إيران دولة غير راشدة تقودها عصابة عمياء لا تعترف بالقوانين الدولية وهي تنظر إلى أسلحة الدمار الشامل باعتبارها دمى أطفال أشرار يمكن أن تنقلها من مكان إلى آخر. إيران في ظل العمائم هي دولة لا تشعر بالمسؤولية وهي دولة خرافات لا يمكن جرها إلى حوار منطقي مبني على أساس تفاهمات مشتركة تقوم على أساس العقل. لا تفهم إيران لغة العالم المعاصر. إنها جزيرة معزولة تسعى إلى بناء جسور مع العالم الخارجي من خلال عصاباتها التي هي أذرعها التي نشرت الفوضى في أنحاء عديدة من العالم العربي. الصاروخ الذي انطلق من اليمن في اتجاه الرياض هو في حقيقته رسالة إلى العالم. رسالة واضحة تؤكد إيران من خلالها أن خطرها صار جديا وأن اية نظرة غير جادة إلى الموضوع ستقود إلى كارثة مؤكدة. بعد الصاروخ الإيراني سيكون الموقف العالمي مختلفا. حرب عالمية على إيران ستؤدي إلى تحطيم دولة وتدمير شعب مثلما حدث للعراق وأفغانستان هو ما لا ما لم يعد مقبولا دوليا. المطلوب إذاً وهو ما صار اللجوء إليه ضروريا من أجل السلام العالمي أن يتم قطع أذرع إيران الممتدة إلى خارجها وذلك من خلال قطع طرق الامداد عليها على تلك الأذرع التي صارت تعبث على هواها بالسلم العالمي. فليس من المعقول أن تظل طرق تمويل جماعات إرهابية بالسلاح سالكة في ظل هذا التحول الخطير الذي تمثل في مشاركة إيرانية فعلية في الحرب اليمنية. إيران هي العدو في اليمن. وهي ليست عدوا محتملا بل هي العدو الذي لم يعد قادرا على إخفاء حقده ولؤمه وشروره. ألا يعد ذلك الصاروخ اعلان حرب على السعودية ومن خلالها على العالم؟ أعتقد أن علينا أن لا نبسط الأمور فنعتبر تلك الحماقة الاستراتيجية مجرد خطأ تكتيكي في الحرب. لقد أعلنت إيران حربها على العالم. أهذا ما كانت الولايات المتحدة تنتظره؟ من وجهة نظري الشخصية فإن إيران ما كان لها أن تتمدد في المنطقة بالطريقة البشعة التي فعلتها لولا سياسات الإدارات الأميركية الغامضة التي أدت إلى انهيار جزء مهم من العالم العربي وكان ذلك انتصارا للمشروع الإيراني الذي هو النسخة الشيعية من المشروع الإسرائيلي. الولايات المتحدة تقف حائرة اليوم بين إسرائيل وإيران. لقد استغلت إيران تلك الفجوة في العقل السياسي الأميركي من غير أن تنتبه إلى أن إسرائيل لم تستعمل في حروبها أسلحة الدمار الشامل. لو أن إيران أطلقت صاروخها وهي في حالة دفاع لكان ذلك الأمر مفهوما. أما أن تطلقه من أجل أن تستعرض نفوذها في اليمن ومن أجل أن تستعرض قوتها أمام السعودية فذلك ما يشكل علامة استفهام كبيرة صار على العالم أن يقف أمامها بوجوم ويرد عليها بصلابة ووضوح. بعد صاروخها الحوثي انتقلت إيران بنفسها إلى موقع لن تنجو فيه من العقاب. فاروق يوسف
مشاركة :