بناء إنسان وتنمية مجتمع

  • 9/11/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أن تكون المعرفة تحصيلا معرفيا لا بد أن تكون شيئا آخر.. انعكاس لهذا التحصيل.. وهو الإنتاج والعمل والإخلاص للوطن والانحياز للإنسان وقبل أن تكون الثقافة بالمعنى العميق للثقافة قراءة وتتبعا معرفيا في عالم الإبداع والفن ينبغي أن يكون سلوك المثقف والأديب انعكاسا لما يقرؤه وبالتالي لا بد أن يتمثل الثقافة من حيث كونها تنمية عقل وتهذيبا نفسيا ووعيا بالأشياء والناس والحياة والعالم وأن يعيشها ويتعايش معها. الكثير ممن ينتمون إلى عالم المعرفة والثقافة لا يرون من خلالها إلا ما هو في السطح وليس ما هو في العمق ذلك أن القراءة الهشة والمسطحة لا تنتج إلا وعيا هشا ومسطحا والثقافة العميقة لا تنتج إلا وعيا عميقا وعقلا خلاقا. ومن هنا فإن الثقافة قبل أن تكون قراءة هي مبادئ وقيم يجب أن يتمثلها المثقف على أرض الواقع ذلك أن الواقع كتاب مفتوح وهو الذي يعطي للكاتب والمبدع والمثقف والمفكر والقيمة الحقيقية للكتابة والثقافة في مجملها ليست ترفا وليست قراءة لعناوين كتب ومتابعة لأحداث فقط، إنها دخول في تفاصيل الحياة ومرارة الواقع وفي فهم وقراءة ما يجري على سطح وفي داخل الحياة والواقع أنها استقراء واستشراف المعرفة في شتى حقول وميادين هذه المعرفة في العلوم المختلفة والمتنوعة ولا تتحقق المعرفة من حيث أهميتها وقيمتها إلا عبر المنتج الإنساني المعبر عن حصيلة عقلية وذهنية وناتج خطط واستراتيجيات ودراسات وكل ذلك ينبغي أن يتحول إلى بناء إنسان ووطن ونهوض بمجتمع وليس مجرد حالة من الترف والاسترخاء. إن العقول الموقنة بتغير المجتمعات علميا ومعرفيا هي العقول التي تقود هذه المجتمعات إلى التطور الحقيقي وثورة العلم والمعرفة وليست الثورة القائمة على إشاعة الفوضى وتفتيت الأوطان والانقلابات العسكرية. لتكن الثقافة تحصيلا وسلوكا ولتكن المعرفة عملا دؤوبا وناتج عقول همها خدمة المجتمع والإنسان.

مشاركة :