ستكون الهدف السعودي الحقيقي. ومع انضمام إسرائيل إلى المعركة، يمكن أن تشن الدولتان حرباً إقليمية، بشن هجمات ضد أهداف في لبنان وسوريا وإيران، مما قد يثير هجمات مضادة ضد السعودية وإسرائيل ودول الخليج. وقال الكاتب: يبدو أن بن سلمان قد تعلم درساً سياسياً حاسماً من حليفته الإسرائيلية: فأنت بحاجة إلى عدو أجنبي من أجل غرس الخوف داخل دائرة انتخابية محلية، ويجب بناء هذا العدو وتحويله لقوة مشؤومة للشر في الكون. هذا أحد الأسباب التي دفعت بن سلمان للتدخل في الحرب الأهلية اليمنية. وعلى الرغم من المجزرة السعودية التي تسببت في المجاعة الجماعية والوباء، تمكن بن سلمان من التذرع بالانشقاقات الإسلامية من أجل رسم إيران بأنها «المعتدي» وتمثل تهديداً للمصالح السعودية. وأضاف: في الآونة الأخيرة، أعلن بن سلمان أن جيرانه في قطر غير مرغوب فيهم لعدم انحيازهم بما فيه الكفاية للسعوديين ضد إيران. فإما أن تكون مع بن سلمان أو ضده، ليس هناك أرضية مشتركة. وأشار إلى أنه في لبنان، يبدو أن استراتيجيته تثير أزمة سياسية ومالية. فالمملكة العربية السعودية توفر مستوى هائلاً من الدعم المالي والتجاري للبنان. ويبدو أن بن سلمان يعتقد أنه إذا سحب هذا الدعم، فإنه سيجبر اللبنانيين على كبح جماح حزب الله. ورأى الكاتب أن الأمير السعودي يجرب نفس الاستراتيجية التي فشلت حتى الآن مع قطر، فقد فرض عليها المقاطعة، وتسلح بجميع الدول التي اعتمدت عليه لإعلان الحصار. وأغلق الحدود، وقام بإلغاء الرحلات الجوية، وتوقفت التجارة. ولكن بدلاً من الاستسلام، نقل القطريون قضيتهم إلى العالم، وقاتلوا ولم يبدوا أي علامة على الخضوع للرياض.;
مشاركة :