دول الحصار تتحمل مسؤولية تفكك مجلس التعاون

  • 11/9/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - إبراهيم بدوي: حمّل سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، الدول المحاصرة لدولة قطر مسؤولية تفكك مجلس التعاون الخليجي كمنظومة أمن جماعي. وقال سعادته، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس بالدوحة مع نظيره العراقي سعادة السيد إبراهيم الجعفري «إن الدول المحاصرة ترفض الدخول في حوار، بعد أن فشلت في إثبات ما تم اتهام دولة قطر به، وتستمرّ في إجراءاتها الجائرة وغير القانونيّة؛ ما أثر على منظومة مجلس التعاون، ونحمّل الدول المحاصرة مسؤولية تفكك مجلس التعاون كمنظومة أمن جماعي». وأوضح سعادته أن محاولات دول الحصار تصغير الأزمة الخليجية تبوء بالفشل وتعكس قصر النظر في تداعيات خطيرة بدأت تظهر على السطح، خصوصاً أن هناك تطوّرات كبيرة في الظروف الإقليميّة تبيّن أن انعكاسات هذه الأزمة وعدم تحقيق الأمن الجماعي لدول الخليج بدأت في الظهور على السطح. وأكد أن الجهود الدوليّة لمكافحة الإرهاب ومساعيها لحل أزمات المنطقة تأثرت بهذه الأزمة الكبيرة والتي أدخلت الدول المحاصرة في أزمة مع الدبلوماسية الدوليّة لاستمرارهم في السلوك المتعنّت ورفض الحوار والاستمرار في التطرف السياسي واللغة التصعيدية التي يعتمدونها. ونوّه سعادته بأن دولة قطر تتحدّث بلغة العقل وتدعو الجميع إلى اللجوء لطاولة الحوار وأن يبرهنوا على أن مخاوفهم تستند إلى الحق وتعتمد على أساس، مؤكداً فشلهم في استثمار الأموال السياسيّة في شيطنة قطر. وقال سعادة وزير الخارجية إن قطر تتمنّى دائماً أن تسود الحكمة وأن تتغلب دول الحصار على سلوكها العدائي باستخدام أسلوب حكيم والدخول في حوار لحل هذه الأزمة. أما تجاوزهم لها باستصغارها وتجاهلها إعلامياً والعمل بطرق مخفيّة وملتوية وعدم العمل على حلها فلن يقدّم أو يؤخّر. وأوضح أن قطر تتجاوز الأزمة ولكنها لن تتجاوز المخالفات التي حدثت ضد الشعب القطري لأنه «إذا كانت شعوبهم لا تمثل لهم شيئاً فإن الشعب القطري يُمثل لحكومته الكثير».     قرار البحرين ليس من داخلها   وفي رده على سؤال بشأن تصريحات ملك البحرين الأخيرة قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن إن التصريحات لن تقدم أو تؤخر أي شيء فالبحرين لم يكن لها ناقة ولاجمل وشاركت في الحصار وغيره . فإذا كان القرار لدى البحرين فنحن من الممكن أن نرد عليه، ولكن نعرف أن القرار من خارجها.   قطر تدعم جهود بغداد في مكافحة الإرهاب توجيهات سامية بسرعة إعادة افتتاح سفارتنا بالعراق   قال سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية عن إعادة افتتاح السفارة القطرية في العراق إن هناك توجيهاً سامياً من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بإعادة فتح السفارة بشكل عاجل وتعيين سفير هناك كخطوة لفتح صفحة جديدة في العلاقات القطرية العراقية. وأكد دعم دولة قطر لجمهورية العراق في معركتها لمكافحة الإرهاب وتشجيعها على الاستمرار في جهود ما بعد التحرير معلناً التزام دولة قطر بالمشاركة بدور فاعل في عملية إعادة الإعمار، مشيداً في الوقت ذاته بالانتصارات التي حققتها في مواجهة تنظيم داعش وتحرير المدن.     قطر تؤيد المصالحة ووحدة العراق   جدّد وزير الخارجية تأكيد موقف دولة قطر الثابت المؤيّد لوحدة العراق وتجاوز الخلافات من خلال الحوار ووضع برنامج مصالحة وطنية يضم جميع الأطياف، منوهاً إلى أن لجمهورية العراق الشقيقة تاريخاً من التعايش ما بين جميع الأعراق والمذاهب، ومكانة بين الدول العربية وفي العالم أجمع. وأشاد بدخول الحكومة العراقية في الحوار مع حكومة كردستان وجهودها لمنع تفكك العراق، معرباً عن أمله أن يشمل هذا الحوار جميع أطياف الشعب العراقي بمن فيهم الأشقاء في كردستان وأن تكلل هذه الجهود بالنجاح ليعود العراق إلى مكانته، متمنياً أن تكون هذه الزيارة انطلاقة جديدة للعلاقات القطرية العراقية.     وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري: نرفض عزل وحصار الدول علاقاتنا مع إيران ليست على حساب دول أخرى انتصارنا على داعش تعبير على قوة الإرادة العربية والإسلامية الحوار يتسع لكل الخلافات ويستطيع أن ينقلنا إلى شاطئ الوحدة   أكد سعادة السيد إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي أن بلاده ضد سياسة عزل أي دولة عن محيطها أو إبعادها أو محاصرتها مؤكداً أن مبدأ الحوار لا غنى عنه حتى في ظل المشاكل. وقال : إن الحوار هو الذي يتسع لكل الخلافات ويستطيع أن ينتقل بالمنطقة من بحر التمزّق والفرقة إلى شاطئ الوحدة. ونوّه بأن بلاده منذ اندلاع الأزمة الخليجية تدعو الجميع إلى الحفاظ على العلاقات الأخويّة، وأنها لا تقبل مثل هذه الحساسيات بين الأشقاء. وأعرب عن أمله أن تشكل زيارته لدولة قطر انعطافة نوعية في تاريخ العلاقات العراقية القطرية بكل ما من شأنه أن ينعكس إيجابياً واقتصادياً وسياسياً وأيضاً أمنياً ويسهم في تعزيز وارتقاء العلاقات العربية العربية خاصة أن هذه الزيارة تحمل دلالات عميقة تشمل الأبعاد الاستراتيجية ولا تقف عند القضايا التكتيكية أو الأمنية. وشدّد على أن ما يجمع قطر والعراق هو الجوار السياسي والفكري والاقتصادي والأمني لأن العراق لم يعد مهتماً بمسألة التقارب الجغرافي فقط، مشدداً على ضرورة مشاركة بلاده وتعاونها مع جميع دول المنطقة وفي مقدمتها قطر، في كل ما من شأنه أن يعزّز العلاقات بين الإخوة الأشقاء. العلاقات العراقية الإيرانية أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن العلاقات العراقية الإيرانية لا تكون على حساب أي دولة أخرى، فهي تقوم على أساس المصالح المشتركة وفي الوقت ذاته مواجهة المخاطر المشتركة مثل الإرهاب الداعشي وأنه يجب أن نجمّد خلافاتنا لمواجهة هذا الخطر. وقال إن العراق لا يبخل بتوظيف علاقاته لصالح الأشقاء، وإن علاقات العراق مع جيرانها من غير العرب نطوّعها لصالح العراق ونوظفها أيضاً لصالح الأشقاء العرب، ونحن نحمل هم التقارب الإيراني الخليجي، ونسعى لتحقيقه.. استجابة لمصالحنا الاستراتيجية ومصالح إخواننا. وأضاف إن العراق حريص على توظيف كل قدراته وإمكانياته لإرساء علاقات إقليمية متينة تتعاطى مع بقية دول العالم، لافتاً إلى أن قوة العراق بتمسكه بأشقائه العرب جميعاً وإن علاقته مع دولة لن يكون على حساب أخرى، خاصة إن كانت جزءاً من منطقة الخليج. وحول دور العراق في الوساطة بين السعودية وإيران، قال وزير الخارجية العراقي «العلاقة بين السعودية وإيران مهمة للعراق، ونحن نبذل كل ما بوسعنا لإرساء هذه العلاقة على أحسن ما تكون لأنها تنعكس على الجميع، مثلها مثل العلاقات التركية السورية التي بذلنا جهوداً لتقريب وجهات النظر بينهما». وأكد أن بلاده تقوم بدور كبير في التقريب بين السعودية وإيران، ويمارس الآن دور التقريب بين الدول المختلفة مع بعضها، معرباً عن الأمل في أن تكلل هذه الجهود بالنجاح بما يصبّ في صالح المنطقة. وبيّن أن من استراتيجيات الحكومة العراقية عامة والخارجية العراقية خاصة هي إرساء العلاقات على أسس التفاهم والابتعاد والنأي عن كل ما من شأنه إثارة التوتر بين الدول العربية بل حتى مع دول العالم الأخرى. وأوضح الجعفري أن انتصارات بلاده في حربها ضد الإرهاب الداعشي تعبير عن الانتصار للإرادات المخلصة العربية والإسلامية بل حتى الدوليّة، لأن ضحايا الإرهاب من كل مكان، فهو يشكل عدواً حقيقياً واستراتيجياً لكل دول العالم والانتصار عليه أمر مهم. وشدّد على أن بلاده حملت على عاتقها مسؤولية المواجهة الميدانية المباشرة ودفع ضريبة الدم واستطاعت تحقيق النجاحات المتتالية وتتجه الآن نحو إعادة الإعمار وبناء العراق الجديد، معرباً عن أمله في أن يقف الجميع وخاصة دولة قطر الشقيقة بجانب العراق. ومن جهة أخرى ثمّن وزير الخارجية العراقي موقف بلاده مما حدث في كردستان العراق مؤكداً أن ما حدث في هذا الإقليم ليس خصومة لكن كان عملية خروج عن الجانب القانوني لذا فهو يتمسّك باستراتيجيته في هذا الجانب ويحافظ على اعتماد أسلوب الحوار.

مشاركة :