كيف تدير الأرملة الأموال بعد وفاة زوجها؟

  • 11/9/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الأيام التي تلي فقدان المرأة لزوجها غالباً ما تكون ضبابية، فبعد الصدمة الفورية لتلقي خبر الوفاة، يكون أمامها الكثير من الأوراق وإجراءات العزاء والمعزين للتعامل معهم، لكن عندما تنحسر موجة النشاط يعاني العديد من الأرامل من الواقع القاسي بتأخر سداد رهن عقاري أو دفع الضرائب المقدرة في أقرب وقت، فضلاً عن كومة الفواتير التي تأتيها من المستشفى مثلاً. فجأة يصبح لدى الأرملة مجموعة جديدة من المخاوف: هل يمكنني دفع كل هذا؟ كم من المال لدي؟ ما المدة التي تستغرقها إجراءات استلام التأمين على الحياة؟ هناك ما يقدر ب‍ 11.2 مليون أرملة في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية وغالباً ما تواجه السيدات الميسورات والثريات في البداية واحداً من اثنين من التحديات المالية: وجود القليل جداً من الأموال النقدية أو الكثير منها. والمسألة الأكثر شيوعاً في وجود قدر ضئيل جداً من الأموال النقدية هي الافتقار إلى إمكانية الوصول الفوري الى الأموال، ربما لأن معظم الأصول العائلية تكون في العقارات وملكية الأعمال التجارية و/ أو خطط التقاعد، وبطبيعة الحال يمكن بيع هذه الأصول، لكن العملية غالباً ما تستغرق وقتاً أو تنطوي على تكاليف إضافية مثل دفع الضرائب والغرامات. وإذا كانت معظم الأصول العائلية مسجلة باسم الزوج الراحل، يجوز للبنك أو الوصي أن يقيد الوصول إلى تلك الأصول لحين تسوية التركة، وعندما يكون لدى الأرملة التزامات مالية، سيكون من المثير للإحباط جداً أن يكون لديها الثروة التي تلبي الاحتياجات لكنها لا تستطيع الحصول على ما يكفي من النقد في المدى القصير. وجود الكثير من الأموال النقدية يمكن أن يكون مشكلة أيضاً، فبعد تسوية التركة من الممكن أن تحصل الأرملة على نقود أكثر مما هو مطلوب للنفقات القصيرة الأجل، فبالإضافة إلى الشعور بأن الأموال لن تجدي نفعاً بمجرد امتلاكها وعدم إنفاقها على شيء، فإن هذا هو الوقت أيضاً الذي عليها التعامل فيه مع أناس يظهرون فجأة وبطريقة سحرية في حياتها. فالسمسار الذي كان زوجها يتعامل معه يريد منها شراء منتجه الجديد ويظهر أفراد العائلة وأيديهم ممدودة كما تظهر الجمعيات الخيرية فجأة اهتماماً أكبر بالأرملة. عند وضع النوايا جانباً، فإن طوفان المشورة والاهتمام غير المطلوبين يمكن أن يكون مرهقاً ومربكاً. وفي ما يلي الخطوات الأربع التي يجب اتخاذها في السنة الأولى كأرملة لإدارة الأموال النقدية بشكل جيد. 1 ــ تحديد مقدار الأموال النقدية المتاحة، على الأرملة أن تضع، في أسرع وقت ممكن، قائمة تظهر الحسابات النقدية المسجلة باسمها وباسم زوجها الراحل والحسابات المشتركة، إضافة إلى ذلك، كتابة المواقع والأرصدة وكيف يمكن الوصول إلى كل حساب، إن كان عن طريق دفتر الشيكات أو بطاقة السحب الآلي. وأخيراً، تسجيل قيمة التدفقات النقدية في كل حساب، وإذا كان القيام بذلك صعباً جدا عمليا أو عاطفياً، فعليها اشراك صديق أو أحد أفراد الأسرة للمساعدة. 2 ــ تحديد أولويات الألتزامات، عليها أن تبدأ بدفع أهم الالتزامات، وتكون عادة الرهن العقاري وقسط السيارة والضرائب وفواتير المرافق العامة وأقساط التأمين. أما البنود التي لديها مرونة أكبر، مثل الفواتير الطبية، فيمكن أن تنتظر حتى تستقر الأمور، وينصح بدفع الحد الأدنى لدفعات بطاقات الائتمان حتى تكون لديها خطة نقدية أكثر وضوحاً قيد التنفيذ. 3 ــ يجب على الأرملة عدم اتخاذ أي قرارات لا يمكن الرجوع عنها، في البداية، عليها أن تتفادى الرغبة في اتخاذ القرارات التي لا يمكن تغييرها، فالناس غالباً ما يريدون تسديد الرهن العقاري أو تقديم هدايا كبيرة للعائلة أو للجمعيات الخيرية، عليها توخي الحذر والتروي واتباع نهج نظامي ومتناسق، العمل على مع مستشار موثوق به يمكن أن يساعدها في تقييم تأثير أي قرار قيد النظر. يبدأ الكثير من الأرامل بوضع خطط في ذهنهن حول المستقبل، وهو أمر صحي ومطمئن لأنهن سيواجهن الحياة دون شريك، بيد أن العمل بشكل مستقل وعلى عجل على هذه الخطط يمكن أن يكون حماقة، وقد واجهت العديد من الأرامل عواقب سلبية غير مقصودة نتيجة لتلك القرارات، على الأرملة أن تعطي نفسها مساحة لتأجيل اتخاذ القرارات التي لا يمكن الرجعة عنها حتى يمكنها القيام بذلك بذهن صافٍ. 4 ــ وضع خطة وتنفيذ تلك الخطة بشكل منهجي، بمجرد أن تفهم الأرملة الوضع الحالي الخاص بها، عليها أن تقوم بتحديد التدفق النقدي والأرصدة الخاصة بها، حتى أثناء تسوية الملكيات، كم من الأموال النقدية ستحتاجها سنوياً، بالإضافة إلى الدخل العادي الخاص بها؟ بطبيعة الحال، كل حالة فريدة من نوعها، لكن كثيراً ما تتم التوصية من قبل المستشارين بالاحتفاظ بما يعادل سنتين وثلاث سنوات من الأموال النقدية في البنك، أي المبلغ اللازم لتكملة الدخل العادي الخاص بها. على سبيل المثال، إذا كان التدفق النقدي العادي الخاص بها هو 50 ألف دولار سنوياً ونمط حياتها والتزاماتها يبلغ 80 ألف دولار سنوياً، فمن المجدي عندها الاحتفاظ بمبلغ نقدي يتراوح بين 60 الف دولار و90 ألف دولار، أي 30 ألف دولار سنوياً لمدة سنتين أو ثلاث سنوات، هذه مجرد تقديرات، وذلك أنه قد يكون من الصعب معرفة ما ستكون عليه الحياة في المستقبل القريب، لكن الممارسة سوف تساعدها في معرفة المبلغ النقدي الصحيح. وإذا كانت الأرملة تفكر في دفع الرهن أو تقديم هدايا كبيرة للعائلة أو لجمعية خيرية، فحري بها أن تحافظ على تلك الأموال النقدية حتى يتم وضع وصياغة خطة مالية مناسبة، وينبغي عليها عدم التسرع والاندفاع لاستثمار الأموال النقدية في أسواق الاستثمار، الخوف من تفويت الفرص استراتيجية استثمار سيئة.

مشاركة :