بوتين و«الزر» النووي

  • 11/9/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يونس السيد يبدو أن العلاقات الروسية - الأمريكية ومع الغرب عموماً قد دخلت مرحلة جديدة من الحرب الباردة التي ظن الجميع أنها انتهت إلى غير رجعة مع انهيار الاتحاد السوفييتي مطلع تسعينات القرن الماضي، ولكنها عادت لتفرض نفسها على هذه العلاقات بشكل أكثر خطورة في السنوات الأخيرة.حين يمارس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واحدة من أخطر الصلاحيات التي يتمتع بها رؤساء الدول الكبرى، ويضغط بنفسه على «الزر النووي» ليطلق أربعة صواريخ باليستية في مناورات عسكرية، فإن الأمر يتعدى حدود المشاركة أو الإشراف على مناورات عسكرية شملت مختلف صنوف الأسلحة الجوية والبحرية والبرية، إلى توجيه رسائل بتأكيد جاهزية قواته للرد على أي تطورات محتملة في ظل التوترات المتصاعدة بين روسيا والغرب، سواء على ما تعتبره حدودها الجيوسياسية الغربية، أو تلك التي تشهدها أكثر من منطقة في العالم. لكن من الواضح أن التحركات الروسية تأتي تعبيراً عن مخاوف جدية وقلق متزايد لدى موسكو من تصعيد غربي بدأت مؤشراته تظهر بقوة وفي أكثر من مكان. فالعلاقات الروسية - الأمريكية تمر بأسوأ مراحلها منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، حيث انعدام الثقة بلغ نقطة الصفر، وهناك العقوبات الاقتصادية، وعمليات الطرد المتبادل للدبلوماسيين أو تخفيض عددهم، ورد واشنطن بمصادرة وإغلاق بعض المباني الدبلوماسية الروسية على أراضيها في سان فرانسيسكو ونيويورك وواشنطن. الأسوأ من ذلك، هو ما تراه موسكو من ضغوط متزايدة من جانب الغرب، ممثلة في الحشود العسكرية لدول «الناتو» والولايات المتحدة على حدودها الغربية، حيث يكشف وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين مؤخراً، عن قيام «الناتو» بنشر أربع كتائب عسكرية تكتيكية قوامها 5 آلاف عسكري في بولندا وجمهوريات البلطيق، ويشير إلى نشر فرقة مدرعة وفرقة جوية من القوات البرية الأمريكية في بولندا وألمانيا، إلى جانب استمرار العمل في الوقت ذاته لنشر مكونات الدرع الصاروخية في عدد من دول أوروبا الشرقية. وبالمحصلة يقول شويغو إن دول الناتو نفذت خلال الثلاثة أشهر الماضية أكثر من 30 مناورة وتدريباً قتالياً في أوروبا الشرقية وجمهوريات البلطيق. هذا القلق الروسي وتوقعات موسكو بالمزيد من التصعيد، رد عليه الكرملين بتزويد قواته بأكثر من 18 ألف آلية قتالية حديثة ومحدثة، وآليات قتالية للوحدات الخاصة، وفق شويغو، إلى جانب توسيع الوجود العسكري الروسي في كل المناطق الاستراتيجية في المحيطات العالمية. ويلخص وزير الدفاع الأمريكي ماتيس، ومدير وكالة الاستخبارات السابق، ليون بانيتا، العلاقات الروسية-الأمريكية بأنها دخلت فصلاً جديداً من الحرب الباردة، ويطالب واشنطن بكبح جماح النفوذ الروسي ورسم «خطوط فصل» في الشرق الأوسط وخاصة في سوريا، وإلا فإن بوتين سيكون هو المستفيد. لكن السؤال ما الذي يتبقى من الحرب الباردة عندما يكون الإصبع على الزناد؟! younis898@yahoo.com

مشاركة :