هل تؤثر الشبكات الإجتماعية على الإعلام التقليدي ؟

  • 8/26/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

--> منذ ظهورها وإنتشارها المتنامي عالمياً .. أسهمت الشبكات الإجتماعية في إبراز المواهب المختلفة خصوصاً تلك التي ترتبط بالتمثيل والإعلام ، في حين بات الإعلام التقليدي في خطر حقيقي بعد ظهور هذه الشبكات ومقدرة جميع المواهب من البروز فيها ونيل إعجاب المتابعين وتكوين القاعدات الجماهيرية خلالها للدرجة التي جعلت الكثير من الاسماء المهتمة بالمواهب ودعمهم إعلامياً اللجوء الى هذه المواقع وافتتاح الحسابات الرسمية بها تسهيلاً للتواصل المباشر معهم ، فهل سيكون الفضل فاعلاً للشبكات الإجتماعية في إيصال هذه المواهب السعودية للإعلام التقليدي ، أم أنها ستكتفي في ذلك ضمن حدودها فقط ؟ إجابة على هذا السؤال وأكثر ، أبدى المخرج طلال عايل إهتمامه بالشبكات الإجتماعية ودعمها الحقيقي للإعلام قائلاً : هذه المواقع صنعت الخطوة الأكبر في كسر حاجز الرهبة بين الموهوبين وبين المجتمع وتسهيل طرق عرض هذه الموهبة دون اللجوء الى استعدادات وترتيبات مخصصة لإبرازها ، فنجد مثلاً موهوب يستطيع عرض موهبته من داخل غرفته الخاصة وبإمكانات بسيطة بشكل قد يُتابعه الملايين لأجلها وتكون حديث الصحف وبعض البرامج التفزيونية أيضاً ، لذلك نرى الكثير الذي يتجدد بشكل يومي ومتنوع ، فمواقع التواصل الإجتماعي ساعدت في تكوين زخم تجاربي إبداعي هائل ، هذا الزخم وضع الإعلام التقليدي في مأزق ضخم فبات بشكل لا إرادي يجد نفسه يُدفع للمقارنة والسؤال كمسلم بديهي للوعي الكبير الذي وصل اليه المتلقي .. فاصبح يُحدّث ادواته بإستمرار ويحاول الموازنة بين الصناعة التي ينفرد بها وبين الروح والحضور الذي يُمليه وجود الإعلام الجديد .. وعلى مستوى شخصي وسائل التواصل الإجتماعي دائماً مكان خصب للبحث والإستقراء والسؤال والإطلاع ، واعتقد أنها مُعين خصب للفنان في البحث عن قصته .. قصيدته ، وربما فيلمه وحتى بهجته أيضاً .. هي مكان صحي جداً للإلتقاء بأصدقاء يُشاركونك نفس الإهتمام ويمكنك من النقاش في أدق التفاصيل بينكم في عمل ما بسهولة فائقة وإن كانت الجغرافيا تقع حاجزا بينكم، ولابد لي يومياً من جولة على أبرز هذه المواقع لأقرأ وجهات النظر تجاه المواضيع ذات الأبعاد العميقة واللاماورائي الى تلك المواضيع التي تحكي نكتة ما ، و في هبر ساذج وطريف ، فالفنان لايعلم أين من الممكن أن تشتعل جذوة مشروعه القادم هذا جانب ، ومن جانب آخر أحاول الاطلاع على تجارب الزملاء والاستفادة منها والاستمتاع بها ووضعها موضع النقد والتحكيم والمقارنة على مستوى شخصي ممايعزز فكرة المنافسة الداخلية والعمل عليها ..و في النهاية ، المُتلقي يربح المعركة دائماً .. كما قال السيناريست علي البهلول عن تجربته في هذه المواقع : باعتباري سيناريست فإن تأثير هذه المواقع يمكن الإشارة إليه في ما تتيحه من سهولة وصول المستفيد اليّ وبالتالي فإنها تجعل من الكاتب أكثر قرباً من الجمهور وصنّاع الإعلام ، وبالنسبة لتجربتي الشخصية فقد كونت لي دائرة كبيرة من العلاقات مع شركائي في نفس الفن وفي الفنون المقاربة وبالتالي سهلت تلك العلاقات من عملية وصولي إعلامياً .. أما المخرج والناقد السينمائي فهد الأسطاء فقد قال : يمكن النظر في تأثير مواقع التواصل الاجتماعي ومايسمى بالاعلام الجديد على اكثر من مستوى مابين تقديم مواهب ووجوه شبابية جديدة تملك كاريزما خاصة ولها قدرتها في الوصول للجمهور قياسا بالاعلام التقليدي ووجوهه المعتادة ومابين رفع سقف الحرية والتعبير بشكل ملحوظ والتحرر من القيود التقليدية حينما تبين ان الامر هذا قد نجح مع برامج الاعلام الجديد واكتسب شعبية كبيرة لرى الجماهير المتابعة ، لكن المستوى الاهم في نظري هو لغة الخطاب ذاتها فالاعلام الجديد أعاد تشكيل لغة الخطاب وكسر قوالب تنميطها واقترب بصورة أكبر لعقلية المشاهد المتابع ولغته الدارجة بقدر ملحوظ من الواقعية وهذا ماينعكس تدريجيا على الاعلام التقليدي وسط ملاحظته لهذا النجاح والانتشار الذي يحققه ابرز اسماء وبرامج الاعلام الجديد، أما على المستوى الشخصي فقد افادتني هذه المواقع كناقد فني ومتابع شغوف بحركة الفن والاعلام السعودي على مستوى سبر انطباعات الجمهور ورصد ردود افعاله ونمطية التفكير التي تدفعه للاعجاب او الاندفاع وراء برنامج ما .. بالنسبة لي هذا امر هام باعتبار انني ارى أن الجمهور دائما وأبدا مشارك في صياغة القوالب والاتجاهات الفنية ..

مشاركة :