فطن بين العقل والنقل

  • 11/10/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مدير برنامج فطن أنه يسعى إلى إعادة تجديد البرنامج، ويشمل التجديد هوية البرنامج وشكله وظهوره ودمائه، وذلك عقب إيقافه من وزير التعليم، وحل هيكله التنظيمي، واستطرد قائلا: إن محاولات اختراق مؤسسات التعليم من بعض التيارات موجودة، لأن التعليم هو الركيزة الأساسية للعقول. هناك قصة تدور أحداثها عن أحد الهنود القدماء، إذ كان لديه صقران: أحدهما كان يحلق في السماء، بينما كان الآخر لا يفارق غصن الشجرة الذي يقف عليه. أحضر هذا الهندي مجموعة من المختصين لينظروا في حال الصقر، فلم يجدوا حلا يجعله يترك غصن الشجرة ويطير. خطرت بباله فكرة، وهي أن يستعين بمدرب صقور، قد ألف حياتها وعرف أسرارها. وفي اليوم التالي جاء الهندي ليجد ذلك الصقر محلقا في السماء، فابتهج بذلك وسأل المدرب: كيف جعلته يطير، فأجاب المدرب بكل ثقة: لقد كان الأمر يسيرا، فقد قطعت الغصن الذي كان يقف عليه. إن أسلوب المنهج العلمي القائم حاليا، يعتمد على اختبار قدرات الطلبة خلال المخرجات الدراسية المعتمدة على التلقين والحفظ، وتحصيل المعلومات الثابتة من الكتب المقررة. ومثل هذا النوع من التعليم يولّد جيلا من الأتباع. فالمعلمون يريدون من الطالب أن يصل إلى الإجابة الصحيحة بالحفظ لا بالتفكير، وأي إجابة مقاربة أو ناتجة عن عملية اجتهادية، فهي حيودٌ وانحراف عن المنهج السليم. وهذا النوع من التعليم التقليدي يفسر غياب القدرة على القيام بالمهام البحثية والاستكشافية، لأن ذلك الطالب ببساطة لم يحاول استخدام العقل في الوصول إلى إجابة صحيحة. لقد تسبب هذا النهج التعليمي في ظهور أجيال تخشى المواجهة، وتخاف الاختبارات، وتتجنب التجارب. إن منهجية التعليم مكبلة بأغلال صنعتها بيديها، فأصبحت تلك الأغلال هي من تتحكم في الحركة العلمية وفي العقول، وسيكون الأمر مختلفا لو أعطينا العقل حريته وتركناه يتبع خيارات عدة، ولا يخضع لحتميات. كتب الدكتور محمد القنيبط مقالا تطرق فيه إلى حكاية الطالبة جودي التويجري التي تدرس في مدرسة حكومية بولاية نورث كارولينا الأميركية، والتي كتبت مشروع بحث قالت فيه «إن أكياس البلاستيك تنتهي في المحيط، وأنا لا أريد استخدام أي أكياس بلاستيكية في نورث كارولينا، حتى لا تموت الحيوانات البحرية»، ثم يعود ليؤكد أن جودي التويجري ليست سوى طالبة في السنة ثانية ابتدائي، ويستطرد قائلا: إن مشروع الطفلة جودي يشكل حقيقة تعليمية مؤلمة عن صناعة التعليم. فالتعليم له وجهان: أحدهما المعلم، والآخر المنهج والبيئة التعليمية. إن صناعة التعليم عندنا هي كترميم المنزل، مقارنة ببناء منزل جديد، إذ يمكن في أحيان كثيرة بناء منزل جديد في فترة زمنية أقصر، وبتكاليف أقل من ترميم منزل قديم.

مشاركة :