حصري - وزير الخارجية السعودي: نحاول مساعدة الشعب اللبناني للخلاص من هيمنة حزب الله

  • 11/10/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والخليج العربي بشكل خاص. تلتقي “سي إن بي سي“، بالاشتراك مع “يورونيوز“، وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، للوقوف عند عدة قضايا؛ منها استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، والتصعيد السعودي الإيراني، وحملة الفساد التي تشهدها المملكة، وغيرها من المواضيع. شكرا جزيلا سعادة السفير لقبولك دعوتنا في “سي إن بي سي”. و“يورونيوز” أود أن أبدأ بسؤالك حول إطلاق الصاروخ البالستي من اليمن. وصفتم ذلك بأنه عمل حربي. هل تتجه السعودية إلى صدام مباشر مع إيران؟ نأمل ألا يحدث ذلك. الصاروخ إيراني المنشأ، وهو مشابه لصاروخ أُطلق على مدينة ينبع يوم الثاني والعشرين من تموز/يوليو الماضي. يبلغ مدى الصاروخ 900 كيلومتر، ونعتقد أن أجزاءه هُرّبت إلى اليمن، حيث تم استنساخه من قِبل الحرس الثوري الإيراني وخبراء من حزب الله، ثم أطلق على مدينتنا. ونعتقد أن الصاروخ الذي أطلق على الرياض صنع بنفس الطريقة، ونُحمّل إيران مسؤولية ذلك. فهي من زود الحوثيين بالصواريخ، وانتهكت بذلك القرار الأممي 2216. كما نعتقد أن خبراء من إيران ومن حزب الله هم من أشرفوا على التدريبات وتنسيق الهجوم ضد المملكة، وهو ما قد يصنف عملا حربيا. مزق الرئيس ترامب الاتفاق النووي التاريخي مع إيران في وقت سابق هذا العام. هناك قلق كبير من تحرك الإيرانيين نحو امتلاك سلاح نووي. هل نتحدث هنا عن سباق بعكس عقارب الساعة؟ وهل الأمر يتعلق بتحييد إيران قبل أن تصبح قوة نووية؟ الأمر يتعلق بإصلاح اتفاق لابد من إصلاحه، والاتفاق النووي كان ضعيفا. بعد اثني عشر عاما من التوقيع على الاتفاق، ستُرفع القيود المفروضة على عدد أجهزة الطرد المركزي التي يمكن أن تستخدمها طهران، ونظريا، سيكون بوسع الإيرانيين امتلاك ما بين خمسين إلى مائة ألف جهاز، وبالتالي، يمكنها إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة في غضون أسابيع، وهذا خطير.. خطير للغاية. أما الأحكام الأخرى التي يتعين تشديدها فهي أحكام التفتيش، بحيث تشمل المواقع غير المعلنة والمواقع العسكرية، ونود أن نرى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقوم بعمل أقوى بكثير في التعامل مع ذلك. هذا فيما يتعلق بالاتفاق النووي. أما الجانب الآخر، فيتعلق بسلوك إيران الداعم للإرهاب وببرنامجها الصاروخي البالستي، وكليهما انتهاك للقرارات الدولية. لهذا، نود أن نرى عقوبات على إيران لدعمها للإرهاب وعقوبات لانتهاكها قرارات الأمم المتحدة فيما يتعلق بالصواريخ البالستية. وبهذا، عندما تجتمع هذه النقاط الثلاث: إصلاح الاتفاق النووي، وتحميل إيران المسؤولية عن دعمها للإرهاب وعن برنامجها للصواريخ البالستية، أعتقد أنه بذلك ستكون لدينا طريقة فعالة للتعامل مع إيران. حسنا.. ماذا عن لبنان، فهناك سعد الحريري الذي استقال من رئاسة الوزراء من داخل الرياض قبيل أيام.. وهناك وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج الذي قال إن بلادكم في حالة حرب مع حزب الله، فهل ستهاجم المملكة حزب الله بناء على هذا الوضع؟ وما هي التدابير التي ستتخذونها حيال لبنان؟ الحالة في لبنان مؤسفة، وهي نتيجة لأنشطة حزب الله المدعوم من إيران. ولا يزال حزب الله يحافظ على ميليشياته على رغم أنه ينبغي أن يسلم أسلحته، ولا يمكن أن تكون هناك ميليشيا خارج نطاق المؤسسات الحكومية. كما عرقل الحزب كل المبادرات التي حاول رئيس الوزراء الحريري تنفيذها. بل يمكن القول إن حزب الله اختطف النظام اللبناني، ولطالما كان الحزب الأداة التي تستخدمها إيران للسيطرة على لبنان، مثلما تستخدمها للتدخل في سوريا ومع حماس ومع الحوثيين، وهكذا نرى تورط حزب الله في جميع أنحاء المنطقة. كما أن الحزب مسؤول عن تهريب الأسلحة إلى البحرين، ويشارك في أنشطة إجرامية من قبيل الاتجار بالمخدرات وغسل الأموال. إذا.. هل تفكرون باتخاذ خطوات عملية ضد حزب الله؟ نحن نقول إن على العالم أن يتأكد من أننا نعتبر حزب الله منظمة إرهابية. ولا يمكن أن يكون هناك فرق بين الجناح السياسي والجناح العسكري. هذا طائر له جسد واحد وعقل واحد. لهذا، لابد أن يتخذ العالم إجراءات من شأنها الحد من أنشطته، وأن يتراجع حيث ينشط. هذا ما نقوله.. لا يمكننا أن نسمح للبنان بأن يكون قاعدة لانطلاق الأذى باتجاه المملكة العربية السعودية. الشعب اللبناني بريء.. لقد هيمن حزب الله على هذا الشعب.. ونحن بحاجة لإيجاد وسيلة لمساعدته على الخروج من براثن الحزب. هل تفكرون بقطع العلاقات الدبلوماسية مع لبنان؟ لدينا خيارات عدة، ونتشاور مع أصدقائنا وحلفائنا حول العالم لنتوصل إلى أكثر الآليات فعالية للتعامل مع حزب الله. لنتحدث قليلا عن حلفائكم هنا.. حكومة الولايات المتحدة أعربت مؤخرا عن دعمها للمملكة العربية السعودية أمام العدوان الإيراني، وفي الوقت نفسه، أكدت تأييدها للحكومة اللبنانية عبر دعمها بمزيد من المال والأسلحة على السواء. كيف تنظرون إلى ذلك؟ هل ترونها سرديات متعارضة؟ هل بإمكانهم القيام بالأمرين في الوقت ذاته؟ تريد الولايات المتحدة مساعدة الحكومة اللبنانية على أن تكون قوية ومستقلة، وكذلك نحن. وتريد الولايات المتحدة الرد على تنامي نفوذ حزب الله في لبنان، وكذلك نحن. كما ترغب الولايات المتحدة في الضغط ضد تنامي دور حزب الله وأنشطته الإرهابية والإجرامية، وكذلك نحن. هكذا، فإننا لا نرى فرقا بين مواقف الحكومتين. وقد أوضحنا أننا لا نستطيع أن نسمح للبنان بأن يكون قاعدة تنطلق منها الهجمات ضد السعودية، ونحث اللبنانيين.. والحكومة اللبنانية على وجه الخصوص.. على اتخاذ إجراءات حازمة وصارمة ضد حزب الله. وبالنظر إلى ما يحدث في المنطقة بشكل أوسع.. أعرب الرئيس السيسي في مصر عن دعمه للمملكة العربية السعودية، وفي الوقت ذاته، قال إنه ليس من الجيد مهاجمة حزب الله. إذ لا يريد أي شيء يزعزع استقرار المنطقة، ما رأيكم بهذه التصريحات؟ أعتقد أنه يتماشى مع ما يفكر فيه الجميع. ونحن أيضا نقول إنه يجب إيجاد طرق لتقليل نفوذ حزب الله وشروره، كما علينا إيجاد سبل للرد على الأنشطة الإرهابية لحزب الله ومشاركته في شؤون بلدان أخرى بناء على طلب إيران، وليس هناك تناقض في المواقف. هل المملكة مستعدة للتحرك ضد حزب الله بمفردها؟ أعتقد أن لدينا عددا كبيرا من البلدان في جميع أنحاء العالم، إن لم تكن جميع البلدان، باستثناء إيران، ضد أنشطة حزب الله الإرهابية، وضد اختطاف الحزب لدولة اللبنانية، لذلك نحن لسنا وحدنا في هذا. لنتحدث قليلا عن احتمالات وجود تعاون تشمل إسرائيل. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إنه يقف جنبا إلى جنب مع أصدقائه العرب بوجه العدوان الإيراني. هل هناك أساس للشائعات التي تقول إن إسرائيل والسعودية قد تتعاونان لمواجهة حزب الله؟ لا أستطيع التعليق على الشائعات، لكن ما أعلمه هو أن إيران دولة مارقة. إيران العراب رقم واحد للإرهاب. إيران تأوي الإرهابيين منذ التسعينات. وإيران هي من تآمر مع القاعدة وأسامة بن لادن منذ التسعينيات.. وأعضاء مجلس إدارة القاعدة الافتراضي لجأوا الى إيران عام 2002 وكانوا يعيشون هناك منذ ذلك الحين. لقد أداروا العمليات الإرهابية.. بما فيها تلك التي استهدفت السعودية انطلاقا من إيران حيث كانوا يعيشون. سيف العدل الذي كان قائد عمليات القاعدة أثناء وجوده في إيران.. هو من أعطى الأمر بتفجير المجمعات السكنية في الرياض عبر اتصال هاتفي.. ولدينا تسجيل ذلك الاتصال. ثمة أدلة لا يمكن دحضها.. إيران هاجمت وفجرت أكثر من اثني عشر سفارة موجودة على أراضيها في انتهاك صارخ للأعراف والقوانين الدولية. إيران اغتالت الدبلوماسيين في شتى بقاع العالم بما فيهم دبلوماسيين سعوديين. إيران شنت هجمات إرهابية في أوروبا وجنوب أمريكا والشرق الأوسط أيضا. إذا هي دولة خارجة عن القانون.. ويجب محاسبتها على ما تسببه من ضرر.. كما تجند إيران المقاتلين وترسل المليشيات للقتال في سوريا كما أنها تتدخل في شؤون العراق.. وتشرف إيران على تهريب الأسلحة وإدخالها إلى البحرين.. وهي متورطة مع الحوثيين في اليمن. إيران في كل مكان وبطريقة سلبية وعدوانية جدا. بناء على هذا.. هل ثمة إمكانية لوجود تحالف مع إسرائيل في مواجهة محتملة مع إيران؟ العالم بأسره مصمم على التصدي لإيران. حدثنا قليلا عما جرى في الأيام القليلة الماضية. كانت هناك حملة واسعة في بلادكم. تم تجميد نحو 1800 حساب بنكي. وقد وقع هذا فيما كانت السعودية تحاول جذب المستثمرين الأجانب… هل أنتم قلقون من احتمال أن تعاطي المجتمع الدولي بشفافية مع القضية.. خصوصا وأنه تم نشر أسماء المتورطين في تلك القضايا لكن دون الكشف عن التهم الموجهة إليهم؟ بالعكس.. أعتقد أن ما جرى سيعزز ثقة المستثمرين في السعودية، لأن هذا دليل على أننا طبقنا سياسة عدم التسامح مع الفساد.. تماما مثلما أننا لا نتسامح مع الإرهاب والتطرف وتمويل الإرهاب أيضا. المملكة العربية السعودية أعلنت منذ أكثر من سنتين ونصف أنها ستحارب الفساد بقوة. وسمو ولي العهد قالها صراحة.. لا حصانة لأمير ولا لوزير ولا لمسؤول من الملاحقة القانونية فيما يخص قضايا الفساد. وقد فتح النائب العام تحقيقا منذ سنيتن ونصف.. وكشف العديد من قضايا الفساد.. وكان القرار أن يتم التحقيق مع الأشخاص المتورطين ومواجهتهم بالأدلة والتعامل مع المسألة بكل حزم. واكتشفنا أن نسبة هامة من ميزانيتنا قد سُرقت.. وهذا أمر لا يمكن تحمله. حيثما يوجد فساد لا توجد عدالة ولا استثمار.. ولن تكون هناك حكومة فعالة ولا شفافة أعتقد أن المجتمع الدولي سيرحب جدا برؤية السعودية وهي تطبق.. ليس فقط بمبدأ الشفافية والحزم.. بل باتخاذ قرارات مصيرية ضد الأشخاص الذين سرقوا المال العام.. أما سبب عدم الإعلان عن الأسماء.. فهو يتعلق بنظامنا القضائي… نحن لا ننشر الأسماء قبل صدور الأحكام القضائية… وهذه عملية لم تنته بعد… فالتحقيق لا زال جاريا.. وهؤلاء الأشخاص سيمثلون أمام القضاء حسب القوانين.. وستتم محاسبتهم.. مثلهم مثل أي شخص عادي. الآن يمكن للمستثمرين الأجانب المجيء للاستثمار في السعودية والتنافس مع أي كان وعلى قدم المساواة.. كانت هناك أخبار متضاربة بشأن إلقاء القبض على الأمير عبد العزيز… هل يمكنكم توضيح ما جرى فعلا؟ لا يمكنني التعليق على حالات شخصية. أترك المهمة للنائب العام. *لدي سؤال آخر، نحن نتحدث عن مبلغ نحو 800 مليار دولار من الأصول موجودة إما بالسعودية أو بالخارج يملكها الأشخاص قيد التحقيق. هل الأمر يتعلق الأمر فعلا بمحاربة الفساد.. أم هي محاولة للحصول على السيولة… لأنكم تستطيعون استعمال تلك الأموال الآن خصوصا مع مشروع رؤية 2030* مجددا.. أنا لا أستطيع التعليق على الأرقام.. وأترك الأمر للنائب العام.. وأعتقد أن الناس ستعرف الحقيقة مع الوقت… الخلاصة هي أن هناك أموالا سُرقت من الخزينة العامة.. وهذا حرم البلاد من إمكانية استثمار تلك الأموال لمصلحة الشعب.. وبالتالي على هؤلاء إعادة الأموال التي سُرقت. .. إذا ما نظرتم إلى ما حدث على مدى الأيام الماضية، فإنه إجراء غير مسبوق من جانب الحكومة.. هي حملة واسعة ضد الفساد.. ماذا يعني هذا بالنسبة لمستقبل البلد؟ هذا يعني أن البلد يمشي في الطريق الصحيح.. وأن السعودية في طريق الانفتاح.. وبأنها تطبق خطتها الوطنية لعام 2020 لجعل الحكومة أكثر فعالية وشفافية وأكثر استعدادا للمحاسبة.. كيف يمكنها ذلك إذا لم تحارب الفساد؟ هذا يعني أنه علينا أن نمكن الشباب وأن نمكن النساء وأن نمشي في طريق الاعتدال. نحن نبتنى وندفع باتجاه إسلام معتدل حيث يمكن للناس أن يعيشوا حياة عادية في بلدنا. حيث يمكنهم تحقيق أمانيهم وأحلامهم وطموحاتهم لتكون بلادنا أعظم مما هي عليه الآن. وبالتالي فإن ملف الفساد على قدر كبير من الأهمية بالنسبة لنا وأعتقد أنه حينما ننظر للتغييرات الكبيرة التي شهدتها السعودية على مدى العامين الماضيين، فسنرى أنها تغييرات كبيرة وهائلة ومن شأنها أن تغير كليا من أمتنا وتجعل مجتمعنا أكثر قوة وأكثر حيوية. سؤال أخير.. أنتم شخصيا كنتم هدفا لمحاولة اغتيال من الحرس الثوري الإيراني كيف تتعاملون مع المسألة من الناحية الشخصية؟ أبدا.. لا شيء شخصيا في هذا.. فالأمر يتعلق بخدمة بلدنا وحماية مصالحنا الوطنية. وكما أشرت سابقا.. فإن لإيران سجلا مدهشا في قضايا الإرهاب والاغتيالات والقتل والدمار إن إيران لم تهدأ منذ ثورة الخميني عام 1979. ومالم تتصرف إيران كدولة عادية تحترم القوانين الدولية وتحترم سيادة الدول ومبدأ سحن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، فسيكون من المستحيل التعامل مع إيران. يجب على الإيرانيين أن يختاروا إذا ما كانوا ثورة أم دولة. حتى الآن أرى أنهم اختاروا الثورة ويحاولون تصديرها. وهذا غير مقبول. معالي الوزير لكم جزيل الشكر على استضافتكم لقناتنا. بكل سعادة.

مشاركة :