المهرجان يهدف لخلق فسحة للحوار بين الثقافة العربية والغرب في تلك المنطقة الجغرافية التي يقطنها الكثير من المهاجرين العرب من عدة أجيال مهاجرة.العرب محمد يوسف [نُشر في 2017/11/09، العدد: 10807، ص(15)]احتفاء برمز أدبي وإبداعي خالد مونتريال - يتواصل مهرجان “العالم العربي في مونتريال” الكندي الذي انطلقت دورته الجديدة أواخر الشهر الماضي وتستمر حتى الثاني عشر من نوفمبر الجاري. ويحاول المهرجان في دورته الثامنة عشرة خلق فسحة للحوار بين الثقافة العربية والغرب في تلك المنطقة الجغرافية التي يقطنها الكثير من المهاجرين العرب من عدة أجيال مهاجرة. تنوعت فعاليات المهرجان الكندي التي تختتم آخر الأسبوع، حيث شغلت الفنون البصرية والسمعية جزءا كبيرا من برنامج دورته لهذا العام، فقدم العديد من العروض السينمائية والحفلات الموسيقية. على صعيد الحفلات الموسيقية التي يقدمها المهرجان، “السودان أزرق” كان عنوان حفل موسيقي قدمته الفنانة السودانية رشا شيخ الدين (أم درمان، 1972) صاحبة الصوت الاستثنائي والتي اشتهرت عالميا بغنائها لتراث شمال أفريقيا، فضلا عن قدرتها على الغناء بلغات عديدة؛ العربية والنوبية والإنكليزية، والإسبانية والكريول. ويعتمد شغل رشا على عمل بحثي موسيقي طويل تشتغل عليه منذ زمن في بحثها عن هوية موسيقية متفردة وأصيلة في ذات الوقت. وفي البرنامج الموسيقي كذلك لهذا المهرجان الثقافي هذا العام، قدم الفنان العراقي نصير شمه حفلا موسيقيا بعنوان “عود الشرق” حيث كانت فيه الموسيقى العربية في حوار حي مع أوركسترا “ميتروبوليتان” التي يقودها الموسيقي إيرات ايشموراتوف. ولا يستقيم الحديث عن الموسيقى الشرقية دون المرور بإحدى عواصمها، أي حلب، وهو ما يحضر في أيام المهرجان الكندي، حيث يقام حفل “حلب يا لالا لي، المدينة في ألف زمن” بمشاركة فنانين من سوريا وتونس وإسبانيا وكندا، من أبرز المشاركين الفنان الحلبي أحمد أزرق والتونسية درصاف حمداني. كذلك يشارك في أمسيات المهرجان من الموسيقيين العرب نذكر منهم وعد أبوحسون ونبيلة معن وشربل روحانا. وفي قسم العروض المسرحية، شارك في المهرجان المسرحي الجزائري سليمان بن عيسى بعمله “ثلاثة أيام قبل الساعة”. هذا وافتتحت أيضا خلال أيام المهرجان العديد من صالات العرض أبوابها للفنانين العرب بغية عرض أعمالهم، فحضر الفنانون الجزائريون حكيم رزاوي وعادل بنتونسي وفلة تامزاري طهاري، وفي الحديث عن الفن الجزائري عرض المهرجان كذلك فيلم “عطر الجزائر” للمخرج رشيد بن حاجي. كذلك يستحضر المهرجان الأديبة والمبدعة آسيا جبار: القامة الجزائرية التي رحلت عن عالمنا منذ عامين، فيعرض فيلمها “الزردة أو أغاني النسيان”(1982) الذي نالت به “جائزة أفضل فيلم وثائقي” في مهرجان “برلين السينمائي” في السنة ذاتها. والجدير بالذكر أن المهرجان استقبل العديد من الباحثين والأكاديمين والكتاب للنقاش حول مسائل تتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التي تواجهها في أزمنة التغيير الكبرى.
مشاركة :